رماد الروح :الشاعرة السورية سميرة عيد

✨ رماد الروح✨

أنتَ الّذي علّمتني...
   أنَّ الحياةَ دروبها مسكونةٌ
    بقصائدِ الثّمر الشّهيّ
       فلا الفصول تعاقبتْ ،
وخبا سراج الياسمينْ
حلمي الممزّق ذاب في سرّي
تراك سمعتَ عن حلمٍ يذوبْ!!
هذي العيون
نذرتُها ملء الدروبْ
واستنفرت ْغصص تروغ
ولستُ أمسكُها،
فلا دمعٌ يراود مقلتي
أسقي به نهر الحنينْ.

ويح َالقصائد كيف غادرها الصّدى
فجثتْ على قدم الرّحيلْ ،
تمتصّ صمتاً من رماد الرّوح أعياه الأنين.

الوقت كالسّكين ينزف عمرَه
يمضي ويسحبني إلى مجرىً
من الأمل الدّفين.

أترى يعود الظلّ لو فُتحتْ
على الأيّام أجنحتي
ورحتُ أغادر اللُحن الُذي
قـدْ كنـتُ أعزِفُـه،
وما زالت تغاويني مفـاتِـنُه،
وأحفظُ عهد قلبك عن يقينْ؟!

إنّي هنا لا دربَ أسلـُكُها ولا
انسكبتْ لأجلي أغنياتُ النّور
يسبقني السّرابْ..
بعـضُ السّفائـن أبحـرتْ؛
في صمتِها المـهزوم ِألـفُ حكايةٍ
تُـروى وأُخـراها تنـاثر ليـلها جـزراً،
فكيفَ أعيدُ للأمواجِ شطّ الآمنين ؟!
قـد كنـتَ لـي تـلكَ الرّسائـلَ والحـروفْ...
ومضـتْ تطـارني القـوافي والسطورْ.
أنتَ الّذي ألقمتَني صوتَ الكنارِ ،
لتستفيقَ على يدي
   شمسُ انتظاراتِ السنينْ ؛
يالَاستِعارِ الرّوح !
أقفرَ نبضُها ،
وخـبا السّراج ولـم تعـدْ
تغفـو على شفتي صلاة العاشقينْ
سميرة ...2024/6/26
هكذا تقف الحروف مغردة في محطات تكمل شوطها في ركب الجمال ...
شكراً من القلب أستاذي الراقي
د.احمد مبارك الخطيب  لهذه الرؤية
التي تزاحمت أضواؤها لتريق الصبح
على قصيدتي فالبصيرة هي سر الضوء
مودتي وشلال شكر ....🌹🌹

مساء الخير
فاجأتني بهذا النص ، قرأته باستمتاع ، تكتمل فيه العناصر الشعرية التي تكون القصيدة الحديثة ، اللغة الشعرية الرفيعة تنساب كجدول رقراق فتحت طريقها إلى اذن القارئ وقلبه ، وراحت ألفاظها تأخذ امكنتها المناسبة ، وعقدت الصورة الشعرية أبهى نسيجها فبدت شفافة وقريبة التناول وتثير فضولا لملاحقة تفاصيلها . أما الإبداع الحقيقي في النص فكانت الموسيقا بنوعيها الداخلي والخارجي ، فشكلت حروفها وانسجام كلماتها وتٱزرها مع العاطفة إيقاعا داخليا يمتع العين والاذن ، أما الموسيقا الخارجية فكانت حاضرة بتوزيع رتيب كأنه نغم يغنى ، فلا نبو ولا نشاز ، بل هو لحن جميل ومؤثر .
واللافت أيضا أن النص يخلو من أية أخطاء او هفوات إملائية أو نحوية .