PNGHunt-com-2

قصيدة أنتِ أنتِ سرُّ روحي للشاعرد.سـهل بن عبدالكريم/صهيل/ورؤية نقدية للشاعر عباس الصهبي /مصر(معارضة لقصيدة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي

🌹أعجبتني بشدة قصيدة فارس شعراء «المدينة المنورة» والمملكة والعروبة الكبير..
    الدكتور/ سهل بك بن عبد الكريم (صهيل)..
    فكتبت تعليقي عليها،؛ قائلاً:
     -🌹ما أروعها قصيدة: «أنتِ أنتِ سرُّ روحي» في معارضتها، وعلى نفس الوزن (بحر الخفيف)  والقافية (الدالية المرفوعة)؛ لقصيدة خالد الذكر شاعر تونس العظيم: «أبو القاسم الشابي»:« صلوات في هيكل الحب»، والتي في الأذهان مطلعها لا يزال يرن:
«عذبة أنت كالطفولة كالأحلام
                كاللحن كالصبح الجديدِ
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء
                كالورد كابتسام الوليد»!!
     غير أن «صهيل» هنا ( الشاعر الكبير/ د. سهل بن عبد الكريم» "يختطفنا" على جواد إبداعه الفروسي؛ ليقدم لنا في رائعته الشعرية ما يبرر معارضته للقصيدة «الأم» (قصيدة الشابي) وقد بات يفصل بين القصيدتين،الآن؛ ما يقرب من «قرن» من الزمان؛ ليطبع المفهوم الأساسي للقصيدة الأولى للحساسية الشعرية لدى المتلقين في بداية القرن «العشرين» بطابع حساسية جيلنا في القرن «الحادي والعشرين»؛ فبينما تفاعلت القصيدة «الأم»، وبكامل الإجادة مع «الحس الرومانسي» الجديد في ذلك الوقت، والمتأثر بشعراء الرومانسية الإنجليز ("شيلي" و"كيتس" و"بيرون")، بل وبالحياة الأوروبية بأصولها الإغريقية..
     فإن «صهيل العظيم»، والذي ينبغي أن نشجعه ليقدم لنا المزيد من إبداعه، وألا نكتفي فقط بمجرد الانبهار بعبقرية أشعاره..
    أجل.. لقد نجح، وباقتدار حقيقي؛ في التعبير عن «الحساسية الشعرية الجديدة»  في جيلنا الحالي، مستعيناً بموسيقى القصيدة الأولى- الام- وبمخزونه الثقافي «العروبي» العريق؛ للتحليق بنا على ظهر فرس جواده الشعري لآفاق جديدة في مناشدة مليكة قلبه الأسطورية، التي حدثنا الشابي عن جمالها الأسطوري النبيل؛ ليحدثنا هو أيضاً - «صهيل»- عن جمالها الروحاني النبيل، وفق «صوفية فكر معاصر»، ابتكرها بمعظم قصائده، لا تتعارض فيها الروحانيات مع الماديات؛ بل يلتقيان لتُشرق من لألائهما، معاً؛ مساحة أكبر لـ«المحبة الإلاهية» في نفوسنا المعاصرة التي غزت التقنيات التكنولوچية ماديات حياتنا دون أن تُبقي للروح مكاناً ولا حتى أي وقت في حياتنا اليومية..
    وباختصار، وفي عبارة واحدة: قصيدة صهيل الجديدة «أنتِ أنتِ سر روحي»  تسعى لـ"إعادة التوازن" لحياتنا ذات الحضارة الشرقية العريقة..
      بارك الله  في شاعرنا «د. ابن عبد الكريم» المستحق فعلاً لكل «تكريم» على إنجازاته الشعرية العروبية الفذَّة.🌹
      فإذا بسيادته يشرفني بالرد؛ قائلاً:
     - عباس الصهبي
أيها الناقد الفاضل
مغوزر الأدب
أعجز عن التعبير عن مدى امتناني وتقديري لكلماتك الرقيقة وقراءتك العميقة لقصيدتي
"أنتِ أنتِ سرُّ روحي"
لقد أسعدني كثيرًا أن تجد في حروفي ما يستحق التفكر والتأمل، وأن ترى فيها محاولة لإعادة صياغة الحساسية الشعرية بروح معاصرة تجمع بين المادي والروحاني.

إن كلماتك هذه تشد من أزري وتدفعني للمزيد من الاجتهاد والإبداع. فالشعر، كما تعلمون، هو مرآة الروح ونافذة الأحاسيس، وحين يجد الشاعر من يقدر جهده ويفهم مراميه، فإن ذلك يمنحه جناحين يحلق بهما في آفاق جديدة من الإبداع.

لقد حاولت في هذه القصيدة أن أعبر عن تجليات الحب والجمال من منظور جديد، يجمع بين عبق الماضي وأصالة التراث، وبين روح العصر وحساسيته المعاصرة. إن التشبيه بين حساسية قصيدتي وقصيدة الشاعر الكبير أبي القاسم الشابي شرف عظيم أعتز به، وأعده مسؤولية تدفعني للاستمرار في العطاء والإبداع.

أشكركم مرة أخرى على هذا النقد البناء والتقدير العميق، وأعدكم بمواصلة المسير في درب الشعر، محاولًا دائمًا أن أقدم ما يليق بكم وبالأدب العربي العريق

دمتم بخير وود، وبارك الله فيكم
على هذه الحفاوة
#صهيل

      وشعرت بأني لا أستطيع إزاء كلماته الصادقة الرقيقة الراقية؛ أن أتمالك نفسي من ان أتشرف مرةً أخرى بأن أقول لسيادته، ولكل أجيال الشعر العروبية النابهة المستنيرة:
      -🌹شكراً أولاً على ابتكار اشتقاقك: «مغوزر الأدب» من «الغزارة».. وأتمنى حقاً أن أستحقه..
     وما أروعك شاعراً جاداً حقيقياً، نتعلم منه "تواضع العظماء" بحق في الإبداع الشعري الراقي الجاد المجدد المتجدد؛ فضلاً عما تضيفه أشعاره العلوية المجنحة من إثراء لوجداننا في ظل "حساسية شعرية" جديدة نتطلع فيها لـ«آفاق شعرية» أحدث؛ حتى تتطابق وتتواءم مشاعرنا مع حياتنا اليومية الحديثة..
     ويعبر «الشعر» فيها عن «الشعور المعاصر»، و«يتواءم» فيها «الشعور» مع الشعر فيرتوي؛ وإلا فماذا تكون فائدة المشاعر المرهفة، أصلاً، عندما تكون عبئاً على صاحبها، ولا تكون لها- حتى على مستوى الاشعار- أي استجابة لجمالها في ذاتها، بل وماذا تكون فائدة الشعر أصلاً؟!!
     لقد تشرفت واستمتعت بمتابعة أكثر من  قصيدة لك، يا «صهيل الروح والقلب والعقل» في «فض الاشتباك»، وبشكل معاصر؛ بين «الروح» و«ماديات العصر»، وبما بدت معه «الرومانسية» في قرننا الماضي «باهتة» في وجداننا، رغم ما ماكانت تمثله قصائدها في وقتها (وعلى رأسها،بالطبع؛ قصيدة الشابي الخالدة: «صلاة في هيكل الحب»)؛ من «إبداع» في وقته ببدايات القرن الماضي، العشرين؛ تجاوب في حينه مع مشاعر العروبة «المرهفة»، و«المرهقة»؛ من الاحتلال العسكري الأوروبي لشرقنا العربي، مقدماً لنا بذات الوقت «نماذج أدبية وإبداعية متميزة» في كل مجالات الآداب والفنون، كان لا مفر من التماهي معها في حينها لتطوير إبداعاتنا العروبية الموازية، بل واستحداث الجديد عندنا على نسقها، أملاً، وبنفس الوقت؛ في مقاومته بجديد مبتكر لدينا، ورغبةً في تحديث وعينا وأسلحتنا الثقافية لمواجهته؛ والآن وقد غادرنا الاستعمار- بحمد الله- على الأرض ما زال بعض «شعرائنا» يتناغمون مع التهويمات  الثقافية القديمة، والأنكى منهم من أصبحوا «يغردون» باسم «حداثة» لا تطابق وعينا العروبي الأصيل العريق، والقادرة قصائده على «تجديد نفسها بنفسها»، وقبل أن يولد أصلاً أي فكر غربي بقرون طويلة؛ وإزاء ذلك صارت «قصيدتنا العربية»، ربما لأول مرة في تاريخها،«مهددة» بعدم القدرة على الاستمرارية، والدليل: انصراف الجمهور عنها؛ بسبب فئتين من الشعراء والنقاد  عندنا: الأولى: تعبر عن تهاويم رومانسية، انتهى عصرها وعمرها الافتراضي فلم تعد تتماهى مع مشاعر حياتنا اليومية الواقعية الآن؛ والأخرى: «تحديثية» بالكلام والمصطلحات والمفاهيم المهجنة بالفكر الغربي المختلف في جذوره ومرامي أفكاره عنا، والتي، وإن كانت تناسبه فإنها لا تناسبنا، وبدليل دواوين شعر الحداثة التي لم يعد يكتب فيها إلا أصحاب «انصاف المواهب» رغم إدراكهم أنها ستوضع في النهاية، وكما في البداية؛ في «سلال مهملات التاريخ العربي»؛ باعتبارها «لم تقدم» لنا «ما تتقدم به» مشاعرنا العربية المرهفة الحساسية، ولو بـ«خطوة واحدة» للأمام في التعبير عن «الحساسية الشعرية» الجديدة التي تريدها وجداناتنا الشرقية في التعبير الذي يؤمِّن «التصالح»، وليس «المصالح»؛ بين «أرواحنا على الأرض» و«الانوار السماوية» في أعالي الوجود، ذلك التصالح الثقافي الاجتماعي الروحي، في كل الأديان؛ الذي «يشيد» الجديد الحقيقي والاكثر أهمية في الحضارة..
     من هنا تأتي عبقرية «صهيل» الموقظ لوجداناتنا على ما ينبغي أن «تشعر» به و«تستحقه» مشاعرنا الآن..(عذراً للإطالة فالحديث ذو شجون.). 🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي