في ذات مرة : الكاتبة فاطمة محمد

ذات مرة ظهر لي نص غريب لا يصنف من نصوص النثر ولا من الخواطر ولا من الشعر .. كان كل سطر منه ينتهي بحرف اللام فدفعني الفضول لأسال صاحبه عن ماهية هذا النص ودلالة حرف اللام فجاوبني بأن هذه خاطرة وحرف اللام هذا يدل على الشيخوخة والوقار !!
وفي مرة أخرى تحدث إلي أحدهم وأخبرني ألّا أمضغ اللبان لأنه يقلل من هيبتي ونصحني ألّا أمضغه ليلًا فأصبح وكأنني آكل لحم الأموات !
جلست مع إحدى السيدات التي فقدت حفيدها الرضيع فجأة وعندما سألتها عن سبب الوفاة قالت لي لم يكن به شيء ولا أي مرض لكنني جعلته ينام في العراء لأكثر من ليلة ونظرت إليه البومة وتوفي لذلك !
ذهبت في مرة أخرى لتهنئة إحداهن بقدوم مولودها فأعطتني بقايا الحبل السري الذي وقع بعد الولادة وقالت لي عندما تذهبين إلى الجامعة ارمه هناك ليصبح طفلي محبًا للعلم عندما يكبر وربما مهندسًا مثلك !
في الجلسة نفسها قالت سيدة لا ترمه هناك بل ارمه في منزل شخص محظوظ ليصبح له نصيب من حظه وأرى أن تغيري اسمه لأن هذا الاسم لا حظ له !
حرف اللام، اللبان، البومة، الحبل السري، الاسم المحظوظ .. لن أقول أفكار فالأمر أعمق من ذلك .. معتقدات ..
معتقدات غريبة تقود أصحابها إلى القيام بتصرفات غير منطقية .. تضحد كل القيم والأفعال والظروف والطباع التي تكون الإنسان .. تلغي كل القوانين وترتيبات القدر والأسباب العلمية والمنطقية ..
وعند السؤال عن الخلفية وراء هذه المعتقدات .. يتغير قائلها من الواثق حين قولها إلى الضعيف .. يتلكك لينتهي حديثه إلى الصمت .. وأنا أنتهي إلى الحيرة والتعجب .. فندخل معًا إلى دوامة من الأفكار .. هو ينظر لي بعين صدمة ويراني متخلفًا وغريبًا لأننا طبعًا نشأنا على بغض الاختلاف .. وأنا أنظر إليه وأفكر بأي سبيل وطريقة سأقنعه بالعدول عن هذه الأفكار مدركًا أنه لن يمكنني .. فأصمت أنا أيضًا ..

4:20 Pm .. 31/7/2022 ..❤️
#فاطمة_محمد