ضوء على قصيدة الشاعر نزارقباني بحق الإمام الحسين ع :الأستاذ عودة صادق المنصوري
(تسليطُ الضوءِ على قصيدةِ الشاعرِ الكبير نزار قباني بحق الامام الحسين "عليه السلام" )
_بقلم عودة صادق المنصوري
(النص او القصيدة)
سأل المخـالف حين أنهكه العـــــجب
هل للحـسين مع الروافـض من نسب
لا يـنـقضي ذكـر الحسين بثـغـــــــرهم
وعلى امتداد الدهـر يُْوقِـدُ كاللَّـهب
وكـأنَّ لا أكَــلَ الزمـــانُ علـــــــــــــى دمٍ
كدم الحـسين بـكـربلاء ولا شــرب
أوَلَمْ يَـحِنْ كـفُّ البـكاء فــما عســـــــى
يُـبدي ويُـجدي والحسين قد احــتسب
فأجـبـتـه ما للـحـسين وما لـــكــــــــــم
يا رائــدي نــدوات آلـيــــــــــــة الطـرب
إن لم يـكن بين الحــسين وبـيـنـنـــا
نـسبٌ فـيـكـفـيـنا الـرثاء له نــسب
والحـر لا يـنـسى الجـمــــيــــــــــل وردِّه
ولأن نـسى فـلـقــد أســـــــــاء إلى الأدب
يا لائـمي حـــــــــــب الحـسين أجــــــنـنا
واجــتاح أوديــة الضـــمائر واشــــــرأبّْ
فلـقد تـشـرَّب في النــخاع ولــــم يــزل
سـريانه حتى تســـلَّـط فـــــي الـرُكــب
من مـثـله أحــيى الكـرامـــــــة حـيــنـما
مـاتت على أيــدي جــبابـرة الـعــــــرب
وأفـاق دنـيـاً طـأطـأت لـولاتـــــــــه
فــرقى لـذاك ونـال عــالية الـــرتــب
و غــدى الصـمـود بأثره مـتـحفــــــــــزا
والـذل عن وهـج الحيــــــاة قد احتـجـب
أما الـبـكاءفــذاك مــصـدر عــــــــــزنا
وبه نـواسـيـهـم ليـوم الـمنـقـــــــلـب
نـبـكي على الــرأس المـــرتـل آيـــــة
والــرمح مـنـبـره وذاك هو العـــــجـب
نـبـكي على الثـغـر المـكـسـر ســنه
نـبكي على الجـسـد السـليب الـمُنتهـب
نـبـكي على خـدر الفــواطـم حــســـرة
وعـلى الـشـبـيـبة قـطـعـــــــوا إربـاً إرب
دعع عنـك ذكـر الخـالـديـن وغـبطهم
كي لا تــكون لـنـار بـارئـهـم حــطــب
(القراءة)
قرأتُ للدميري في كتاب الحيوان أنّ قصيدة الفرزدق الميمية المشهورة بحق الامام زين العابدين "عليه السلام" أمام هشام بن عبد الملك في بيت الله الحرام والتي يقول فيها..
(هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم)
يقول الدميري قد تشفعُ له هذه القصيدة أو الامام يشفعُ له يوم القيامة
وكذلك أقول قد تشفع هذه القصيدة أو الامام الحسين للشاعر نزار قباني يوم القيامة
فهي قصيدة وجدانية، عقائدية و تأريخية يطرح فيها السؤال والجواب
_معنى الابيات بإختصار_
يقول الشاعر إن المناوئ للحسين يسأل ويلحّ بالسؤال: ماهو النسب والعلاقة الحميمة بين الروافض (الشيعة) والامام الحسين "عليه السلام"؟
ولماذا يذكرون الحسين على طول السنة ويلهجون به على طول الدهر؟ وكيف يتجدد ذكراه؟
أوليس جسد الحسين "عليه السلام" ودمه قد أكله التراب
فاجاب قباني: يا أصحاب الطرب والملذات كأنكم لم تعطوا الحسين وزنا
إن لم يكن بيني وبينه نسب لأجعلنّ الرثاء عليه نسبا
فإذا الانسان الحر لا ينسى الجميل فكيف إبن بنت رسول الله "ص وآله" وسيد شباب اهل الجنة ينسى هذا الجميل(الرثاء)
~•لا تلوموني إنّ حُب الحسين "عليه السلام" أجنني حيث حبه إجتاح الضمائر وإشرأب وتجذر في النخاع وسرى مع الدم ووصل المفاصل والركب
~• من مثلُه أحيا دين محمد في عهد يزيد قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله..!
حفظ العز والكرامة في وقت الذل والمهانةِ والرذيلة.
~• أمّا البُكاء عليه فهذا ديدنُنا وعِزّنا حتى نواسيه ونواسي جده "ص وآله" يوم القيامة
والعجب كل العجب ليس البكاء عليه.. لكن العجب أن الرأس المقطوع وهو على الرمحِ يتلو آيات من الذكر الحكيم (سورة الكهف)
~• بكاءنا على الحسين وعلى الثغر الذي طالما كان يلثمه رسول الله "ص وآله" وعلى الشبيبة المقطعة إرباً إربا وعلى خدرِ الفواطم حسرة.
_الشاعر نزار قباني_
كالجواهري
أجاد في توظيف دلالاته
ومدلولاته بمهنية عالية
عندما تحوم الاسئلة
المبهمة حول الحسين" عليه السلام"
لا يلوذ بالسكوت المطبق
فهو صريح مع
شذاذ الاحزاب
ونبذة الكتاب
لله درّك أيها الكبير
قصيدتك تبلسم
جراح مُحبيّ الحسين
المهتمون بشعر القباني
يعتبرون هذه القصيدة
تسبيح في عذرية الشعر
وإن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة
نزار قباني
بهذا الافق له جلاليته
وسليقة آسرة
كُتِبَ بتاريخ ٢٠٢٣/٨/٢٣ م
٦ صفر ١٤٤٥ هجرية
تعليقات
إرسال تعليق