PNGHunt-com-2

رؤية الناقدعباس الصهبي في نص( المتعة والعذاب) للشاعر ياسر قطامش /مصر

🌹🌹🌹🌹🌹🌹
🌹  رؤيــــــــــــة 🌹
🌹 نـقـديـــــــــــة🌹
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
          
                      هكذا ابتكر
             شاعر مصر الساخر الكبير
           المهندس/ ياسر بك قطامش
      «حلوله» الطريفة لـ«عذاب الحب»!!
            *********************
🌹مع أيام الحر الشديد، ولياليها الساخنة جداً؛ يحلو المرح واستعادة الابتسامة والبهجة، وبقدر الإمكان إلى ملامحنا؛ «المنهكة» بشدة!!
ومن الحلول، وبالإضافة طبعاً للمراوح، وأجهزة التكييف، وتناول العصائر والمرطبات والمياه المثلجة؛ يبرز نوع من الشعر «يتأكد»، وللإنصاف؛ من خلاله مدى أهمية «دور الشعر في حياة المجتمع»، ليس فقط من زاوية المفهوم «السوسيولوچي/ الاجتماعي»، وإنما أيضاً في خدمة «التأقلم» مع ظروف البيئة مهما كانت صعوبتها في الصيف المتوهج الحرارة، أو في الشتاء القارس البرودة!
      إنه: الشعر «الحلمنتيشي»!!
   وما شاء الله، أصبحنا نعيش عندنا في شرقنا العربي مع عذابهما- الاثنيْن معاً- (شدة «الحر» في الصيف و«البرودة» القارسة في الشتاء)، وبسبب التغير المناخي غير المسبوق؛ ما يجعلنا نستدعي في أذهاننا حالة «العذاب في الحب»(موضوع القصيدة الساخرة التي سيتم تناولها الآن في «رؤية نقدية» "ولكن في الإطار الرومانسي")، وفي حب أوطاننا، مهما كانت ظروفها الجغرافية قد أصبحت أشبه بالكارثية؛ إذ لا نتحمل البقاء في مكاننا ولا حتى المغادرة!!
   ويعتبر الشعر «الحلمنيشي»؛ وليد الروح الخفيفة الظل، والمعروفة؛ عند المصريين؛ كما يُعد من شعر العصر الحديث، رغم وجود ما يشبه الإرهاصات- او المقدمات له- في تاريخ الأدب العربي والأدب المصري، ومنذ العصر المملوكي؛ وفيه يمزج الشاعر بين الفصحى والعامية، ويعتمد إبداعه لقصيدته على الفكاهة والسخرية..
   وكان من أوائل رواده في مصر بعصرنا الحديث الشاعر الراحل الكبير: «حسين شفيق المصري»، («66 عاماً؛ من 1882 حتى عام 1948)، والمعروف بـ«فارس الحلمنتيشي»؛ بينما كان الشاعر الخالد الذكر: «بيرم التونسي» (67 عاماً؛ من 1893 حتى 1961) من أوائل الشعراء المتألقين فيه، بل وقيل إنه أول من اطلق على هذا النوع من الشعر اسم  «الشعر الحلمنتيشي»!
   غير أننا فوجئنا، ومنذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي؛ بشاعر «حلمنتيشي» بدأ نجمه الجديد يلمع بسرعة متزايدة التوهج في سماء الأدب وقتها، والأهم أنه شاعر ليس له مثيل في كل من سبقوه؛ وقد كشفت الأيام بمرور مزيد من الوقت عن عبقريته الشعرية الفذَّة!!
    لقد شاع، وذاع، حتى ملأت الأسماع؛ شهرة قصائده "الحلمنتيشية" الناجحة "بشدة" في جذب جمهور الشعر إليه، والافتتان بأشعاره، وقد وجدوا وراء كل بيت فيها «فكرة مبتكرة»، وجديدة؛ وفي غاية خفة الدم والطرافة، فكل «مفارقة»تبدأ بها كل قصيدة ساخرة له سرعان ما «تتوالد» عنها «مفارقات» ساخرة جديدة أكثر مرارة وإضحاكاً لجماهير محبيه..
   إنه المهندس شاعر مصر المبدع الكبير/ ياسر بك قطامش!!
   وقد تشرفتُ بحضور بعض ندواته، فوجدت القاعات ممتلئة عن آخرها بجمهور الشعر، ولو كانت توجد بها مقاعد أكثر لحضر «أضعاف» عدد الجمهور، ويشهد على ذلك الواقفون في ندواته عندما لم يجدوا لهم مقاعد، ومع ذلك ظلُّوا متابعين ضاحكين؛ حتى انتهي من آخر قصائده، واستعد لمغادرة القاعة!
   لكنهم، لم يتركوه ينصرف، وإنما التفوا حوله يلتقطون بـ«موبايلاتهم» صوراً له، وأخرى وهم معه!!
   ولعله لا يزال يتذكر قولي له في نهاية إحدى الندوات، (عندما كانت صحتي تساعدني على الحضور):
  - ما شاء الله، ما كل هذا العدد من الحاضرين للاستمتاع بجمال أشعارك، في الوقت الذي تشكو فيه أغلب قاعات ندوات الشعر من قلة عدد جمهور الحاضرين فيها!
   وبسرعة أضفت؛ قائلاً:
   - إنك، وبلا شك؛ مبعوث العناية الإلهية لإعادة جمهور الشعر الحقيقي إلى مقاعد الندوات!!
   ولما رأيت حالة السعادة والأريحية على وجوه جمهوره بدءاً من لحظة خروجهم من ندواته، وقد اكتست ملامحهم بفرحة وتفاؤل حقيقيين، كتبت في إحدى المرات؛ قائلاً:
   - إنه شاعر يجسد إحدى «القوى الثقافية والأدبية المصرية والعربية والدولية الناعمة»، وينبغي تكريمه، ومنحه أحد الأوسمة، مع لقب «سفير فوق العادة للثقافة المصرية والعربية»؛ حتى يتمكن من نشر «بهجة أشعاره» في كل مكان بمصر والعالم العربي، فضلاً عن نشر إبداعه الشعري، كـ«صانع للفرح» في القلوب؛ بكل من الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب!!
   المهم فاجأني-«المهندس الشاعر قطامش»- مؤخراً بعمله الشعري الجميل النبيل: «قصيدة المتعة والعذاب»؛ بأفكارها المبتكرة خفيفة الظل جداً.. جداً.. من ديوانه الأكثر طرافة في كل إنجازاته الشعرية الساخرة السابقة، والشاهد العملي على مدى نضوج موهبته في إضحاكنا؛ حتى في عنوانه الساخر المبتكر: «كارت شحن عاطفي»!!
   ويالها من تسمية تقفز، لوحدها؛ بابتسامات «مضحكة» جداً في وجوهنا!!
    وفور قراءتي لقصيدته؛ كتبت له تعليقي مهنئاً؛ بقولي:
  🌹- يالها من قصيدة جميلة ساخرة بقدر ماهي رائعة أخي وصديقي وأستاذي الحبيب الغالي شاعر مصر الساخر المبدع الكبير.. دام جمالك الإبداعي خفيف الظل ساطع الجمال على طريقتك العبقرية الفذة بحق في التعبير المرح البليغ عن كوميديا الحب والعذاب.. ودام عطاؤك الجميل، ودمت لنا بكل الخير والصحة والمحبة والسعادة وجمال الإبداع.🌹
  
  ومنذ استقبلتُ البيت الأول في القصيدة، بل في الحقيقة كان بيته الأول هو الذي استقبلني، وبمنتهى «ترحاب الإبداع» الذكي المستنير؛ فهذا الشاعر يجيد «الحبكة الشعرية» في «بدايات» و«نهايات» قصائده، كما يجيد «المعالجة الشعرية» لكل أبيات قصيدته، ويعرف كيف يستلفت أسماع وأنظار قرائه، ومن أول لحظة في عمله الشعري، مستفيداً بكوميديا دراما الإبداع «المعجونة» بخفة ظله الاستثنائية المتفردة، وغير المسبوقة، مستعيناً بـ«المفارقات الساخرة» لإطلاق «صواريخ» كوميدياته الشعرية!!
  هكذا بدأ البيت الأول من عمله الشعري الطريف في: «قصيدة المتعة والعذاب»؛ من ديوانه الغاية في الطرافة «كارت شحن عاطفي»:
«ليس شوقا إليكِ بل هى دَمْعَهْ
                        ذوَّبتنى من الحنين كَشَمْعَهْ»!!
   فـ.. ياله من «موقف مضحك» بقدر ماهو «مأساوي جداً» لعاشق عذَّبته محبوبته حتى استنزفت الدموع صحته، فكاد يذوب مثل «شمعة» أضاءت حتى كادت بكاملها تذوب!!
   ويالها من «مفارقة تفسيرية» لـ«المفارقة التي سبقتها؛ حين أضاف:
«مؤلمٌ حُبُّكِ الجميلُ وفيه
                      روعةُ الحُزنِ يا لها من رَوْعَهْ»!!
   فنحن لم نعرف في العادة «حباً مؤلماً» ويكون «جميلاً»، بل ويكاد لا يعرف أحد منا «روعة الحزن» في الحب، إلا إذا كان المحب مثالياً جداً والمحبوبة في قرارة نفسها لا تحبه، خصوصاً إذا كانت روحها غير سوية، وتصل إلى حد «السادية»، مثلما بدأت ملامح شخصيتها في القصيدة؛ إذ بدا أنها تستمتع بعذابه، بل و«تستمتع حتى باستمتاعه» بعذابها!!
   ويواصل الشاعر مفارقاته- الذكية- المضحكة أكثر، فيجبرنا على متابعة قصيدته، ونحن نقهقه ضاحكين؛ لنعرف ما يمكن أن تكون عليه النهاية، فيقول الشاعر على لسان المحبوب «التعس المفتخر بعذابه» في الحب؛ فيقول:
«أتباهى بالشعر فيكِ و أزهو
                    ثم كانت هديتي منكِ "صَفْعَهَ"»!!
   «صفعة»!! هل وصل الأمر إلى هذا الحد؟! ومع ذلك كيف كان موقف الحبيب المخبول «المصفوع»؟! هذه مفارقة أخرى تنطلق معها ضحكاتنا أعلى وأقوى  ينطق بها البيت التالي، مباشرة؛ لنرى رد فعل هذا  المحبوب المنكوب، فنضحك أكثر وأكثر؛ حين يضيف:
«كالفراشاتِ نحو نارك أسعى
                        مستلذَّاًّ ففى عذابك مُتْعَهْ»!!
   ياله حقاً من حبيب مخبول بعشق محبوبته، وإن بدا في غاية المثالية العاطفية؛ فها هو يعتبر رغم كل ذلك «صفعة المحبوبة» أشبه بـ«الهدية»، فهي مجرد «هدية صغيرة» لأنها- وعلى حد وصفه- «جزء من أشيائها الصغيرة»، ولنا ان نضحك أكثر وأكثر لو تخيلنا هذه الهدية- «الصفعة»- من نوع الـ«الهدايا الكبيرة»؛ إذ يبرر لها، ورغم ألم الصفعة؛ أنها باتت هي المسيطرة على حياته، وكأنه محبوس في إحدى القلاع التي لا مهرب، ولا فِكاك منها؛ فيقول ليتضاعف عدد المفارقات الأغرب من الخيال، والمثيرة لمزيد من الضحك دون شك:
«كل أشيائك الصغيرة عندى
                   فى خيالى تُحيطنى مثل قَلْعَهْ»!!
   ولا تتوقف المفاجآت المضحكة رغم مسلسل رعب المحبوبة!!
   إذ يواصل الشاعر حديثه عن هذا العاشق المنكوب، فيعود لوصف «الشمعة»؛ حتى يؤكد وصف هذا العاشق «الذائب» في «متعة عذاب الحب» بأنه لم يكن مجرد «شمعة عادية» قبل هذا الذوبان في الحب؛ بل كان «شمعة» بطول أبراج مباني  «ناطحات السحاب»!!
   حقاً، يالها من مفارقة «مضحكة جداً» و«جديدة»؛ إذ يقول:
«كنت يوماً كناطحات سحابٍ
                          وتهاويتُ قِطعةً إثْرَ قِطْعَهْ»!!
   المضحك أكثر، حتى من كل المفارقات السابقة؛ استخدام الشاعر بعبقريته الفذَّة- وربما «المستفزَّة» أيضاً- لقطة «فلاش باك»- في عودة للماضي- قصيرة جداً؛ حين «يصوِّب» بسرعة كاميرا «ڤيديو الشعر» على وجه المحبوبة المفترسة لمشاعر محبوبها الهائم في جمالها مستمتعاً بعذاب الحب؛ حيث تُظهر لنا «مشهدية اللقطة»، أثناء اهتمامها وانهماكها بتصفح إحدى المجلات دون أن تهتم بإلقاء، ولو نظرة واحدة على وجه محبوبها الهائم بعذاب حبها؛ ما دفعه لإبداء نوع من الاحتجاج؛ قائلاً:
«فاقرئى الآن فى "مجلة عينى"
               كيفُ هُنَّا ؟! وبعتِ حبى كَسِلْعَةْ ؟!»!!
   وفي استسلام، «متزايد الإضحاك»، واصل «المحب المنكوب» العزف على «أوتار العذاب» ليضحكنا فوق ما سبق بكشف مساحات جديدة من حياته المعذبة مع محبوبته المستأسدة؛ فيقول:
«ظامئا عشتُ فى خدودِك عمرى
                      لم أنلْ منك شَرْبةً أو جُرْعهْ»!!
   أخيراً، وبعد ضياع عمره في هذا الحب؛ بدأ يتململ من النتيجة السلبية لعاطفته الجياشة، والتي فشلت في استجداء أقل قدر من اهتمام معذبته في الهوى والحب، لنضحك أكثر على مفارقة أنه بدا يثور- متأخراً جداً- بل: «وبعد فوات الأوان»؛ حين قال:
«فارقصى الآن "رقصة الموت" و ابكى
                      ودعينى أقود قلبي بِسُرْعَهْ»!!
   وها هو في آخر بيت بالقصيدة الساخرة؛ يقود قلبه كـ«سيارة مسرعة»؛ ولكن: إلى أين ينوي أن يتجه، وبعد كل هذا العناء، والعمر المأسوف عليه من «متعة عذاب الحب؟! حيث يقول:
«هارباً من "تابوت" حبٍّ قديمٍ
                     مثل "فرعون" مستبدِّ النَزْعَهْ»!!
   لقد فرَّ، متأخراً؛ من عذاب الحب، وبنفس الوقت يحاول أن يحافظ على كبريائه وكرامته وكأنه فرعون الآمر الناهي المتسلط وقد هرب بعد موته من تابوته، وياله من تشبيه آخر ساخر بليغ!!
                        *****
    عندما نتأمل المعاني الساخرة لهذه القصيدة الرائعة العبقرية في «فن الإصحاك الشعري»، المعتمد على توالي مسلسل المفارقات المبتكرة في كل بيت من القصيدة؛ وبحيث تتوالد المفارقات المبتكرة من بعضها البعض، والمضحكة جداً- «جداً»- تتبدى عدة ملاحظات:
(1) من حق الشاعر الساخر المبدع الكبير المهندس/ ياسر بك قطامش أن يُطلق على نفسه لقب «ناظر مدرسة الشعر الحلمنتيشي»، لاستحقاقه بالفعل هذا اللقب (والذي لا بد وأنه سمعه من أحد معجبيه؛ لأنه صاحب شخصية شديدة التواضع بطبعها)، وبكل تميز وامتياز؛ وإن كانت مدرسته، وحتى اليوم؛ «لم ينجح فيها أحد» طبقاً لرصدي المتواضع!!
(2) يتميز هذا الشاعر بحس استثنائي: متفرد، كوميدي، راقٍ، ونبيل، ومهذب؛ ما يجعله يقدم لنا أصعب الكوميديات الشعرية الساخرة بمنتهى البساطة والتلقائية.
(3) يدرك هذا الشاعر، بوعيه المثقف المستنير «جداً»؛ الطبيعة الفكرية والسيكولوچية لجمهوره، وما يواجهه مجتمعه من مشكلات، ومتاعب، وأزمات،  وعلى مختلف الأصعدة؛ ولذا أحب تصويره دائماً في كتاباتي بأنه «الشاعر المبدع الساخر الذي يعرف كيف يُمسك بـ«خيوط عرائس الإضحاك» بداخلنا، ليحركها كيف شاء ويحركنا معها حتى نكاد نثب من على مقاعدنا من فرط الضحك»!!
(4) هذا الشاعر «يجسد»، في متابعاتي له وعلى مدى عدة سنوات، زادت الآن؛ حالةً شعرية «استثنائية» من الوعي والثقافة الأدبية، وبأوسع معانيهما؛ حتى في مستوى عبقريته الأدبية؛ إذ إنه «قارىء» نهم، مطلع دارس بدقة، وهاضم؛ لكل تراثنا الشعري من أوله لآخره، وقد وجدته في أحاديثي معه مُلمَّاً بأغلب إن لم يكن بكل ما تمت كتابته من عيون الشعر، ومنذ ما قبل عصر صدر الإسلام إلى اليوم!!
(5) هذه الثقافة الأدبية واللغوية الواسعة والشاملة أمدته بقدرة فائقة على تمييز «الجيد» من «الأقل جودة» في الكتابة الشعرية؛ وأعتقد جازماً أنه عندما اختار «شكل الشعر الحلمنتيشي» لإتحافنا بالكتابة المرحة والطريفة فيه لم يكن ذلك عن ضعف في القدرة على صياغة التعبير الشعري اللغوي أو البلاغي، ما يجعله متفوقاً و«بفارق ضخم» عن معظم من يكتبون الشعر بوجه عام، و«الحلمنتيشي» منه على وجه خاص؛ ممن لا يعثرون بأدمغتهم المفكرة- الذكية!! - على الكلمة المناسبة، وبالذات في مواضع القوافي الصعبة، فيستعينون بكلمات من العامية «يستظروفون» بها علينا!! 
(6) لعلِّي-بحمد الله- كنت مُوفَّقاً- وما توفيقي إلا من عند الله- في اختيار عمله الشعري الساخر: «قصيدة المتعة والعذاب»؛ لأنها قصيدة لم يتم فيها استعمال الشاعر لكلمة واحدة من العامية؛ ما يؤكد أن اختياره للشكل «الحلمنتيشي»، ليس عن عدم اقتدار في كتابة قصيدة عمودية بفصحى كاملة؛ وإنما اختاره لأنه يلائم روحه الساخرة بطبيعتها الفطرية؛ أي أنه هو الذي اختار الشكل «الحلمنتيشي» ولم يكن «الحلمنتيشي» هو الذي اختاره!!
(7) ثقافة الشاعر الموسوعية، حتى في مجال الدراما؛  وراء وعيه المبكر، وإدراكه المستنير؛ أن «الكوميديا الراقية»، لا تكون بمجرد الألفاظ، أو حتى المعاني الطريفة؛ وإنما «تتولَّد» و«تتوالد» بـ«المفارقات» المتعاقبة من المواقف اليومية المضحكة؛ وهذا ما أثرى أشعاره بكوميديا ساخرة طريفة مبعثها روحه المرحة الساخرة بطبيعتها المثقفة الواعية ودون أي  إسفاف!!🌹
          ༺༺༺༻༻༻
      («رؤية نقدية»: الأحد 9/6/2024)
          ༺༺༺༻༻༻
🌹والآن.. إلى قصيدة الشاعر، وكما سجَّلها؛ بمنشوره الطريف المتفرد.🌹
■■■■  قصيدة المتعة والعذاب  ■■■■

______<<<<  من ديواني كارت شحن عاطفي  >>>>_______

ليس شوقاً إليكِ بل هى دَمْعَهْ
                            ذوَّبتنى من الحنين كَشَمْعَهْ

مؤلمٌ حبكِ الجميلُ وفيه
                       روعةُ الحزن يا لها من رَوْعَهَ !!

أتباهى بالشعر فيك و أزهو
                          ثم كانت هديتى منك صَفْعَهْ

كالفَرَاشاتِ نحو نارِك أسعىٰ
                           مستلذاًّ ففى عذابك مُتْعَهْ !!

كل أشيائك الصغيرة عندى
                        فى خيالى تُحيطنى مثل قَلْعَهْ

كنتُ يوماً كناطحاتِ سحابٍ
                              وتهاويتُ قِطعةً إِثْرَ قِطْعَهْ

فاقرئى الآن فى مجلة عينى
                  كيفُ هُنَّا ؟! وبعتِ حبى كَسِلْعَهْ ؟!

ظامئا عشتُ فى خدودك عمرى
                           لم أنل منك شربةً أو جُرْعَهْ

فارقصى الآن رقصة الموت و ابكى
                            ودعينى أقود قلبى بِسُرْعَهْ

هاربا من تابوت حبٍّ قديمٍ
                            مثل فرعون مستبد النَزْعَهْ!!

#منمنمات_ياسر_قطامش
        ༺༺༺༻༻༻

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي