رؤبة نقدية للشاعر المصري عباس الصهبي في قصة(ستي) للأديب عبد الله الخولي
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
🌹 رؤيــــــــــــة 🌹
🌹 نـقـديـــــــــــة🌹
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
كيــــــــــف نجــــــــــــح
الشاعر والقاص الكبير/ عبــد اللـــه الخـولــــي
بتلقائيته الإبداعية العبقرية
فـــــــــــــي
«تفجير الدهشة» بين الماضي والحاضر
بقصتــه "المُلْغِــزَة:
«سِـــتِّـيٖ»!!
***********
🌹يحلو السَمَر في ليالي الصيف الحارة، مع محاولة «تلطيف» الأجواء فيها بـ«استدعاء» أحلى وأحب وأغرب «ذكريات الطفولة» والماضي السعيد!
يجسد ذلك في جوهره الحنين لـ«أزمنة» في طفولتنا «تفوت» لكنَّ أبطالها أفعالهم وأقوالهم فينا «لا تموت»!!
إنهم «غائبون حاضرون» بقلوبنا، ولآخر نبضة فيها؛ بشخصياتهم الفذَّة، وأفعالهم الغرائبية شبه الأسطورية!
وشاعرنا القاص/ عبد الله الخولي؛ هو في الأصل شاعر مطبوع مرهف الحس بشدة، وحقول وجدانه مزروعة، ولآخر المدى؛ بالقيم والمبادىء النبيلة المستنيرة..
يعشق تأمل الحياة، وبكل ما فيها؛ مجتهداً في محاولة العثور على «حـــــــــل أدبــــــــي»؛ لكثير من «إشكالياتها» حتى يفك «طلاسم ألغازها»؛ ولو-أحياناً- بـ"كشف" «لغز جديد»!!
وقد كان الشاعر والقاص عبد الله الخولي موفقاً في الجمع بين جمال الاثنتيْن: «ذكريات الماضي»، و«الأحداث الغرائبية»؛ في قصته القصيرة: «سِـــتِّـيٖ»؛ فقدم عالماً غرائبياً مُدهشاً- جداً- يكشف عن: كيف كان "جيل الأجداد" يعيشون مستوى أعلى مما نطلق عليه، الآن؛ مصطلح: «جودة الحياة»؛ رغم التواضع "الشديد" في إمكاناتهم المادية؟!!
فتعالوا نتعرف أولاً على مستوى ما لدى هذا «الشاعر القاص»، أو «القاص الشاعر»؛ من «شاعرية التأمل» المرهفة- جداً- لأنها، وبالتأكيد؛ "وراء" إلهامه بــ«ســرد» أحداث قصته القصيرة المتفردة هذه!!
ولعل أكثر ما يدل على شاعريته المرهفة الرقيقة الراقية، ويبرزها- فيما يتعلق بقدرته على استدعاء الماضي وتأمله- يبدو في رائعته الشعرية: «بقايا رحيق»؛ حين يقول في افتتاحيتها التأملية الكابوسية:
«ماذا تبقى من "حطامِ حياتنا"؟
ماذا تبقى؟!
و"رفاقُنا" تركوا الطريقَ وآذنونا بالرحيلْ
"أصحابنا" استبقوا وساروا
كيف ساروا؟
كيف خانهمُ السبيلْ؟!
تركوا لنا الذكرى لتعصفَ بالقلوبِ..
وبالعقولٍ..
بكلِّ ما فينا جميلْ
"أبناؤنا" أخذتهمُ عنا «الهواتفْ»..
وحياتهم سهرٌ ونومٌ في الصباحِ طويلْ..
و"حياتنا" تلهو بنا فوق المماتِ..
و"عيْشنا" عبءٌ ثقيل!
مازالت الأيام «تحترف الخُطَىٰ»
نحو الغروبِ..
ونحن نفتقدُ الدليلْ»!!
من واقع "تأمله المفرط" «يجرجرنا» شاعرنا القاص إلى «الادب الغرائبي» في حكايات الجدَّات شبه الأسطورية، والتي وإن كان لها نصيب كبير من الواقع القديم؛ إلا أن واقعنا الحالي لا يستطيع التدقيق، أوالتمحيص في تفاصيل ظروفها وملابساتها!
فقد اختلف زمننا الحالي، وبشكل شبه كامل، الآن؛ عن حال جيل آبائنا وأمهاتنا، وبالتأكيد أيضاً عن جيل الأجداد؛ بسبب «غزو» مستحدثات التقنيات الحديثة؛ والتي وإن «أضافت» لحياتنا كثيراً من الجمال لحياتنا اليومية إلا أنها، وبنفس القدر؛ وبالمقابل: «سَلَبَت» منا الكثير من "هويتنا الثقافية" أيضاً من الجمال الرائع الساحر و"شبه الأسطوري" لمعتقدات وحياة الأجداد السعيدة!
فضلاً عن أنهم ليسوا معنا، الآن؛ لنسألهم عما كانوا يفعلون؛ ما يُذكرنا، أيضاً؛ بقوله تعالى: «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»(البقرة:141).
ومن هنا، أيضاً؛ يتميز أدب الشاعر والقاص الكبير عبد الله الخولي؛ بنوع خاص من «الطرافة الإبداعية المتفردة» يوظفها بتلقائية، وبشكل غير مباشر؛ في تحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية المثالية، كيف لا؟ وهو الذي عاش حياته شبه الكاملة في التعليم، حتى كان آخر مناصبه مديراً عاماً لإدارة التعليم الثانوي بمديرية التعليم بالجيزة.
لكنه ومنذ بداية عمله التربوي مدرساً للغة العربية، إثر تخرجه من كلية دار العلوم، جامعة القاهرة؛ لم يكن أبداً من نوعية «المدرسين الجامدين»، بل كان وروح الأدب والفن تشتعل بكيانه المرهف الحس كأديب "شاعر وقاص"؛ يحب أن «يحرِّك الساكن بداخله»؛ ليكون هو نفسه، أيضاً، وبقدر الإمكان؛ بـ«داخل تلاميذه»، وبقدر ما تتسع له مواهبهم التي يكتسفها فيهم؛ فيسعى لتبني هذه المواهب لديهم، وتوجيههم لما يحبونه من أنشطة تتناغم مع هواياتهم ومواهبهم الفطرية، والتي كان يسعى، ولحسن حظهم- بالتأكيد- لاكتشافها بداخلهم؛ بل وكثيراً ما كان يقودهم بنفسه لإنشاء فرق مسرحية في مراحل التعليم الإعدادي والثانوي.
وعندما قرأتُ له «رؤية نقدية» قصته القصيرة: «ستي!!» نالت الإعجاب بأحداثها الغرائبية الطريفة المدهشة، ومع أن «الدهشة» أول وأهم ملامح الإبداع الأدبي الحقيقي والجاد، كما يقول النقاد وفلاسفة وعلماء الجمال والأدب والاجتماع؛ إلا أن كثرة «محطات الدهشة» في هذه القصة القصيرة، الأقرب للوحات شعرية متعاقبة؛ تسد الوجدان حتى تكاد تستغرقه تماماً!!
إن الأديب «الخولي»؛ والذي يستحق أن نطلق عليه:«"خولي"،أو "راعي" زهور بساتين الإبداع الثقافي الراقي»، وهو بالمناسبة: «أمين عام «واحة الفكر والثقافة» بحلوان- في عهد عميد شعراء العروبةالكبير/ فولاذ بك عبد الله الأنور..«فولاذ عبدالله الأنور» - اطال الله عمره، وطمأننا على صحته- يدرك وبكل الوعي مفهوم الأدب "الغرائبي"،" الفنتازي"، أو "الأدب العجائبي"؛ والذي يعترف نقاد ثقافة الأدب الأوروبي أنه تمَّ استلهامه، في الأصل؛ من"أدبنا العربي"، عبر غرامهم بقصص «ألف ليلة وليلة»!
وتعود «القيمة الجمالية» لهذا النوع من «الأدب الغرائبي»، وكما توضحه قصة «ستي» إلى «حالة التردد» التي تصيب" المتلقي" عند اطلاعه على هذا النوع من الأدب؛ فالمتلقي، أصلاً؛ لا يعرف غير "القوانين الطبيعية"، ولذا يجد نفسه، فجأة؛ أمام وضع أقل وصف له أنه «فوق الطبيعي» في ظاهره المُلْفِت؛ فعندما نجد أنفسنا أمام ظاهرة غريبة فإنه لا يكون أمامنا أن" نفسرها" إلا بأحد أمريْن، لا ثالث لهما: فإما أن نفسرها من خلال مسبباتها «الطبيعية»، والتي تعلمناها بالمدارس والمعاهد والجامعات، وإما من خلال مسبباتها «فوق الطبيعية» (الميتافيزيقية)؛ أما «حالة التردد» بين هذه المسببات فهي تمنحنا بحق هذا التأثير العجائبي الرائع من الاستمتاع المقرونة بدهشة لا أول لها من آخر!!
اما أول ما أدهش «رؤية نقدية» في القصة القصيرة: «سِـــتِّـيٖ»؛ أن مؤلفها وهو «الدَرْعَمِي» العتيد- خريج كلية «دار العلوم» جامعة القاهرة- والذي يتمتع بذائقة لغوية فائقة؛ قد أصر على أن يكون عنوان قصته القصيرة: «ستي» (وليس: جدتي)؛ "وهو الأعرف منا جميعاً" بموقف معاجم اللغة العربية الأصيلة من تلك الكلمة "المشبوهة" بالذات!!
فالقاموس المحيط (للإمام اللغوي مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروز آبادي) ، يقول إن "ستّي" عندما تقال للمرأة، فإنها تعني: "يا ستّ جهاتي"، مُلْمِحاً إلى أنها قد تكون لحناً (خطأ أو تحويراً) من كلمة «سيدتي»بل ويزيد على ذلك معجم «تاج العروس» (لمؤلفه محمّد مرتضى الحسيني الزَّبيدي) أن قول «يا ستّي، للمرأة، أي يا ستّ جهاتي»، و"كأنه كناية عن تملّكها له"، ملمحاً هو الآخر، إلى أن الكلمة قد تكون لحناً من أصلها في سيدتي، وتمّ حذف بعض حروف الكلمة؛ ثم يورد بالنقل، وصفاً يُقيِّم الكلمة بأنها: "عامّية مبتذلة"!
وحين توجهت «رؤية نقدية» بهذا الاستفسار "اامُلْغِز" بحد ذاته؛ لمؤلف القصة الشاعر والقاص- «عبد الله الخولي»- وهو" العلَّامة" في اللغة الفصحى؛ ما كان منه إلا أن ابتسم ضاحكاً في ثقة، وبخفة ظله المستنيرة المعروفة عنه؛ ردَّ قائلاً:
- كقاص وجدتُ أن هذه "القصة التوثيقية" لزمن جميل مضى ينبغي أن تحتفظ، بل و«تتشبث»، وبأكبر قدر من «العناد الإبداعي»؛ بكلماتنا التي كنا نستعملها في جيلنا الماضي، والذي شهدناه بأول طفولتنا؛ عندما كنا ننادي جداتنا بلقب: «ستي»، بينما الجد نناديه بلقب «سِيدي»!!
وارتفعت قهقهاته بشدة؛حين أضاف:
- طبعاً هذا يختلف تماماً مع ما يقوله لنا أحفادنا، أبناء الجيل الجديد الآن؛ حين ينادون الأجداد حالياً؛ بلقبيْ «جِدّو» و«جِدتو» "المائعين" في آذاننا نحن أبناء الجيل القديم!!
هكذا نجح الشاعر والقاص المبدع الكبير في إقناع «رؤيةنقدية» بمنطقه الإبداعي؛ لتستلمنا، إثر ذلك؛ المزيد من "محطات الدهشة" الكثيرة- و«الاكبر»- في قصته القصيرة الوثائقية؛ والتي صارت «وثيقة ادبية» حتى في اسمها، وبأحداثها الغرائبية الطريفة المدهشة، وشخوصها "الواقعية شبه الأسطورية"، وبتصويرها، وبكل بساطة إبداعية؛ لحياة الأجداد البسيطة- جداً- والمتواضعة الراضية؛ وقد بدا أنهم فيها يعيشون تشبه «سعادة الأمراء» الآن!!
بل، وبما في ذلك أطفالهم في تلك الفترة غير البعيدة جداً عنا الآن؛ إذ أنهم يكتفون بما أتاحته لهم ظروف حياتهم البسيطة في رضا، وقناعة؛ توفر لهم جميعاً حياة- على الأقل- تعتبر ربما أكثر سعادة من حياتنا التي نفتخر بأنها" الأكثر تقدماً" منهم ، وبما في ذلك ما توفره لهم حياتهم، تلقايياً، وبشكل فوري لمن يريد؛ من أسباب «علاج بيئي سيكولوچي وميتافيزيقي»؛ وبما يجعلهم فيما بدا، وفي النهاية؛ أكثر سعادة مِنَّا نحن الآن!!
بل يبدو، ومن خلال توالي أحداث هذه القصة القصيرة الغرائبية المثيرة؛ أنهم ربما كانوا يعيشون مستوى أعلى منا في «جودة الحياة»، بالمقارنة المنصفة بين "مُقدرات"حياتهم وحياتنا العصرية الحالية التي امتلأت بكثير من أجهزة ومستحدثات العصر المفترض أصلاً أن تكون جالبة لمزيد من الرفاهية والسعادة، لكنها وبنفس الوقت سلبت منا سعادة عاشها الأجداد، في بيوتهم "ذات الأبواب المفتوحة" بكل أريحية وكرم وعطاء؛ عكس ما نشكو منه في زمننا، الآن؛ من "انغلاق" إنساننا المعاصر، وبالذات في الأجيال الجديدة؛ مع زيادة "أنانيته" الناتجة عن كثرة متطلباته المادية، والتي لم يعد من الممكن أبداً اكتمال إشباعها مهما زادت قدراته المادية أضعافاً مضاعفة!!
وحتى لا نطيل.. تعالوا، وبسرعة؛ نستمتع سوياً بجمال الإبداع في هذا العمل الأدبي الكفيل بأن يُثري أسمارنا العجائبية الطريفة في الصيف، وفئ الشتاء، بل وفي كل مواسم الحياة، وبجميع الأوقات!!
((تقديراً، مبدئياً على الأقل؛ لشاعرية ورهافة الحس الإبداعي لهذا "القاص الشاعر"؛ فقد حافظت «رؤية نقدية» على «أسلوب كتابة» القصة القصيرة، وكما خَطَّها مؤلفها بنفسه، وهي على شكل أقرب لكتابة «الشعر المنثور»، في " فقرات رأسية" تحت بعضها؛ احتراماً لـ«الحس الإبداعي» للمؤلف؛ فقد يكون فيه نوع من «الريادة» لتبسيط التوجه بالكتابة لأجيالنا الجدبدة، بدلاً من "بعض" الكتابات العبثية "المغلقة"، بل والمنغلقة" أحياناً؛ ما دمنا نعتبر في قرارة أنفسنا أن هذا الأديب الكبير يعتبر «رائداً» لهذا النوع من «الحكي» و«القصّ» "الغرائبي العجائبي الفنتازي"؛ بل ونطالبه بمزيد منه، لإنعاش الذاكرة القومية المصرية والعربية من ناحية؛ ولإحداث نوع من «التوازن النفسي السوي» بسبب ماديات حياة تشغلنا جميعاً عن روحانياتنا في أرض الأديان السماوية المتعددة السمحاء.))
🌹القصـة القصيـــــرة🌹
••••••••••••••••••••
سِـــتِّــيٖ!!
*********
كتبها الشاعر والقاص/ عبــد اللـــه الخـولــي
**************************
«كانت «ستي» تُسمى ( زبيدة ) مهيبة الجانب
وكنا نلهو حولها في حبور
وهي تحنو علينا: ستة أطفال
متدرجة أعمارنا
أربعة صبيان وبنتان وأربعة كبار
شابان وفتاتان
كنا أحفادها لثلاثة أبناء: رجلين و امرأة
في بيت العائلة الكبير
ذي الحجرات الخمس
موزعة على جانبي الدار المكون
من دور واحد
وسلم يصعد للسطح
وكنا نناديها: «ستي»
ترك الزمن على وجهها آثاره
تجلس في بهو البيت الداخلي
تستمتع بأشعة الشمس
المتسللة عبر فتحة السقف في نهار
شتوي دافئ
تمشط شعرها الفضي
المسترسل بأنامل ناعمة
أو تستسلم لإحدى حفيداتها
الماهرات في ذلك
بينما هي تضع حبوب
البن بالمحمصة
وتضيف إليه حبوب الحبهان ، وزر الورد وجوزة الطيب والمستكة
وبعض الزعفران
تحمصه على نار هادئة
فإذا ما فاح عبيره في الأرجاء
وضعته بتلك المطحنة
النحاسية المخصصة
تديرها بيديها الماهرتين
ليخرج مطحوناً ساخناً
ثم لا تلبث أن تصنع لنفسها فنجاناً من القهوة على نار هادئة
كانت ستي جميلة
رغم تقدمها في العمر
إلا أنها مقصد نسوة الجيران
يأتين إليها بأطفالهن
ما بين باكٍ و صارخٍ يلتمسن
عندها الشفاء
أو يأتين لأحاديث العهد الجميل
كانت ترفع الطفل من يد أمه فاحصة له تفرد ملاءتها على الأرض
تضع الطفل باكياً أو صارخاً
في وسط الملاءة
تأخذ في طيِّها وبداخلها
الطفل مستسلماً
ثم تُحْكِم الأطراف وكأنه قطعة حلوى
وترفع ملاءتها بيدين ماهرتين
وتظل تديرها في الهواء
وكأنها تريد فتلها
فإذا ما وصلت لدرجة معينة من الفتل
قامت بجذب طرفي الملاءة دفعة واحدة في اتجاهين متضادين
فيهدأ صراخ الأطفال وبكاؤهم
و تعود لتُخرجهم من الملاءة
مبتسمين ضاحكين كأن شيئا لم يكن
ثم ينامون على صدور أمهاتهم
فينطلقن عائدات لبيوتهن شاكرات
وكُنَّ ينادينها: «ستي أم أبو العلا»
كانت تنشط بعد الظهيرة
عندما تأتي إليها نسوة من
القرى المجاورة والقريبة
لمدينة حلوان
يحملن معهن أقمشة مزركشة
مختلفة الألوان والأنواع
ومعهن بناتهن اللاتي يجهزن للزواج
لتصنع لهن جلابيبهن المختلفة
القَصَّات لتناسب البيت أو
الخروج والاحتفالات
كانت ستي تجيد خياطة الملابس
بكل أشكالها للنساء والرجال
يساعدها في ذلك بناتها الحفيدات
الكبيرات على ماكينة الخياطة
اليدوية ( سنجر )
وفي أثناء ذلك يستمعن إلى الراديو
وما به من برامج أو أغانٍ
وعندما تنتهي من تسليمهن الأقمشة
وقد تحولت إلى قطع من الملابس
الجميلة جلابيب وفساتين تناسب
أزواق أهل القرى التي أتين منها
البدرشين أو الحوامدية أو الصف
تصدر منهن الزغاريد بأصوات
عالية والأغاني الريفية الجميلة
ويتحول صحن البيت إلى قاعة
أفراح تملؤها البهجة والتصفيق
والرقص من الفتيات الكبار والصغار
تعبيراً عن الفرحة بما تم إنجازه
كانت لا ترد لاجئاً إليها
كنا صغاراً نلهو حولها
نُحاكيها نُلاطفها
ولم يكن ذلك يضجرها
بل تدافع عنا
تحنو علينا تداعبنا تعلمنا
تقوم بتوزيع الحلوى علينا
وكنا ننتظرها بشغف
رحلت ستي جميلةً مهيبة باسمة
ونحن حولها نلهو باكين إلى الآن!!»!!
༺༺༺༻༻༻
(«رؤية نقدية»: الأربعاء: 26/6/2024)
༺༺༺༻༻༻
تعليقات
إرسال تعليق