شهد الدواة :الشاعر عزوز العيساوي

أنا المحموم مِنْ نُورِ المَرايا
أنا الوادي وأفلاكُ النجاة

وشوقُ الليلِ في ظلي يُغني
وروحي كالشواهقِ والفلاةِ

وهَمسي عازف الألحان دَوْمًا
وصوتي مثْلَ مَوَّالِ الُرُعاةِ

أنا المَخبُوءُ في حِضنِ الظلامِ
أنا شمْسٌ ودمْي منْ فُراتِ

فروحي مثل أمطار الشتاء
وفيض الشوقِ من حبرِ الدواةِ

تنامُ العين عنْ وَلَهٍ وتنسى
ولكنَّ الفُؤاد بلا سُباتِ

فترميني الصواعقَ والمنايا
وبعض السُحبِ من همِّ الشَتاتِ

أنا قَمَرٌ وليلي من نجومٍ
وصمتيْ كالجداولِ في أناةِ

سأضحكُ ملءَ روحي مِنْ شقاءٍ
فكمْ مِنْ شقوَةٍ تفْنى بذاتِ

سألهو  مثْلَ ذَرَّاتٍ بريحٍ
وأنأى عن سِجالاتِ العُداةِ

وأبقى جنبَ محبَرَتيْ رَهينًا
فهذا الشعر  منْ وجدِ الصلاةِ

كذا في البرْقِ بعض الصوتِ مني
لينْهَضُ ثائرًا بحر الحياةِ
.
سأبدُرُ من نجُومي بعض قمحٍ
وأمنحُ جنتي شهدَ الدواةِ
عزوز العيساوي