PNGHunt-com-2

إلى مايسمى شعراء الهايكو :الناقد العراقي كريم القاسم

(( أخي القاريء الكريم : لستَ مُجبَراً على التعليق . إقرأ فقط .. الغاية هي تعميم الفائدة .. إحترامي وتقديري))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى مايُسمى بـ(شعراء الهايكو) مع التحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ البعض يسأل :

• اين نجد نماذج من قصائد (الهايكو) المترجمة لغرض معرفة بِنيَة النص وبلاغته ؟

ــ الجواب /

ــ إن الهايكو المُترجَم نجده ركيك البناء ، كونه مُترجماً حرفياً . والترجمة تفقده جماليته التي صَوَّرها نَول النسَّاج  الياباني وبما يناسب ذائقته ومزاجه .

وهذا يحدث كما لو قرأ الياباني بيت شعر مترجم للمتنبي او عنترة، فبالتأكيد لايمكنه فهم بلاغة البيت الشعري كما هي في ذائقة وإدراك الشاعر العربي .

فشعراء الهايكو اصحاب خبرة عالية الرتبة بالتأليف ، ويحسنون اقتطاف دقائق المعاني . وهذا الفن يكتبه مَن هم اهلاً له في اليابان ، ولايكتبه مَن هبَّ ودبَّ ، حتى ان بعضهم هامَ في الوديان وبين السهول والجبال ، ليتنسم هوائها ، ويتطلع الى الخلق المتنوع من ظواهر طبيعية ، ومن نبات وطير ووحوش وحشرات وغيرها، ويتعمق في المعايشة المجتمعية بين القبائل المختلفة ، ويطَّلع على العادات والتقاليد ، وحتى على انواع الطعام ، من أجل الحصول على لقطةٍ او ثيمةٍ او لحظةٍ يمكن لها ان تكون نتاجاً شعرياً ينتمي بفخر الى الهايكو .

ـ فهو يبحث مثلاً ؛ عن صوت او لحظة  إرتطام قطرة المطر بسطح ماء النهر . ويتسائل :

• ماذا يحدث في تلك اللحظة الفارقة ؟

حيث لم تتوفر في تلك الفترة إمكانية رؤية الصورة بالسرعة البطيئة كما معمول به الآن في معامل التصوير الفوتوغرافي . فهو يهيم ، ويتأمل ، ويستقريء اللحظة ، عسى ان يصل الى حلٍّ لهذه المعادلة ، ومعرفة قوانينها ، كي يضع لها وصفاً أدبياً مفعماً بالبلاغة والمجاز ، حتى يؤرخ تلك اللحظة في ارشيف عالي الرتبة والمقام لديهم .

ـ أو مثلاً ؛ يتأمل لحظة ارتطام حَدوة الفرس بصخر الجبل ، وابعاث الشرر المصاحب للصوت ، ويبحث عن أيهما كان مؤثراً في الاخر ؟
وماذا نتج عن هذا الارتطام ؟
وفي أي ظرف حدث ؟ 

ـ او مثلاً ؛ لحظة مشاهدة لص بين الاحراش ، فيبحث الشاعر وينقب عن جزئيات عنصر الدهشة والمفاجأة في هذه الفترة الزمنية القصيرة ، والتي لاتتعدى لحظ العين.
فهو لاتعنيه جوانب الحَدَث الاخرى ، انما لحظة واحدة تُحدِثُ ديناميكية معينة سريعة ، فيستجمع مايعنيها من ضوابط متفق عليها مِن موسمٍ وطقس ورمزٍ ولونٍ وغيرها من المؤثرات .
وهنا حدث الالتباس لدى الادباء وبعض النقاد العرب ، مما جعل الكثير منهم يفهمها بأنها ومضة شعرية .

• فـأيـنَ كُـتَّـاب الـهـايـكـو الآن مِـن ذلـك الـجـهـد والـتـأمـل والـتـنـقـيـب ؟ 

ـ ثم إن اللغة اليابانية هي بالأساس لغة مقطعية ، فكل حروفها تتألف من حركة وسكون ، عدا حرف النون ، وبهذا فهي لاتشابه العربية . وهذه احدى أسس الاختلاف، إضافة الى اختلافات اخرى لسنا بصددها الآن.

ـ إذاً نحن نقوم بعملية محاكاة وتقليد ليس إلا، حتى ضَجَّ (الفيس بوك) بهذا الوابل من الهايكو ، لسهولة نسجه كما يتصور البعض ، ولعدم وجود نقّاد ـ للاسف ـ يُحسنون توجيه الدفّة ، ان لم يكن هم محتاجين الى التوجيه.

• والى بيانات قادمة بعون الله تعالى.

• احترامي وتقديري.

(كريم القاسم)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي