ضمير الغائب : الشاعرة اللبنانية تغريدبو مرعي
الحمد والشكر لله
تأهلت قصيدتي "ضمير الغائب" إلى المرحلة النهائية في مسابقة الشعر الحر دورة "طوفان الأقصى" من بين 150 قصيدة، المرتبة الثالثة، على أمل الفوز بالمرتبة الأولى في المرحلة التالية من المسابقة، حيث أرسلنا قصيدة جديدة بعنوان "صرخة عاجز!" ، نشكر من القلب شبكة محررون الإعلامية التي بادرت بالمسابقة ولجنة التحكيم الموقرة ..
القصيدة الفائزة 👇
ضـمـيـر الـغـائـب!
لم تكُن غزّة عجوزًا على الإطلاق،
ولم تكن علامات الشيب قد غزت شعرها ..
كانَت أمّا وأبًا ولها هيبتها وقدْرها بين الناس..
وخلف العزلة صمت أعمى
صحراء في دهشة الطعنات
وفي الأفق
شيّع الليل الصرخات
في رقصة جنائزية
أيتها الخيبات
استسلمي لباب المنفى
فقد نام الطفل فوق مائدة الموت
وأنا الحي في كأس انحداري
وهذه النار تحمحم في يدي
في رأسي
في الضمير النائم
وعلى رِسلها تمشي الملحمة
بين صلب و سائل
بين سام و حام
ضاع الطفل في الدخان
فتكتّم الرمل عن الصحوة
نمْ قرير العين أو...متْ بصحوة!
مفازات الحيرة تلعننا..!!
فلا ماء يطفئ نار الرمال
والحجر ثار وأصغى للعدم
مَن غرس الظلم
وأولج الظلمات وخدعنا بقسوة
عرجتُ بقلبي إلى حنينٍ
مثقلٍ بصفائحٍ من الغربة
يتنقّل بصره بتنبّه
علّه يبلغُ بابًا أو منامًا
أو حتى نسيج عنكبوت!.
ولأنّ الرؤى تعابير تخطف الرموز المسبقة
اتكأ جرحي على منسأة
دون حاجة لتأويلِ حلمٍ واحدٍ ..
حلم واحد كنت أودّ أن يزور أطيافها
ويتعلّق بها كلّما رفعت يداها وفقدت إبنًا .
ولأنّ الحقيقة لا تشبهُ تفسير الأحلام
ولا المسمّيات الأولى
لم يلتفت إليها أحد ..
لم يسمع صوتها أحد..
فقط.. أبناؤها
تعلقّوا بحبل وريدها
وتعانقوا للأبد
الآن ....كلّ شيء رمادي
وأريكة الحياة مرتبطة بضميرِ الغائب..
الآن ....
الموت يعضّ على بنان الموت
كلّما خلت إلى وجهه صور الأطفال!
كنتُ أودّ لو أنّني ضممتُ الراحلين
بدل أنْ أضمّ الأكفان البيضاء
وأملّس خيوطها الفضية..
الآن... لا شيء
غبار في غبار
يرنو الحزن في التخيّلات المرئية واللامرئية
فتشتعلُ حقول الليل
ويهذي الرماد
و شِقّ تمادت في طريقهِ الجروح...
بقلم تغريد بو مرعي
لبنان/ البرازيل
تعليقات
إرسال تعليق