بنت العرب :الشاعرة المصرية د. إلهام عفيفي
بنت العرب
------------------
ضمي يديكِ على يدايّا، أقبلي
أنتِ الأمانُ إذا بغى مستقبلي
في كانِ كُنا كالفوارسِ صحوةً
حتى بنت خنساء عرش الأخطلِ
كانت جليلةُ بنتُ مرةَ فارسًا
فلِمَ الركون اليومَ وسط المنزلِ
آنَ الأوانُ ليعلموا برجوعنا
فوق الجيادِ الصاهلاتِ ونعتلي
آنَ الأوانُ لكي تبوح عقولنا
بالحق حتى يستبين وينجلي
آنَ الآوانُ لكى نَبُثَ عدالةً
ضاعت مع المأمون والمتوكلِ
لسنا نساءً كالنساءِ لنزوةِ
إنَّا بناتُ خديجةٍ في المحفلِ
إنا بناتُ صفيةٍ في رُشدها
نسلُ الطواهرِ سلسلًا من سلسلِ
إنا بناتُكِ عائشٌ لسنا نعي
إلا الحضارة قبل أول أولِ
لا تحسبوا صمتي إليكم رهبةً
إن الأمومة من بنات أناملي
نحنُ نساءُ العربِ نللسُها
كنا ولا زِلنا نجوما في العلي
هيا انهضي كي تخبريهم خولةً
قومي سُكينة علمينا.. رتلي
يا أيها الجمع الكبير.. أنا أنا
بنتُ العروبة
لست أحيا بمعزلِ
بنتُ العروبةٍ في مقامِ نبوةٍ
من عصرِ هاجرَ والخليلِ الأولِ
إني ابنةُ الإسلامِ نورٌ للورى
والضوءُ من بحري ينير سواحلي
نحيا كما يحيا الرجالِ كأنهم
لسنا على الشاشاتِ
وسط مسلسلِ
أنا لا أريدُ العري في زمنِ الخَنا
فجمالُنا في الروحِ دونِ تجمُلِ
عشنا حداةً الركبِ في أوطانِنا
نهدي الشبابَ إلى السلوكِ الأمثلِ
ونمهدُ الدربَ الكؤودَ بوعينا
عِلمَ الكرامِ كذاك، لا، لم نبخل
حُفّاظُ أمتنا الكرام، ألم تروا!!
أَني حفِظتُ مِنَ الكتابِ المنزلِ
فشَرِبتُ من نورِ الإلهِ بغبطةِ
شُرب المحبةِ للجلالِ الأفضلِ
هلا سألتم مرةً تاريخَنا
عنا إذا ما الحربُ باتتِ تنجلي
من تُبرأُ الجرحى إذا غَدَرَ العِدا
من تُخرجُ السهمَ، تُصيبُ بمقتلِ
إنا بناتُ العربِ؛ نكتُبُ قِصةً
سنظلُ في التاريخِ عطرَ قرنفلِ
----------------
إلهام عفيفي
من ديوان "الخروج الأخير"
٢٠٢٣
تعليقات
إرسال تعليق