مقالة الأديب علاء المرقب وإضاءة حول ماذكره د. مشتاق عيدان عن الأديب العراقي غازي أحمدابوطبيخ الموسوي ونبذة عن مسيرته
مقالتي .. إضاءة حول كتاب "غازي أبو طبيخ، حياته ومختارات من شعره" للدكتور مشتاق عيدان
المنشورة على صفحات مجلة الاتحاد
بقلم
ألأديب علاء المرقب
،،،
كتب السيرة غالباً ماتسلط الضوء على حياة الكاتب وإنجازاته فتنقل لنا صورة أو توضحها لشخصية ما سواء كنا نعرفها أو مجرد سمعنا بها ولربما لم نعرفها أبداً، أما أن تكون سيرة لشخص نذر وقته وجهده لتسليط الضوء على الأدباء والمثقفين وتعريف الناس بهم، فذلك أمر ليس بالشائع. هذا ماقام به الدكتور مشتاق عيدان من خلال كتابه (غازي أبو طبيخ الموسوي، حياته ومختارات من شعره).
غازي أبو طبيخ الموسوي الذي سبق وأن أضفته لقائمة الإبداع، يحتل اليوم عنواناً لكتاب مهم يتحدث فيه المؤلف عن سيرة هذا الأديب، الاجتماعية والأدبية إضافة إلى مختارات من نتاجاته التي تنوعت ما بين الشعر العمود وقصائد التفعيلة والنصوص النثرية.
حسناً فعل الدكتور العيداني حينما عرج على حياة أبي طبيخ ونشأته، لنتعرف أن قدراً مؤلماً حال دون تصديه لواجهة الأدب العربية، وهو وقوعه ضحية للحرب، بعد أن قضى لب شبابه في زانزين الأسر (١٩٨١ - ١٩٩٨) تلك الحروب التي قمعت الثقافة وكانت عوناً للظلام إضافة لكونها أزهقت أرواح الأبرياء، ودمرت الحرث والنسل. فكان لها على الموسوي، بصمة تغييب، إلّا أنه وبالرغم من هذا الحدث، مارس دوره الثقافي على قلة الإمكانيات المتاحة في الأسر، ليترأس مجموعة أدبية تمارس بما هو متاح، العطاء الثقافي ثم بدأ نشاطه وبقوة - كما أوضح المؤلف - ذاكراً عودته لممارسة عمله ك مدرس للغة العربية، أضافة لتصديه لمهمة النقد عبر صفحته الخاصة والنقدية(افاق نقدية) والعمل على إنجاز إصداراته المهمة في الشعر والنقد، بعد إطلاق سراحه وعودته للوطن. لهذا نستطيع القول أن فكرة الكتاب كانت مهمة رغم عدم توسعة منهجيته في الجانب الاجتماعي، لكونها تحدثت عن المحطات والأحداث المهمة في حياة الأديب ابو طبيخ، بشكل موجز تقريباً، والتي تحتاج إلى استفاضة كون كل تفاصيلها محل اهتمام.
أفرد الكتاب بابا خاصاً لشعر غازي أبو طبيخ، وقد أحسن المؤلف الاختيار، فكنا مع قصائد رائعة زانتها جزالة المفردات وتنوعها جمالاً ويعد ذلك إشارة لبلاغة المؤلف واتساع أفقه المعرفي، وعمقه الدلالي، كما بينت ميوله الإنسانية والعقائدية بشكل واضح. إلا أني أرى أن هذا الكتاب مازال بحاجة لبابين اخرين من الممكن ان يكونا نواة كتاب ك جزء ثان، ألا وهما تجربته على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تجربة عميقة ومؤثرة، تعكس الجانب الإيجابي للتصفح وثقافة الإنترنت، إضافة إلى جزء يتحدث عن مقالاته النقدية وهي ذات أثر أدبي يحتاجه القارئ والباحث على حد سواء، كما أنها تظهر مقدرته النقدية إضافة لأسلوبه البياني والأخلاقي الذي تميزت به هذه الشخصية الحاضنة للمبدعين والمبتدئين على حد سواء. وهذا ما لم ينل كفايته من البحث.
الكتاب مهم لما فيه من تعريف عن هذا الأديب الثقيل. وهي خطوة إيجابية من المؤلف الذي ذكر مسبقاً أنه ليس بنقاد، إلا أنه أراد أن يوثق شيئا ولو يسيراً عن هذا المعطاء الجليل، وهذا شيء كبير يحسب له، بأن يلج مضماراً ليس من اختصاصه.
في مقالتي المختصر هذه لم أتوجه بقراءة وافية عن هذا الكتاب بقدر ماهي إضاءة لرافد نعتز به.
تحيتي لصديقي الدكتور الرائع مشتاق عيدان الذي أنجز ما نحتاجه بالفعل فأصاب الاختيار، وتحية للصديق والأخ الأديب غازي ابو طبيخ. متمنياً لهما مزيداً من التألق والإبداع.
تعليقات
إرسال تعليق