قصيدة الحج للشاعر المصري عباس الصهبي
🌹بسم الله الرحمن الرحيم:
********************
«وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ۗ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ۖ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» (الحج: 30).((صدق الله العظيم)).🌹
༺༺༺༻༻༻
🌹قصيــــدة🌹
••••••••••••••••
الحـــــــــــــــج!!
*************
شعـر/ عباس الصهبي
*******************
إِلَــــىٰ الكَعْبَــــةِ الغَــرَّاءِ ضَـاءَتْ مَوَاكِـبُ
كَمَا أَشْـرَقَتْ بِالشَمْـسِ لَيْـلَاً كَوَاكِـبُ
قَـوَافِــلُ حَــجٍّ قَدْ أَتَـتْ مُـخْـتَـــــــــــارَةً
لِتَرْقَىٰ كَمَا ارْتَقَتِ العُيُوُنَ الحَوَاجِبُ
تُلَبِّــيٖ نِــــدَاءَ اللَّــه قَلْبَـــاً وَاحِـــــــــــدَاً
وَإِنْ فَرَّقَتْـهَا فِيٖ الحَيَــاةِ النَـوَائِـبُ!
*****
فَمِـنْ بَعْدِ «إِحْــرَامٍ» تَوَالَىٰ «طَوَافُهُمْ»
وَ«لَبَّيْـكَ ألَّلَهُــمَ» لَحْـنٌ مُصَـاحِــبُ
أَفَاءُوا إِلَىٰ الحَجَــرٖ* المُقــدَّسِ سَـعْـــدُهُ
لِتَلْمَسُـهُ قَبْــلَ العُيُـــوُنِ المَنَـاكِـــبُ!
وَ«زَمْــزَمُ» تَشْـهَـدُ فِيٖ الحُلُوقِ بِشَـهْدِهَـا
عَلَىٰ مُعْجِـزَاتٍ لَمْ تَطَلْهَــا المَشَـارِبُ
فَـرَغْمَ قُـرُوُنِ الدَهْـــرِ تَبْقَـىٰ نَقِيَّـــــــــــةً
ويَنْبُوعُهَـا.. لَا تَعْتَـرِيهِ الشَــوَائِـــبُ!
وَبَيْنَ «الصَفَا» وَ«المَرْوَةِ» السَعْيُ دَائِبٌ
فَمَـنْ جَاءَ يَشْـكُـو غَـادَرَتْـهُ المَتَاعِـبُ!
وَتَرْوِيَـةٌ بـِ«مِنَــىٰ» مِنَ القَيْـظِ رَاحَـــــةٌ
وَإِنْ وَاصَـلَ الدَعَـوَاتِ مَـنْ هُـوَ تَائِـبُ
وُقُــوُفَـاً عَلَـىٰ «عَـــرَفـاتِ» رَبٍّ قَــــادِرٍ
يُعَـرِّفُـنَــا بِالحَـقَّ مَـا هُـوَ صَـائِـــــــبُ
وَ«يَزْدَلِفُ»** الحُجَّـاجُ فِيٖ خَيْرِ صُحْبَةٍ
لِجَمْعِ حَصَىٰ الجَمَـرَاتِ وَالعَـدُّ حَاسِبُ
يَلِـيٖ ذَلِكَ «الهَــدْيُ» الذِيٖ مِـنْ بَعْـــــدِهِ
فَإِنَّ «التَـحَـلُّـلَ» لِلْجَمِيــــــعِ يُنَاسِـبُ
لِتَبْقَىٰ «الإِفَاضَــةُ» فِيٖ طَـوَافٍ لَاحِــقٍ
وَتَلْبِيَـــةٌ أُخْـرَىٰ لَهَــا القَلْــبُ ذَاهِـــــبُ
وَأَيَّامُ «تَشْــرِيقٍ» وَ«جَمْــراتٍ» بِهَـــــا
تَقُـوُلُ: «أَيَا شَيْطَـانُ سَعْيُـكَ خَائِـبُ»!
«طَــوَافُ وَدَاعٍ» بَعْـدَهُ حَـانَ وَقْتُــــــهُ
لِتَوْدِيعِ «مَكَّةَ».. كَيْفَ وَالقَلْبُ ذَائِبُ؟!
فَمَـنْ عَـاشَ فِيْهَـا يَسْتَحِيــــلُ ابْتَعَـــادُهُ
وَإِشْـــرَاقُهَــا فِيٖ القَلْــبِ نَبْـضٌ دَائِــبُ
وَلَوْلَا زِيَــارُةُ مَنْ تُحِـــــــبُّ قُلُـوبُنَــــــــا
لَمَا هَـــانَ بُعْــدٌ لَمْ تُــرِدْهُ الرَغَـائِــــــبُ
زِيَارَةُ خَيْرِ الخَلْقِ فِيْ «رَوْضَـةٍ»*** بِِهَا
عَلَىٰ الأَرْضِ فِــرْدَوْسٌ لَهُ اللَّـهُ وَاهِــبُ!
عَلَيْــهِ صَــلَاةُ اللَّــهِ فِـيْ كُلُِّ لَـحْـظَــــــةٍ
وَأَعَظَـــمُ مَنْ سَـارَتْ إِلَيْـــهِ الـرَّكَائِـــبُ
*****
فَيَا أَهْـلَ «مَكَّـةَ» وَ«المَدِينَـةِ» دُمْتُــمُ
بِخَيْــرٍ وَفِـيٖ كُلِّ الرِّحَـــــابِ مَرَاحِـــبُ
فَأَنْتُـمْ كــرامُ الأَرْضِ وَاليَــدِ والنُـهَــــىٰ
وَمَهْمَــا تَعَالَـتْ فِيٖ النُفُـوسِ المَذَاهِــبُ
حَفِظْتُـمْ عُهُــودَ رَسُـوُلِنَــا دَامَ فَضْلُكُـمْ
لَكُـمْ خَيْـرُ فَخْـــرِ حِيْنَ تَسْـمُـو المَنَاقِبُ
فَأَنْتُـمْ هُــدَاةُ الحَـقِّ فِيٖ الكَـوْنِ بَعْــدَهُ
قُـلُـوُبِـكُــمُ للْغَـارِقِيــنَ قَــــــــــــــوَارِبُ
وَذَلِكَ فَضْــلُ اللَّـهِ يُؤْتِيــهِ مَـنْ هَـــدَىٰ
هُوَ المُرْتَجَـىٰ فَوْقَ الجَمِيعِ.. المُحَاسِبُ!
༺༺༺༻༻༻
(الجمعة: 14/6/2024؛ يوم «التروية»: 8 ذو الحجة 1445هـ؛ "السابق ليوم الوقوف على «عرفات»").
♕____________________________♕
* إشارة إلى «الحجر الأسعد»(الحجر الأسود).
** إشارة إلى «المزدلفة»(«يزدلف» الشَّخصَ: قرّبه إليه «معجم المعاني الجامع»).
*** إشارة إلى «الروضة» المشرَّفة بمثوى رسول الله ﷺ فيها.
تعليقات
إرسال تعليق