مشتاقة : الشاعر محمد الدمشقي أمير الياسمين
قصيدة مشتاقة:
ستبوحُ بالفجرِ العنيدِ سمائي
ويفوحُ عطرُ الشوقِ في أجوائي
وأصفِّدُ الأغلالَ حتى ألتقي
معنايَ في هذا السرابِ النائي
من كنتُ قبل تمزُّقي وتبعثُري؟
أرسوتُ بعد التيهِ في مينائي؟
أم أنني غرَقٌ تلاشى صوتهُ
في زحمةِ الآهاتِ والضوضاءِ
كيف ارتديتُ ثيابَ صمتٍ رثَّةٍ
ومتى انتميتُ لجوقةٍ صمَّاءِ؟
ماذا اعتراني أيُّ ليلٍ لفَّني
بوشاحهِ ورياحهِ الهوجاءِ
أغدوتُ ماءً حين طالتْ غفوتي
وأخذتُ حين صحوتُ شكلَ إنائي؟
أم عدتُ من تلك الحرائقِ شاعراً
وذرفتُ ضوءاً في دجى صحرائي؟
شغفي تناثرَ في ضبابٍ حائرٍ
ونسيتُ في عطشِ المدى أسمائي
ما عشتُ ظلاً إنما غابَ السنا
عني فعمَّ الحزنُ في أرجائي
لكنني أوقدتُ شمعةَ لهفةٍ
في عتمتي وعزفتُ لحنَ بقائي
وكسرتُ قيداً كان يحبسُ رقصةً
في مقلتيَّ فأشرقتْ أرجائي
مازلتُ أرنو للبعيدِ ونجمتي
ما أطفأتْها لعنةُ الظلماءِ
وقصائدي لم تحترقْ فحروفُها
مبتلَّةٌ بمدامعي ودمائي
أنا عاشقٌ والأمنياتُ تصبُّ لي
كأسَ الحنينِ لأستعيدَ غنائي
وأناملُ الأحلامِ ترسمُ لي غداً
بين الجراحِ ململماً أجزائي
والحبُّ يرسلني إلى هذيانهِ
وإلى حدائقِ وهمِه الغنَّاءِ
لأعيشَ بين سطورهِ كقصيدةٍ
مشتاقةٍ رغم الأسى والداءِ
محمد الدمشقي
من سجال الياسمين للشعر الموزون
تعليقات
إرسال تعليق