ذكرى في تعليق للناقدين والأديبين كريم القاسم وغازي أحمد ابو طبيخ الموسوي /العراق
ذكرى في تعليق
......................
الحرفُ والادب العالي ، هما أداة ودواة ، فلا يصلح هذا الا بذاك .
وكثير من اصحاب الحروف يمرون مرور السحاب ، أو قَزع الصيف ،
وإن تراكموا فلايأتون ببرقٍ أو مطر ، ويمرُّ صيفٌ قائظ ثقيل ، حتى نَستهل
بشتاءٍ ضاحكٍ جميل ، متراكم الغيم ، وبسحائبٍ ثقال ، قد أنارت السماء
بريقاً ، وملأتها قهقهة ً، حتى أتت غزير قَطرها ، وفاضت الأرض بغدرانها
، واهتزت غبراء الأدب ، ورَبَتْ وأَنبَتَتْ من كل زوجٍ بهيج ، فكان القلم
الشاخص ، والفكر الناقد الفاحص ، غازي احمد ابوطبيخ من ذلك البهيج ،
وما نراه ويراه القاريء ، أو يسمعه السامع ،هو بذرة نَمَتْ في خصيب
الترب ، وفرات الماء ، فتَجذَّرتْ وأورَقتْ وتَمخضَّت ، فكان ثمرها لذيذ
طعم ، وعصيرها عشيق فَم ، وريحها لصيق شَم ، فإن سَكَنَتْ صليع الصخر
مَدَّتْ جذورها ، وأنهَكَتْ ماتحتها ، وأتَتْ بمائها ، حتى تحيل الصم الجلاميد
الى بقعة زاهية ، بأعناقِ أزاهيرٍ حانية . فكان لزاماً علينا ان نعشقَ مَنْ صَدَقْ
ومَنْ شَهَقْ ، وهكذا عالم الادب الرصين ، والفكر السمين .
إن اصحاب الاقلام الملتزمة الواعية ، تتلاقح افكارهم دون عقد أو مَهر ،
بل كفاهم رُسُل حروفهم التي سابقت رُسُل الملوك والأباطرة ، فلا يلزمهم
فرس حثيث ولا طريق مُعبّد ْ ، فهم عناوين اهل الارض ، ولولاهم لَهَفت َ
مَنْ هَفتْ ، وسكتَ مَنْ سَكتْ.
دمتَ في رعاية الله وحفظه ... اعزكَ الله روحا وحرفا .
تقديري الكبير ....
....................................................................................
تعليقات
إرسال تعليق