كسرت القدح : الشاعر محمد زينو شومان _لبنان
كسرت القدح
كم تمنيت أن أنعتق من قيود الزمان والمكان
أن أتحرر كبوهيمي يعاقر الأرصفة
يلفظ سلطة الجاذبية
كم وددت أن أنسى مهمة الأوكسجين
تلاقح الشجر والحشرات وقفز القرود وزعماء الطوائف
أنسى وظيفة البرلمان والدورة الدموية الكبرى والصغرى والوسطى
أنسى دور الدماغ الطائفي
والجينات المذهبية في ميثاق الطائف
أنسى الفرق الموسيقي بين وزني
والوزن العروضي
الويل ثم الويل لي
لم أعد أثق بثورة القلم ولا سورة الألم!
لا أفطن إلى شيء يتحرك أمام ناظري
أهملت واجباتي تجاه والديّ وعلاقتي
بأسباب الوجود
كسرت القدح الذي شربت منه
إكسير الحياة والكتابة
شقت أصابعي عصا الطاعة
لم تعد تتلقى أي أمر مني، أو من يراعي
أي جرم اقترفته ليعاقبني إله النظام البطركي زيوس؟
ما عاد يحق لي أن أتنفس جماعياََ أو فردياََ
أهذا هو القدر الذي لا يرد؟
أما من سبيل إلى الاستئناف أو التمييز؟
ما أخفيت يوماََ ضغناََ بين جوانحي يؤرقني
لم يكن صدري ملعباََ للثأر أو الكراهية
ليس في سجلي الشخصي ما يحرجني أو يخجلني
لا أخبئ مواد متفجرة أو رسائل البرق والرعد تحت وسادتي
تضليلاََ لقوات اليونفل
الأرض لم تكن حيناََ عدوتي
بيني وبينها حبل سري لا ينقطع
لم أرضع من ثدي أمي بمقدار ما رضعت من ثدييها
ما لكم وللحِجاج العقيم!
لست مرسلاََ إلى أهلي، أو حزبي، أو قومي
أو إلى البشر أجمعين
ليس من معجزاتي إحياء الموتى
أو إحياء الأحقاد
ما أنا بمنقذ العالم من أثر النفايات والجراثيم
أو من الموبقات والترهات
هل من طبيب نطاسي يفهم عللي ومللي؟
لبنان _ زفتا في15/ 2024/6
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق