بطاقة عيد دامعة .. : الشاعر غازي احمد ابو طبيخ الموسوي
بطاقةُ عيدٍ دامعة..
غازي احمد ابوطبيخ الموسوي
…
إنْطُقْ...
كفاكَ انتظارًا أيُّها القَلَمُ
أوْدَى بصبرِكَ أنْ قدْ أبرقَ الألمُ
كفاكَ صمتًا فمدرارُ الفؤادِ هَما
رؤىً ودمعًا كأنَّ الماطرَ الدِّيَمُ
يا صاحبي كلماتُ اللهِ جاريةٌ
حتى وإنْ وقَفَتْ في وجهِها الأُممُ
ما شاءَ ربُّك َ لا ما شاءَ ذو رَغَبٍ
وشأْنُ ربِّ العُلا في خَلْقِهِ حِكَمُ
غابتْ ملامحُ شمسٍ كنتَ تعشَقُها
خلفَ الحِجابِ وأحنى رأسَهُ العَلَمُ
في كلِّ يومٍ لهُ بيضاءُ ساطعةٌ
يلمُّ فيها شُتاتًا أو يُعِيلُهُمُ
سيماهُ بدرٌ وعينُ الليثِ تسكنُهُ
إذا تلفّتَ غضَ الناسُ طَرْفَهُمُ
دليلُنا كانَ في قولٍ وفي عملٍ
الى مواردِ فكرٍ كلُها عِظَمُ
بلى فقدناهُ والاضلاع ُ باكيةٌ
عليهِ حُزْنَ خُناسٍ ليسَ يُخْتَتَمُ
فكيفَ لا تذرفُ الأحداقُ وابِلَها
والعيدُ يبحثُ مثلي والدموعُ دمُ
عِشْناهُ بلْ عاشَ فينا والحِجا فمُهُ
مرَّ الزمانُ علينا والدُنا سَلَمُ
بلى فقدناهُ حتى أنَّ شيبَتَنا
شَكَتْ مِنَ اليُتْمِ ما لمْ يُفصِحِ اليُتُمُ
تقولُ: بعدَ حبيبي ليسَ مِنْ قَمَرٍ
أقولُ: خلفَ حبيبِ الناسِ نلتئِمُ
هو بنُ بجدتِها فينا ومنطقُهُ
فصْلُ الخِطابِ فلا ريبُ ولا وهَمُ
فأنما هو شيخُ الصالحينَ وقدْ
مضى وفي أصغريهِ العِلْمُ والقِيَمُ
يحدو بنا: أيُّها المستمسكونَ بنا
تمسَّكوا قَبْلَنا باللهِ واعتصموا
بلى فقدناهُ والدنيا مُكَدَّرَةٌ
حتى تبدَّى على سيماءِها القِدَمُ
كنا نجئُ حجيجاً كُلَ مُصْبِحَةٍ
فعيدُنا في رفيفِ الخافقينِ هُمُ
قَبْلَ انبلاجِ السَّنا كنّا قِبالَهم
وقبلَ أنْ نلثِمَ الاطفالَ نزدحِمُ
هيّا معاً عندَ عبدِ اللهِ موعدُنا
فتحتَ خيمتهِ بالمِسْكِ نخْتَتِمُ
بلى فقدناهُ والاحزانُ مُطْبقَةٌ
فلا ألومُكَ يا مَنْ إسمُكَ القلمُ
لكنّما دورةُ الازمانِ ماضيةٌ
الى مشيئةِ مَنْ في امرِنا حَكَمُ
ياصاحبي كلماتُ اللهِ جاريةٌ
حتى وإنْ وقفتْ في وجهِها الأممُ
ما شاءَ ربُّك لا ما شاءَ ذو رَغَبٍ
فشأنُ ربِّ العلا في خلقِهِ حِكَمُ
تعليقات
إرسال تعليق