بلد الغريب :الشاعرة سعاد محمد _سوريا
بلدُ الغريب..
الرَّجلُ الّذي شبَّهني بالبلاد..
وضعَ اسمي تحتَ لسانِهِ حبَّةَ دواءٍ..
وقالَ، لم أُشفَ!..
ثمَّ غاب..
أسميتُهُ الغريبَ؛ إخلاصاً لواقع الحال!
فصارَتِ الغصَّةُ أختَنا في المواطنة، وعلى قبَّةِ العمرِ أدارَ ظهرَهُ للنَّجمةِ الهلال!
في ليلِ الحُطيئةِ، والضّروراتِ الصّافنات..
أدورُ كثورِ السّاقيةِ حولَ أسبابِ الحياة!..
أدورُ كقرصِ الهاتفِ حتّى احولَّ المدى..
ولم تجبني السَّماء!..
السّماعةُ مرفوعةٌ، أو أنّني لم أدفعْ فاتورتي من البكاء!
فتلغو أصابعي، وتثقلُ حجارةُ الكلام!..
أغيِّرُ جهةُ دوراني..
أدورُ حولَ اللهِ في قلبي..
فأبتلُّ بماءِ الحياء..
ويعرّسُ نعناعُ دمي!..
لأجلِ الحبِّ..
أكلِّفُ نفسي أكثرَ مما بوسعِها
أرفعَ أثقالَ السنين..
وأشعلُ قلبي، كنارِ البدوي، في ليلِ الوحدةِ لأُبعدَ الأفكارَ المتوحّشة!
اسمَكَ يا غريب..
الّذي يردُّ الموتَ عن العتبة..
يعذِّبُ شفتيَّ..
أردِّدُهُ بشهيَّةِ أخرسٍ، ثمَّ أبتلعُه كما تُخفي الجوهرةَ يدُ بخيل!..
غداً سيجفُّ النَّهرُ الَّذي يمرُّ في نحري..
قبلَ أن تشربَ منه عيناك..
ونفتَّ الحزنَ..
لنطعمَ البطَّ الّذي يسبحُ في ضحكاتِنا!..
لن يبقى غيرُ هذه القصائدِ اليابسة..
تتدفّأُ بها المناسباتُ..
وتشربُ قهوةَ البلادِ المرّة!
تعليقات
إرسال تعليق