قضامة مغبرة : الشاعرة السورية سعاد محمد
(قضامة مغبّرة..)
ألمُّ سجّادةَ القلبِ..
وأُركيها على عسلِ الأمسِ..
ما عادتِ الطّريقُ تأتي بنبيّ!
رحلَ الّذينَ أحبُّهم، رحلوا..
والعمرُ يجلسُ /كبدويٍّ ضيَّعَ فرسَهُ/
قربَ نبعِ الذّاكرةِ..
لا بدَّ أنْ تعودَ لعشبِ الاشتياق!
تنسُلنا الأيّامُ خيطاً إثرَ خيطٍ..
من كنزةِ الوجودِ..
نقُلُّ..نبهُتُ
يتجرّأُ علينا البردُ، وتجحدُنا عصافيرُ التّوتِ!
نموتُ تِباعاً، قبلَ أن يأخذَنا الموتُ الودودُ!
إنَّ قلبي غادرني مرّتينِ في تابوت:
رحلَ الّذي كانَ يمسكُ لي فرسَ الأيامِ، لأعتليها..
الّذي كانَ يبدّلُ لاسمي ملابسَهُ، كلّما لاحَ شحرورٌ في ابتسامتي..
الّذي نزَّهني في الكلامِ، حتّى عرَّفني على شخصِ اليقينِ..رحل!
رحلَ صوابُ القلبِ!
الزّهرةُ البعلُ..
الّتي لم تحوِ شوكةً واحدةً من (كيدِهنَّ العظيم)..
رحلت أيضاً..
الّتي كانت تقبِّلُ يدَها الشّمسُ، وتُثني على خيرِ البداهةِ..
ولمّا بلغت/إمامةَ الرّياحين/، أحبّها الزمانُ..
فقصفَتْها له الأيّام..
الّتي أوصتني بأنْ أزرعَ على مدخلِ القصيدةِ رجلاً..رحلت!
رحلَتْ رجاحةُ القلبِ!
يا عيدُ..
ما عادَ يواليني الياقوتُ..
أعدْ لروحي كاميرا العاطفة!
كلُّ الوجوهِ بلا رائحة..
وكلُّ الأيادي من خشبِ الحياد!
يا عيدُ..
أعدِ الأطفالَ الّذين كانوا يرشقون بالثّلجِ شبّاكَ الرزانةِ في ضحكتي..
والدوريَّ الطمّاعَ إلى عينيَّ..
ومزّقْ صورَ الموتى في مخيّلتي..
فمنذُ لبستِ القصيدةُ زيَّها العسكريَّ..
وذاكَ الرجلُ يتهرّبُ من إلزاميةِ الإلهام!
تعليقات
إرسال تعليق