لن ألوم الريح : الشاعرة ريما حمزة
لنْ ألومَ الريحَ
فأنا بُحتُ بسرِّي للشجرِ
ولن تؤلمَني النهاياتُ
قدَّمتُ لحظتي
هديةً لروحِ الزمن
ولأنَّ الجنونَ موهبةُ الفقراءِ
كنتُ مدينةَ جياعٍ
إذ كيفَ سأغنِّي بفمٍ ممتلئ بالصمت ؟!
ولأنَّ الشكَّ ساديةُ الأرواحِ الناقمة
حوكمْتُ بتهمةِ اليقينِ
عندما ضممْتُ الجوريَّ
لم يُلقِ الإناءُ بالاً
للشّوكِ في أصابعي
جرّبتُ التعلَّقَ بنجمةٍ
فلطمَ الليلُ خدَّيهِ
وقطعَ حبلَهُ السرِّيَّ
تلقَّفَني العشبُ
تدحرجتُ عليهِ
غطّاني بمعطفهِ الثقيل
وأعطاني قُبلةً
لأشتريَ السماءَ
كلُّ الطُلقاءِ حولي طافحونَ بالعبوديِّةِ
وزنزانتي تكبرُ وتتسعُ
حتى غدتْ ساحةَ تحريرٍ
وذات ليلةٍ حالكةِ السؤالِ
عبثَتْ بروحي الأسئلة
لم يَقربُها الموتُ
لأنّه يكرهُ رائحة ورقِها وحِبرها
فاعتلّتْ وعلَتْ
مثل قمرِ البادية
قرَعتِ النواقيسَ
أنارتِ المآذن
وربتتْ برفقٍ على كتفِ الفجرِ
في انتظارِ ما لا يأتي. # 𝓡𝓮𝓮𝓶𝓪
تعليقات
إرسال تعليق