أخبرني عن خوفه :الأديبة نهاد بدران
أخبرني عن خوفه على فقدان مكتبته بعد إندلاع الحرب قرر أن يحفظها في صناديق كي تكون محمية من دخان المدافع
والبارود الأسود ...
طلبت منه أن يعيرني رواية أنطون تشيخوف قبل أن يستودعها
في الصناديق ..
أبتسم أبتسامة القارئ تلك التي نعرفها
جميعاً نحن القراء ...
دعني أقرأ من مكتبتك هي جواز سفر لعقد صفقة وعهد
أنك ستبقى عزيزاً على روحي ....
ناولني إياها وأردف قائلاً :
بقيت رواية ثانية لتشيخوف أستعارها أحد أصدقائي سأمر عليه بعد أن يهدأ صوت المدافع
وأردف بعد أن بلع ريقه بصعوبة بالغة حالما تنتهي الحرب سأهديك مجموعة كتب
تبسمت في سري كانت فرحتي تتجاوز فرحتي بتلك الأساور التي أهدتني إياها أمي حين كان عمري خمس سنين
لطالما حلمت أن يكون من ضمن ممتلكاتي مكتبة لتكون صديقتي ... تبسمت لهذه الفكرة كما أبتسم صديقي منذ قليل في وجهي .
أنتزعني من أفكاري .
وهو يطرح سؤاله :
هل ستنتهي الحرب ؟
أشحت بوجهي عنه قبل أن أجيبه
لكل شيء نهاية
لكن الحروب تبدأ حين تنتهي يا صديقي
أشعل سيجارته وأخذ نفساً عميقاً وراح يتأمل دخانها بحزن لا شفيع له نظر من خلال النافذة يتأمل خراب مدينتنا
كل شيء سقط !...
أجابني من بين دموعه !...
حاولت أن أضيف كلمة لكن للأسف فقد خنقت عبرات الصمت
بكيت معه فقط وقد لاح أمام ناظري قديسو بلادي الذين صلبوا ليعيدو لنا مابقي من كرامة الوطن .
لم ألتقي صديقي بعدها لقد اغتالوه وهو عائد لبيته مات وهو يحمل بيده رواية لتشيخوف وباقة ياسمين كانت قريبة من قلبه ....
كيف أستطيع أخبارك أن مكتبتك لن يغتالها أحد ولن يطالها دخان الحروب الأسود ؟ لقد قرأتها كلها
بكيت معها على بلادنا ولعنت معها الحروب ...
على مجلد إحدى الروايات وكانت لكابرييل غارسيا مئة عام من العزلة كانت من إحدى أصدقائك القدامى قدم مدينتنا ربما بعثها لك من قرطاجة كانت ممهورة بخط يده بحبر أحمر ...
صديقي الغالي سنبقى رغم سنوات الضياع والغربة
أسأل نفسي هل تنبأ لنا بالحرب وواسانا سلفاً
كتاب آخر لعبد الحليم حافظ كتب عليه بخط يدك لأني أعشقك ستبقى رفيقي حتى تنتهي رحلتي
وقصة لوليد نجم الولادة من الظهر يتمنى لك فيها أن تعجبك هذه الولادة المتواضعة
مجموعة دوستويفسكي مغلفة بغلاف لونه أبيض وملفوفة بخيط بني كتب على غلافه عزيزتي نهاد أعلم أنك تعشقين هذا الروسي هنيئاً لك به .
تقديري وشكري مجلة زهرة الليلك والشاعرة القديرة ليلاس زرزور
تعليقات
إرسال تعليق