عابر سنين : الشاعر هاني زريفة
عابِرُ سنين
شعر: هاني زريفة
أَمُرُّ علىٰ السِّنينَ غريبَ دارٍ
وأعبرُها قوافلَ مِنْ حنينِ
كأنَّ سروجَها قد أنكرَتْني
فَما هَصَرَتْ أعِنَّتَها يميني
ولَمْ أحفرْ دروباً في رباها
ولم تحفرْ دروباً في جبيني
ولَمْ أَجرَعْ مدامعَها أُجاجاً
ولا وردتْ زُلالاً مِنْ معيني
هِيَ الأَيَّامُ تنكرُ مَنْ رعاها
وتجزي مَن سعىٰ وَصلاً بِبَيْنِ
ترُدُّ الجود بعدَ الجودِ شِحَّاً
وإِنْ عَدَلَتْ وَفَتْ نَقْداً بِدَيْنِ
ينوءُ سنامُها حَمْلاً بكَدِّي
ويلوي حامِلاً خُفَّي حُنينِ
فيا أعوامُ رُدِّي لي جَناحي
كَرِهْتُ العَيْشَ مَغْلولَ اليَدَيْنِ
أعيديني صَبِيَّا طالَ شَوْقي
إلىٰ صَحبي وصَفِّي أرجِعيني
إلىٰ عَهدٍ طَريِّ السَّاقِ غَضٍّ
وأحلامٍ كَوَمْضٍ في لُجَيْنِ
إلىٰ أُرجوحتي وأنينِ حَبلي
وأنسامٍ كَضوعِ الياسمينِ
إلىٰ خيلٍ عِتاقٍ مِنْ غُصونٍ
وفُرسانٍ أُباةٍ مِنْ بنينِ
إلىٰ كُتُبٍ أضاءَتْ عتمَ ليلي
وأَجْلَتْ مَحضَ شَكِّي عَنْ يَقيني
فيا سَنَةً هَلُمِّي في رَحيلٍ
كَما ارتحلَتْ سُعودي عَنْ سِنيني
خُذي ما شِئْتِ مِنْ عُمري وهَمِّي
وأَوْزاري، وصَمْتاً فارقيني
لَقَدْ هَيَّجْتِ في قلبي حَنيناً
دعيني أَحْتَسي حُلمي دَعيني
تعليقات
إرسال تعليق