(الحق أسمى) قصيدة الشاعر غازي الموسوي ورؤية الناقد عبدالعزيز عسير والناقدزكريا عليو
من دواعي اعتزازنا الكبير ان يتفضل اخي وزميلي الاديب الناقد الاستاذ عبدالعزيز عسير بهذه الرؤية الثاقبة حول النص المعنون ( الحق اسمى) المنشور في ادناه ولهذا سنتوجهُ بها
احتراما وتقديراً مع الوداد الكبير..
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
رؤية الاستاذ الناقد
عبد العزيز عسير:
"""""""""""""""""""""""""""
ايقاعيا :
ينتمي النص الى القصيدة المدورة التي تعمتد القافية اشعارا بنهاية الامتداد الايقاعي الموصول ضمن التشكيلة ...طالت او قصرت
وهذا ما يرفد التناغم الموسيقي الذي امتاز به النص .
تشكليا :
اعتمد النص توارد مشاهد سوريالية متتابعة وبتلميحات ايحائية تخلق حالة شعورية لدى المتلقي فهو من النصوص الحداثوية التي لا يمكن ان تفهم عقليا بقوالب المنطق وحدها ... هنا يتفاعل الفكر مع الشعور لخلق نص حديث قد يبدو غامضا بالنسبة للقارئ اسير الفهم ممن يخضعون الشعر الى فهم منطقي .
والتعليقات تشير الى ان النص قد نجح بالوصول الى قراء كثيرين لما فيه من احالات الى اقدس حادثة ولادة عرفها التاريخ داخل الكعبة .
شاعريا :
النص اجمل مرثية للامام علي قراتها هذا العام . ..
بدأ بقدسية الولادة وختم بقدسية الشهادة ...
وبين الميلاد والاستشهاد اختزل عمرا كاملا لسلوك اوعى شخصية عرفها التاريخ... سلوك العفة والاستقامة والعدالة ... اوجزها النص بعبارات قصيرة تتسع ايحاء ً ... و تومض اتقادا شاعريا .
مجاورة :
بجوار النص لوحة متماهية تنير قبسا قدسيا ... تقول بافصاح بصري نوراني ما يقوله النص بالكلمات ... انه التفاعل بين عملين فنيين متجاورين .. وذلك ما اسماه احد الباحثين ( ثنائية التلقي )
استاذ غازي لقد طال شوقي ترى متى التقيك ايها الكبير ؟!
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
رؤية الاديب السوري العزيز الاستاذ
زكريا عليو
مع فائق المحبة والاحترام :
"""""'''""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
يسعد مساك أديبنا السامق
نص حداثي بامتياز
اكتملت به القصيدة حيث ابتدأت بدفقة شعورية تضمنت ثلاثة أبيات عمودية ثم جنحت للتفعيلة لبلوغ الغاية وتحقيق الغرض..استهليت قصيدتك بكلمة يحكون تاركا الحادثة التي تقصدها علـّۓ ذمة الراوي..لتتحفنا في العرض والختام برأيك المجرد من كل الروايات وهو رأي متفق عليه م̷ـــِْن قبل الجميع ، من حيث البلاغة ، والحبكة الشعرية الحديثة ، تكثيف متقن بحيث يؤدي المرام بأقل الكلام ، وهذه بلاغة قلّ من يمتلكها ، اعتماد الضبابية ليترك القارئ يبحث عن معانيها ، / يشغل خياله وعقليته / يشارك الكاتب ابداعه
وترك الكاتب ايحاءات واضحة كمفتاح دليل للقارئ كي يصل بأمان لمضمون النص
… .
( يحكون عن قمر )
هنا أسلوب قصصي ، كمن يريد ان يسرد شيئا منقولا ، تناول بعدها
كيف ولد عليه السلام ، حمله ووضعه وما إلى ذلك ،
ويتابع كيف شب ونما ، بوصفه
( رفع الحقيقة فوق منكبيه )
وكيف امتاز بالصبر على قول الحق ، دون أن يخشى في الله لومة لائم ،
( الحق أسمى عنده ، من صولجان الهرطقة )
( والدين عنده
من أن يضيع
فأعتقه )
هنا يعدد مناقب والخصال الحميدة للغائب ، وهي نوع من التمهيد ، للتعريف بالشخصية الموصوفة والمخاطبة بآن معاً ،
ويأتي بخاتمة مفصحة ومعلنة على الملأ من هو
( لولاه
لانقطع الخطاب
وغلّقت أيّ الكتاب
على حبال المشنقة )
هنا تصريح أنه سيد البلاغة الإمام عليّ كرّم الله وجهه
…
أكثر ما لفت نظري بهذا النص ،
ــ التكثيف
ــ الرمزية
ــ الايحاءات لفك شيفرة النص الحداثي الجميل .
بوركت أستاذنا وبورك نبوغ يراعك ،
مودات وأكثر ، من قلم يجتهد علّه ينال مأربه
***
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
*
النص:
""""""""
الحق أسمى
"""""""""""""""""""""""""
يحكونَ عن قمرٍ
من الياقوتِ
قمّطهُ الجدارُ الكوكبيُّ
فشقّقهْ
عن حُرّةٍ خرقَتْ حِجابَ المستحيلِ
ولم تزلْ
ميمونةً ومصدَّقةْ
حملتْ بمعجزةِ العصورِ
وانجبتْ
أسدَ المدينةِ
والمدينةُ مغْلقةْ
فكَّ الرّتاجَ
بعزمةٍ قدسيةٍ
فإذا المدينةُ مُطلقةْ
رفع الحقيقةَ
فوق أعلى منكبيهِ،
ودمُ الفضيلةِ
في مجامعِ خافقيهِ
وأنثال بالحلم المكينِ
بروعةِ الصبر الحزينِ
على رهابِ المحرقةْ
الحقُّ أسمى عندهُ
من صولجان الهرطقةْ
والدينُ أغلى عندهُ
من أن يضيعَ
فأعتقهْ
لولاهْ
لانقطعَ الخطابُ
وعُلِّقتْ أيُ الكتابِ
على حبالِ المشنقةْ!!
تعليقات
إرسال تعليق