PNGHunt-com-2

نص وحوار الأديب غازي احمدابوطبيخ وعبدالعزيز عسير الصافي والباحث ميثم عبدالله الراعي حول قصورة الأديب علي الإمارة

نصٌّ وحوارٌ
مع الأديب عبد العزيز عسير الصافي  والباحث ميثم ميثم عبدالله الراعي  حول قصورة الأديب علي الإمارة .. 

غازي احمد ابوطبيخ  الموسوي
……………………………….....
لاحظنا في عموم فوتوغرافيا الشعر :
أنّ الصورة الشعرية والصورة الفوتوغرافية تشتركان في تصويرهما لمشهد أو حالة ما بحيث يعملان معاً في ذات الوقت ،بدون إحساس بوجود افتراق او توزيع أدوار،اذ يقول الجاحظ:
"وإنما الشعر صناعة، وضرب من النسج وجنس من التصوير"1.
كما ويقول القاضي الجرجاني:
بأن الشعر "أصوات محلها من الأسماع محل النواظر من الأبصار"2.
وتلك منطلقات نقدية تراثية يمكن لها أن تُسهم في تأصيل وتجذير فكرة المركب الإبداعي بين الصورة والحرف عموماً ،بما يؤكد التفات النقاد العرب القدامى إليها،ليس بالشكل الحالي ،وإنما بالكشف عن هذه الوشيجة التي باتت تمظهراتها تملأ آفاق التواصل..
ولقد وقفنا على استخدام الاديب  عبد العزيز عسير لتقنية التصوير الفوتوغرافي في بناء المقطع الشعري بحيث تحولت لغته إلى كشّاف نور يوجهه  الى ناحية الصورة  بتقنية "camera stylo القلم الكام"الذي يصور لنا بالكلمات مورفولوجيا مشهدية يظهر بها جوهر الأشياء المستهدفة بالاستنطاق الداخلي لابراز حالتها وسماتها.
فذكّرتنا مشهدية الأديب عبدالعزيز عسير الناجحة بحكم دقة الوصف والتصوير ،بإطروحة الاديب علي الإمارة الموسومة ب(القصورة)،وهي  فرصة كبيرة للإجابة عن بعض التساؤلات التي
تخطر على البال حول هذا المركب الجمالي لغةواصطلاحاً.
وسوف نبحث لها عن  الإجابة تباعاً ،
بحسب محطات هذا الحوار،الذي سيشاركنا به الباحث ميثم الراعي كونه متخصصاً بدراسة قصورة الإمارة،حدّ أن تكون إطروحته للماجستير.وتلك خصلة تؤهله للإجابات المقنعة.
بينما كانت إشارة الأديب الصافي شهادة موجزة ولكنها عميقة الأثر، في كتابه النقدي (شاعرية فيس بوك)،لكون الكتاب متخصصاً في شأنٍ دراسي آخر.ولهذا فقد نبّهَنا إلى موضع الإلماح البالغ الأهمية بهذا الخصوص،  فاستعرناه لتدعيم وتوثيق هذا المقال،حيث يطلق على هذه الظاهرة اصطلاح( ثنائية التلقي مشيراً إلى الحرف والصورة،أو الفيديو والنص القولي،أو الموسيقى وكلمات النص...الخ )،يقول الصافي:
(مايهمنا هو مدى تفاعل الصورة مع النص،وماتثيره ثنائية التلقي من رصد للتماثل وتوحيد للإيماء والإيحاء،أو تعاطف يقود إلى الإعجاب والتقبل،أو تشكك يبعث على النفور والسخرية أحياناً)3،كما ولفت النظر إلى أن الصورة المجاورة كانت مثار جدل في منشورات التواصل،ثم أشار في موضع لاحق
وبكل أمانة وإنصاف
إلى منظور الإمارة قائلاً:
( بهذا الصدد لا ننسى المصطلح الذي نحته الشاعر البصري المبدع علي الإمارة: (القصورة)،وهو نحت بين لفظتي( قصيدة وصورة).ثم يستكمل قائلاً: 
(في قصورات علي الإمارة رافقت النص صور فوتوغرافية لمعالم عراقية منها صور تماثيل لشخصيات وطنية وتراثية،وغير ذلك..
كان بودي أن أعرض بعض القصورات،ولكن الكتاب مخصص لشعراء الياسمين )4.
……………… 
مادة الحوار:
………………
نشر الاديب عبد العزيز عسير الصافي على صفحته الشخصية نصاً  أثار انتباهنا في حرفه وفي صورته.
وبحسب تقديرنا ثقة  بوعي الاديب  النقدي، نظنه قصد بمنشوره  هذا تخليق النص النثري البلّوري المدهش الذي بلغ من الكثافة مايكتنز بفحوى كتاب.
ذلك هو معنى تعريف الرائدة سوزان برنارد بالضبط.إنما لابد من استذكار تجربة الإمارة مع القصورة الشعرية على هذا الصعيد،كون الصافي أردف النص بصورة فوتوغرافية هادفة ومنتقاة،أو أنها-ونعني الصورة-كانت حافزاً على كتابة هذا النص،كما أوضح بنفسه خلال الحوار.هذه الاسبقية هي التي نود التركيز عليها في هذه الحوارية.

  نص الأديب العسير بالإنجليزية والعربية:
…………..

The Last
Generosity

From town to town
From bank to bank
Aging ...
does not abandon             
     ...its services
So  ....
lovers will arrive

(العطاء الأخير:
………………..
من مدينة إلى مدينة
من ضفة إلى ضفةٍ
ألشيخوخةُ
لا تتخلى
عن خدماتها
لذا ...
فالعشاق سوف يصلون .)
………………..
-هنا موضع الصورة-
…………………
الآن وبعد أن قرأنا النص،وشاهدنا الصورة المرفقة، وقعنا في نوع من الحيرة :
فهل كانت الصورة الفوتوغرافية سابقة ومُحرّضة كما أسلفنا،وكما كنّا نفهمه من تجربة الإمارة بدءًا؟،أم إن ومضته السردية المميزة هي التي استجلبت بحكم فحواها هذه الصورة الباهرة مفاداً وتوائماً؟.
إنّ روعة النص الذي قدمه الصافي،والتقاطته البارعة المضيئة بالحرف وبالصورة قد بلغت مداها الابداعي الرحيب بحيث تصح أن تكون إنموذجاً للقصورة مع أنها نص سردي كما أسلفنا .
أما عن مضمون النص فأحدس أن أديبنا قد أسقط نفسه وجيله وشريحته الرائدة باحاسيسه ورؤاه على الحدث الشعري الصوري مبنىً ومعنىً ،فقد تضمن هذا النص الكثير من المضامين الإنسانية  الواسعة النطاق،لما فيه من الإشارات البعيدة والرؤية الرشيدة.
ولَكَم يصعب حصر ما يعنيه الجسر هنا كرمز حي وحيوي بما انطوى عليه من قدرات إيحائية بالغة المرونة واقعياً واجتماعياً ونفسياً، هذا فضلاً عن وجوده على أرض الحياة كحلقة وصل بين السعاة وأهدافهم،وهو بذلك يمثل دور الجندي المجهول بإيثار خارق للإعتياد بروحه الفدائية المعطاء.فبعد سني العطاء المباشر للشجرة المثمرة  المتحولة إلى قنطرة ،والعربة الناقلة للخليقة بين أضلاعها بحرص وحنو دائبين في سياق قاطرة طويلة هي مختصر للحياة حان الان وقت انفراطها عن العقد،لكنها أبت الّا ان تكون مَعْبَرَاً عُجاباً،وبإرادة واعية لضرورة الإسهام  في الديمومة .
وهكذا هو الانسان بعد التقاعد مثلًا، وهو روح هذا النص وغايته التي أراد التركيز عليها محورياً من دون تصريح.
الأديب عبدالعزيز عسير ذلك التربوي الراسخ و الاديب الكبير،تمكن من تقديم نص ناجح  حقاً يثبت نجاح هذا المنظور الجميل. والحديث عن موضوعته التي اختارها بعناية شديدة مديد واسع وذو شجون،
ولكننا أردنا  التطمين: إن رسالة هذا النص  الابداعية قد وصلت كاملة فكراً وإبداعاً.
هكذا يكون النص مع قرينته الصورة  أمام الناظر في وفاق تام كما نرى.
ومن الملاحظ دقة اختيار العتبة التي مثلت البوابة السيميائية  المفتوحة المصاريع على دخيلة هذا النص الذي تفوق في حقيقته على كثير من التجارب النسبية النجاح على هذا الصعيد رغم شدة كثافته وشفافيته وسرديته في آنٍ،
خاصة تلك التجارب التي درجت على وضع صورة أو لوحة تحتها خلال فعاليات النشر .  
وفي الواقع هناك  ظاهرتان تم العمل عليهما في الآونة الاخيرة بخاصة في وسائل التواصل،
الأولى:وهي السائدة الآن عند الكثيرين من أصحاب التجارب الابداعية على وسائل الاتصال الالكترونية ،حيث يتم اختيار الصورة أو اللوحة التي تتوائم مع النص المنشور بحسب تقدير الشاعر أو الكاتب، وأحيانا لانرى أي ارتباط بين الصورة والنص إطلاقاً،
خاصة طريقة البعض في وضع صورته الشخصية،وهي أبعد ماتكون ،فضلًا عن مؤشراتها التحليلية التي ربما لاتصب بالنتائج لافي مصلحة النص ولا في مصلحة صاحبه.
فهل يمكن احتساب هذه التجارب على فكرة الزميل الإمارة عن "القصورة"؟.
نكرر هذا السؤال لأن القصورة تعني -بحسب فهمنا الخاص-الانطلاق من الصورة أو اللوحة أو المنحوتة أو الكار يكاتير او "الفوتوغرافيات عموماً"،بقصد التعبير عنها شعراً.فأما حيرتنا من خيار الاديب الصافي المدهش فتكمن في عدم قدرتنا نحن على التحديد،لروعة التعبير وحكمته في النص في جانب.ثم لدقة اختياره للمرآة الصورية في جانب آخر،و لأسبقية النص على معلومنا ،فقد رايناه متكاملًا متطابقاً،من دون أن نعلم ايّ النصين (الصورة ام الحرف كان أسبق،سيّما والإمارة يقرر انه يعتقد بأن الصورة نص كما هو المقول نص ايضا،بحسب الباحث ميثم الراعي)*، وكل ماذكرناه آنفاً يحسب للأديب الصافي: لطفاً شعورياً وعمقاً رؤيوياً..
فهناك تماهٍ مذهل بين الإنموذجين التعبيري والصوري يندر مثاله.
وعودًا على ذي بدء نقول:
كنا بما أشرنا اليه نُعبّر عن عدم قدرتنا على إحداث فصل بين النص والصورة لشدة التلاحم والتلازم والتوائم وذلك لعمري تعبير عن بصيرة الصافي  النافذة،وذائقته الرفيعة،ودقته في الإختيار.
من هنا كان هذا النص الناجح دافعًا لكثير من التساؤلات كما ذكرنا.
وكان رد الاديب عبدالعزيز عسير نافعاً ومنصفاً حيث قال: 
-(آفاق نقدية:  
وقفة ناقد رصين كالاستاذ غازي ابي طبيخ تبعث على الاطمئنان بأن الرسالة قد وصلت .
ايها العزيز  كنت قد درست ظاهرة التفاعل بين الفنين  الشعر  والرسم كما تعلم في كتاب نقدي  تحت عنوان
( ما بجوار النص )
وقد وقفت عند تجربة الزميل البصري  ( الامارة)  بإشارة قصيرة لأن الكتاب كما تعرف خاص بنصوص شعراء الياسمين. .
ثمة مشروع مؤجل لمجموعة شعرية قادمة . .. قد تطلع عليه يوما... وقد اعتمد  التفاعل بين النص والصورة الفوتوغرافية ... إذا ولدت النصوص بعد تامل الصور واسترجاع الذكريات .
شكرا لهذه الوقفة النقدية بقراءة واعية للنص .
بقي أن أقف عند عبارة (أوقعتنا بالحيرة ! )
لماذا الحيرة  استاذ غازي ؟
مذ عرف الشعر  فهو تجربة فنية تنبعث انعكاساً للتجربة الحياتية،  والثانية هي الأسبق وهي التي تقود الى النص .
وهل هناك تجربة حياتية أكثر إثارة من تأمل الصورة  ؟
الصورة تثير تفاعلًا  بين الفكر والشعور  ... فتقود إلى النص الشعري . وتلك ظاهرة طبيعية مألوفة في الادب العالمي والعربي عموما قبل الشعر البصري .
والنصوص التي وقفنا عندها في الكتاب مجرد محاولة بسيطة وأمثلة قليلة، والظاهرة أوسع وأشمل بكثير  .
وقد سرني أنك كناقدٍ قد كشفت ما أثار  انعكاسات الصورة على الاحساس بالشيخوخة ).
بقي علينا أن نتلمس الإجابة عن بعض تساؤلاتنا عن القصورة من خلال كتاب الراعي( تعالق الصورة الفوتوغرافية والقصيدة في الشعر العربي الحديث،قصورات علي الإمارة مثالاً)،حيث يشير الباحث ميثم الراعي بعلمية لافتة تحسب له حقاً إلى الأسبقيات التي عملت على هذا الصعيد إشارتين مهمتين بقوله نصاً:(سبقت القصورة أشكال شعرية قريبة من مفهومها مثل قصيدة الصورة ،والقصيدة التشكيلية،إلّا أنها كانت مختلفة في شكلها وطبيعة بنائها)5،وفي نفس السياق يقول( هناك منجز عربي في مجال مزج الصورة الفوتوغرافية بالشعر بوعي وقصد على صعيدي التنظير والتطبيق. وهذا تجلى بشكل مباشر في ثلاثة أعمال إبداعية لشعراء سبقوا الإمارة ،وهم قاسم حداد وعلاء عبدالهادي ووفاء عبدالرزاق.).
هذه الإشارة الكيّسة تنمّ ضمنياً عن الثقة الكبيرة بخصوصية واستقلالية مادة بحثه عن غيرها من الأشكال أو المقاربات ،كون كتابه هذا يمثل إطروحته لنيل الماجستير عن قصورة الإمارة مثالاً.
وهنا تجدر الإشارة إلى وجود فكرة أخرى عمل عليها الباحث صفاء محمد على التميمي-اديب عراقي من بغداد)،
تتعلق بذات الموضوع ،ولكنها تختلف هي الأخرى،في طبيعة وإسلوب العرض والتناول،موجزها الجمع بين عدة أجناس أدبية
وفنية كالقص والشعر بأنواعه والمسرح والتشكيل وبضمنه اللوحة أو الصورة في إطار نصي واحد، وهو مشروع بقي مغموراً،لغياب صاحبه عن الساحة الثقافية،ولصعوبة تطبيقه عملياً أيضا. 
وفي الختام،سنضع تساؤلاتنا التي تنتظر الإجابة تحت الانظار،فبالإجابة عنها نستكشف مجاهيل القصورة بكل وضوح ،ويمكن إجمال هذه التساؤلات بالتالي: 
1-ماهي الأفعال الإبداعية التي تدخل في إطار القصورة.
2-ماذا عن أسبقية الصورة الحافزة،وماهي صلة الصورة اللاحقة بالمنظور،بمعنى كيف كان يفكر أديبنا الإمارة بهذا الخصوص.
3-هل يختص المنظور بالقصيدة والصورة فقط أم يشتمل على القصة والصورة أيضاً،مادامت الحروف الأولى للمركب الإصطلاحي متماثلة (القص).
3-هل إن جميع الأشكال والطرازات الشعرية داخلة في هذا الإطار.هذا السؤال يتعلق بمادة بحثنا ،ونعني به نص الأستاذ عبدالعزيز عسير.
4-ماذا عن الأسبقيات التي سجلت حضورها قبل القصورة،نظرياً أو تطبيقياً؟.
إجابات الراعي:
………………….
(1- تدخل في صناعة القصورة مجموعة من الأفعال الإبداعية التي يمكن تسميتها ( آليات إنتاج القصورة ومراحلها) ومن هذه الآليات : قصد المكان المنتخب الذي يصلح أن يكون قصورة والتقاط الصورة ويتطلب هذا الفعل الذي لا يخلو من الخيال الذي يعمله الشاعر الفنان ورصف مخيلته في اختيار زاوية معينة من ذلك المكان ورصدها لتتعالق مع النص المتخيّل قبل القول الشعري على الورق، وهذا يتطلب في بعض الأماكن أدوات يجلبها الشاعر معه لتؤدي الصورة غرضها المبتغى ، فليس كل الصور متاحة أمام الشاعر لكون المخيلة الشعرية تطلب شيئاً غير موجود في الواقع . كما حدث ذلك في قصورة ( سوق الحبال) الذي تطلبت فيه الصورة جلب حبال وأشخاص من فئتين عمريتين : فئة الشيوخ وفئة الشباب ، وأخذ كل منهم يسحب الحبل لتصوير حالة جيل يسحب جيل .
ينظر: ص 80 وما بعدها.
،،،
2- الصورة الفوتوغرافية سابقة للصورة الشعرية ومحفزة لقول الشعر ، مع إن الشاعر هو من قام باختيار المكان المناسب لالتقاط الصورة ، إلا أن النص المرئي هو صاحب الأثر لانسياق الكلمات ، فنحن مع القصورة أمام نصيّن أو صورتين: صورة فوتوغرافية محفزة وداعية للصورة الثانية وهي الصورة الشعرية وملازمة لها ، وهناك جملة من العلاقات بين النصيّن يمكن النظر إليها لمعرفة العلاقات المتوفرة عند تلاقي الصورتين معاً ومن هذه العلاقات : علاقة التقرير والإيحاء وعلاقة التكامل والتفاعل وعلاقة التفسير.
ينظر : ص 148 ومابعدها
….
3-ان النظر في القصورة كمصطلح جديد ومبتدع من قبل الشاعر علي الإمارة جعل البحث النقدي ينظر فيه دون غيره إلا أن البحث توصل إلى أن بعض القصورات التي أخذت شكل السرد في شعريتها يمكن أن يطلق عليها ( قصة الصورة) نتيجة الشرح الذي يقدمه النص الشعري عن تاريخ الصورة الملتقطة.
تنظر النتائج : ص 209.

4-من المعلوم أن فكرة القصورة ليست جديدة من ناحية وجودها فهي تعني ببساطة تواجد نصيّن على ورقة واحدة: نص مرئي تمثله  الصورة الفوتوغرافية ونص مقروء تمثله الكلمات الشعرية، وقد سبق التسمية التي أطلقها الشاعر علي الإمارة وجود هذا النوع عند شعراء ثلاثة بهذه الكيفية وهم : قاسم حداد وعلاء عبدالهاي ووفاء عبدالرزاق ، إلا أن الثلاثة لم يسموا أعمالهم قصورة ولم ينظروا لها كما سمى ونظّر علي الإمارة، وأما تاريخ وجود هذا النوع فكان موجوداً ولكن بكيفيات وأشكال تختلف عن القصورة ، ففي السابق كان بعض الشعراء يعمدون إلى الرسم والنحت والكاريكاتير ويضعون تعليقاً شعرياً معه للتعبير عنه، وهذا الفعل يشبه إلى حد ما فكرة القصورة ولكن ليست بالآليات ذاتها التي أعتمدها شعراء القصورة ، فهم استدرجوا الصورة الفوتوغرافية لتمتزج مع النص الشعري بشكل واحد) .
إلى هنا تكون إجابات الباحث الجدير ميثم الراعي قد غطت بشكل مقنع وجميل تساؤلاتنا،فكانت مصباح دلالة يستدعي التقدير الكبير..
ومن الإشارات المهمة حول هذا الموضوع ما قاله  الفنان التشكيلي هاشم تايه: (يأتي المشروع الشعري للشاعر علي الأمارة (القصورة) القصيدة زائداً الصورة قريباً أو متوافقاً مع نزعة في كتابة الشعر تعرف بالكتابة التصويرية أو الكتابة بالعين كما تصفها (جيرترودشاين) باعتماد الصورة مرتكزا أساسيا للقصيدة. 
بينما يتحدث الشاعر علي الأمارة عن قصورة البصرة قائلا:(إن هذا العصر هو عصر الصورة بامتياز وعصر التصرف بالصورة وان القصيدة هي الأقدر على التحليق في آفاق الصورة وسبر أعماقها وذلك لقدرة القصيدة الإيحائية والأنزياحية والأيغالية وتجليها في جدلية الإخفاء والإظهار مع الصورة وفي كتابيّ السابقين (رسائل إلى الميدان وأنا وشكسبير) لم تكن الصورة التي أضعها مع القصيدة لي فقد كنت اختارها بما يتناسب مع قصيدتي أو أحرك قصيدتي باتجاهها وبهذا كان ضميري يؤنبني بأن هذه الصورة ليست من صناعتي)*.
…………..………
1-كتاب الحيوان ص 131
2-الوساطة للقاضي الجرجاني ص 3100
3-شاعرية فيس بوك،عبدالعزيز عسير،ص 78 .
4-المصدر نفسه،ص79.
5-تعالق الصورة الفوتوغرافية والقصيدة في الشعر العربي الحديث ،قصورات علي الإمارة مثالاً،الباحث ميثم عبدالله الراعي ،مطبعة الأدب البصري ،ط1،
في2220م:
     ص207
*مقابلة خاصة مع الأديب علي الامارة ،ويكيبيديا.
*الصورة أدناه:
(نص  ( العطاء الاخير  ) كان عن  هذه الصورة لعربة قطار تحولت الى جسر  بين ضفتي نهر .عن متصفح الاستاذ عبد العزيز عسير )مشكوراً..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي