المنتظر :الأستاذ محمد زينو شومان /لبنان
المنتظر
لماذا أنتظر هنا حافياََ على مسامير القلق؟
لم يأتني الغراب ولا الحمامة ولا زرقاء اليمامة بنبأ
ما حال الطوفان؟
هل استقرت شجوني الإقليمية تماماََ في صدري؟
لقد شاب شعري وطبعي وألمي وقلمي
فرّخت حروب طائفية لا تسعها ذاكرتي
أجبرتني على استئجار ذاكرة احتياطية
من السوق السوداء
فرّخت مشكلات ومصائب لم تكن
على قائمة الانتظار
ازداد استهلاكي لأقراص الندم في اليوم الواحد
الجوع استبد بالجائعين رسمياََ
فوق العرف المعتاد
لم يعد الهدهد رسولاََ أميناََ
هبطت درجة حرارة العقل العربي
دون هبوطها الأدنى
لامست الصفر أو دون الصفر بعشر درجات
أو بخمس عشرة درجة
أنذرني بصري الضعيف بأنه على وشك التوقف
عن الخدمة لأسباب اضطرارية
لم أعد أميز بين الحزن الأبيض والحزن الأسود
ولا بين الوجه الأبيض و نقيضه
ماذا سأنتظر بعد؟
فقدت رغبتي في ملاحقة ذباب الأفكار
فوق الأرصفة
لا أدري ماذا علي أن أفعل
كمقطوع من شجرة الموازنة العمومية
هل أحيا فقط على مغذ سوريالي وحيد
هو المصل؟
أم سيؤتى لي بالفطور يومياََ
من على مائدة هارون الرشيد أو حاتم الطائي؟
غريب أمري أأنا آخر ذكر بشري على الأرض؟
أما برح الشوق العابر للقارات يشدني
إلى الفردوس الأول المفقود؟
السقوط إلى العالم السفلي أفقدني
بطاقة التموين الإلهية
أليس هذا هو الخسران المبين؟!
إلى متى أنتظر واقفاََ على رجل واحدة تارةََ
وطوراََ آخر على رأسي
موزعاََ همومي وأثقالي وأوزاري على الاثنين
أليست هذه قسمة عادلة بين أعلاي وأسفلي؟
حان الوقت للعملية القيصرية بعد التسويف والمماطلة
للفصل بين ذائقتي والذائقة العربية التقليدية
ماذا أنتظر بعدُ فوق هذا الانتظار اللامجدي؟
أف! أما طال الانتظار حتى اعتراه الملل؟
ماذا أفعل بالزمن حولي؟
ألا يجب الاعتراف المتبادل بيننا؟
إلام التجاهل والتغافل كمن يكذب بصره
بل حواسه الخمس
أليس هو مغير خريطة الوجه الجغرافية
وتضاريس الداخل؟
ما حيلتي أمام قوانين التاريخ والفيزياء؟
هل بوسعي كسر البوصلة واستبدال الليل بالنهار
أو استبدال النهار بالليل؟
أهذه حال المنتظر؟
لبنان _ زفتا في 2024/4/20
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق