عتاب شمعة : الشاعر الشيخ ستار الزهيري

لأحبتي كتبت
     {{  عتاب شمعة  }}

هل  يعلمُ  الإيفاءُ ما  مَعناهُ
لِيَمُدَ   قلباً    بالضِيا   أَغناهُ

عندَ انطفاءِ الشَّمعِ يُنسى فَضلُهُ
وتعودُ  للقلبِ  الحزينِ  الآهُ

آهٍ .. جحودُ الظلمِ أرَّقَ حِسَّهُ
أَوَ هكذا يُجزى النَدى رباهُ

ذابتْ مَحاسِنُهُ وراحَ جلالُهُ
وغدا يُصارعُ ما بَقي بُقياهُ

أزرى به الحَرقُ المُريعُ ونيَّةٌ
أن تَفتَدي  مُدُنَ اللِّقا  عَيناهُ

ومضى بهيكلِه يواسي مُعدَماً
بمسيلِ دمعٍ ساخنٍ .. أبكاهُ

هو لا يَرى غيرَ اشتعالِ متُونِهِ
لخلاصِهِمْ   فَتَوَقَدا    كتْفاهْ

وأراقَ في تلكَ الوَغى أَحشاءَهُ
أكرمْ بمَن وَهَبَ الضِيا دُنياهُ

رغمَ إحتراقٍ بالجحيمِ فَحَسبُهُ
كَفُّ  الجَنائِنِ صافَحَتْ أُخراهُ

هيَ شَمعَةٌ أم عُمرُ كونٍ حالمٍ
أردى  الظلامَ .. وشرُّهُ  أرداهُ

ما بينَ قلبي والشموعِ تَشابهٌ
فكلاهُما   نارُ  الجَوى   تَلقاهُ

وكلاهُما أعطى وأفنى بالنَوى
عمراً   ولكنْ   فَضلُهُ   أَفناهُ

وكلاهُما قَصَدَ المَصيرَ بنفسهِ
حتى يَردَّ  بنورهِ مَنْ  تاهوا

وكلاهُما يَهَِبُ الحياةَ نميرَهُ
ويَعودُ  نَهْراً  مُقْفِراً  مَجراهُ

يا شَمْعَةً فَتَقَتْ بضوءِ جِنانِها
خِيمَ  الظلامِ وحاصَرَتْ مَعناهُ

أنا صابرٌ صَهَرَ الزمانُ مَلامحي
ومضى   يَلِمُ   بقيةً   تَنعاهُ

فلئن هوى رسمي يَقُمْنَ مَعالمي
ويَعِدنَ من طَلَلِ هَوى مَسراهُ

يا هذهِ  الدُّنيا سلامُ  مودعٍ
مني عليكِ   حبيبتي   أُماهُ

فلئنْ دَنى مني المَماتُ فإنَّني
أبقَيتُ في الحرفِ الضِّيا لأَراهُ

صبيحة الثلاثاء .. ستار الزهيري
النجف الأشرف 27/11/2018

تحذير : ( والسّارق والسّارقة … )