هل تكتب الشعر ؟ : الشاعر الأمير كريم معتوق /الإمارات

هل تكتب الشعر ؟

وقيلَ تكتُبُ شِعْراً ؟
قلتُ أكتُبُهُ
ما دام وجهٌ سيَتْلو سِفْرَ آياتي
ما ظلَّ في الأرضِ سِحرٌ قد أشاكِسُهُ
فيما يحاذِرُ أنْ تعْلوهُ راياتي
أجيءُ جَدْياً
ترى مِن خَلْفِهِ نَمِراً
وكلّما اقتربتْ شَرّعْتُ غاباتي
وكيف تكتبُ إن صار المدى وجِلاً
إذ البداياتِ في ركبِ النهاياتِ ؟
فقلتُ فيما أرى
لو مرَّتِ امرَأةٌ
والعِطرُ ألقى سلاماً للتّحيّاتِ
تقومُ كلُّ حُروفي إثرَهُ فزَعاً
كما يفزُّ ذوي القتْلَى لِثاراتِ
وقيلَ في الأرضِ
قلتُ الأرضُ مكتَبَتي
فيها الجنونُ تمادى
فوقَ طاقاتي
فيها مِنَ الموتِ
ما يفْتـرُّني لغةً
تأبَى القواميسُ أنْ تَرْفُو حِكاياتي
فيها من الخوفِ دنْيا
والشقاءُ مَدى
إنَّ المقامَ على مَرْقاهُ أنَّاتي
***
وقيلَ تكتبُ شعراً ؟
قلتُ أحصُدُهُ
منَ السنينِ التي جزَّتْ مَساراتي
في كلِّ شبرٍ سَواقٍ
دونَما وتَرٍ
كأنّما العزْفُ أنغامٌ لأنّاتي
فأطيبُ الناسِ إلهاماً كأخبَثِهِمْ
والشعرُ لا يَنْتَقي
لونَ العَباءاتِ
وأكتب الشعرَ والتاريخُ يُسْعِفني
والدينُ والطيبُ والإنسانُ مَلهاتي
مِنَ اليَتامى
إذا ما البرْدُ طوَّقَهُمْ
وطارِقُ العيدِ يا وَيْلاهُ وَيْلاتي
والجوعُ يُبْدِعُ أشعاراً إذا وَسِعَتْ
لكسْرَةِ الخبزِ أفواهُ اليَتيماتِ
وقلتُ أكتبُ في مَنْ بَزَّهُمْ وطَنٌ
للبحرِ في رأسِهِمْ
موتٌ بمَنْجاةِ
إلى الذين عُبابُ البحرِ مأمَنُهُمْ
مهاجِرونَ يرَوْنَ الحُلْمَ في الآتي
إنّي سأكتُبُ أنَّ الأرضَ طارِدَةٌ
والموتُ أقرَبُ مِن كفّي لمِرْآةِ
سأكتبُ الشعرِ
في الأوطانِ إنْ سَكَنتْ
فينا كما سكَنَتْ أرضُ الإماراتِ
***
وقيلَ تكتبُ شعراً
كيف تكتُبُهُ ؟
وفيهِ ما فيهِ مِن جمرٍ ومأساةِ
فقلتُ واللهِ ما حطَّتْ على شَجَري
أنثى الحمامِ وما رَقَّتْ كتاباتي
فأكتبُ الشعرَ في زُوّادَتي قلقٌ
مِن كلِّ ما غفِلَتْ عنه انتِباهاتي
وأقْتَفي التيهَ في روحي كما انكَسَرتْ
ألواحُ موسى وكانتْ للهداياتِ
لكي أرُدَّ ضياعاً ، ذِلةً نَسَجَتْ
سدّاً فأُلقِمُها شعرَ المُروءاتِ
وقيلَ تكتُبُ شِعراً ؟
قلتُ أكتُبُهُ
يكفي بلحْظَةِ وحيٍ
أنْ أرَى ذاتي