ثورة همس : الشاعر أحمد الخلايلى /مصر
ثورة همس
كنت في غدك
حين سُرقت منك الأماني
ثم عدت مباغتا الممر إلى الفاعل
وجدت لك صورة حية
على مغلاق باب ونسراً جموحاً
يشير إليك جناحاه
في اتهام صريح
إنك ليس غيرك
ونظرت إلى أسفل المغلاق
فوجّدُتك وقطة
ليس لها عُمرٌ ولك
يرطب روحها نداك
تخمشك على حين غره
تصبرك الليالي
بقولها إنها هرة
لك كبد كبير كليلك
لكنك ليس لديك حجرة
هادئة ولا لعينك قرة
كلهم لك فتيان عينك
يمكنك حملهم في طيات قلبك
لكنك لا يمكنك حملهم
في طيات بطاقتك العائلية
التي لا تحوى سوى اسمك
وآخر عليه خط أفقي
ورقم تأريخي
فاجأك حينما نظرت إليه
بأربعين إلا خمسا
فصرت مشدوها ، لا تسمع
إلا همسا
همسا صرت لا تسمع
إلا لمساً ، لمساً صرت
لا .. لكزاً صرت لا ...
وأنت تبصر كرّ الليالي
في ثورة الهمس واللمس واللكز
كان انفجارك لم يُصب
حيث الذي تبقى حولك تيه
تناثرت فيه بقايا تماثيل إفريقية
من لحم طالما أردت تسويقه
شريطة الميزان
هكذا حادثة انفجارك
مرّت دون رصد
فحادثة انفجارك
واكبها زلزال
تعليقات
إرسال تعليق