أدمعة فأجف ؟ :الشاعر المصري أحمد الخلايلى
أَدمعةٌ فأجف ؟
وأكره الليل أُحب الليل جداً
دعني أكتمل .. أرجوك يا نوم
لا تُغالبني
لا تمسحني كدمعة فأجف
لماذا هذا المكان بالذات
في هذه القرية مكروهاً
ولماذا أنا ؟
هل لأنّ تُرابه يرفض النِعال المُجحفة ؟
هل لأنني عاهدت نفسي أنْ أُصوّر
الأعناق التي ألهبتها الأيدي
الغادرة ؟
أُرصد الوجع الكامن خلف مئات
السنين
أم لماذا أنا في هذا المكان الذي يشعر
بكل مُتعبةِِ تُكابد الجوع أُمّي !؟
ولماذا أنا كلمّا مُلئت بطون الجوعى
خنقتني الغازات الكريهة ؟
ليس لي مُعلّمٌ ولا قائد وعلَّمتهم
وقُدتهم حتى وصلت بهم الى جلدي
مزقّوني وانجزروا كمياه البحر
عندما تُعشّم الشاطىء ثمّ تُفارقه
كلما حلَّ بي الضيق أُقارن يوماً
أُقفِلَتْ فيه الأبواب على أجدادي
ثم حُثوا بأردانِِ مُلئت بالتراب
بيومِِ فيه أحفادُ أجدادي يخلعون الباب
عنَّي
كي تنهشني الكلاب !
فقط أولادُكم يا أجدادي
وضعوا نُطَفاً في أرحام أُمهاتنا
فانحدرنا سريعاً بلا معالق أو ِعْلم
ما أجمل الجوع حين يُهذَّب صوتنا
ومقالنا ما أفخم الثياب تُزينها الرُقع
فما احتسى البُنَّ إلاَّ المترفين طليعة
الذين أصابهم فيروس الفرنجة
فرَّقوا فنّ المُراوغة الوليدة في بلادنا
في كؤوس ما طابقت سبَّابةُ النيل بصمتها
فهل يُعلن الطمي مسؤليته عن هذا
الحادث ؟
فهكذا أعيشُ منقوريّاً ، لبنانيّاً ، فلسطينيّاً
بُسنيّاً شيشانيَّاً ، وعراقيّاً مضغوطاً
علَى عُنُقي بيدِِ غربيّة شرقيّة
وعائليّة
هكذا أعيشُ بلَقبِِ ملصوق وبقيّة رَمَق
في طبق ملعوق
لا تُطْرِبُ الألقاب روحي فلا سجية
دون حُبِِ ولا هوية
تعليقات
إرسال تعليق