PNGHunt-com-2

زجاج ونافذة : الشاعرة نبيلة الوزاني

زُجاجٌ ونافِذَة
ــــــــــــــــــــــــــــــ

بعيداً عن وحدتِكَ " أُولِيفِر "¹
الوحدةُ نفقٌ أَخرَسْ ؛
غولٌ مُزدحمُ التّوالُدْ ،
التّواُلدُ لُعبةُ الظّمأِ الأزليَّة ،
الظَّمأُ وَحدهُ
يَكفي لِحشْدِ المشاعرِ
مَفازاتٍ صَفراءَ وَطُوفانَ مِلحْ،
إذا أتَى قلّما ذَهبْ ..
الاحتياجُ مِظلّةٌ مَثقوبَةٌ
كلَّما هبّتْ رياحُهُ
على جَسدِ الوَحشةِ انْطوتْ..
؛
هُنا في طَرفِ الحَديثْ،
الجِوارُ نافذةٌ لا تَكُفُّ عنِ الثّرثرَة،
هي تُسامرُ عَمودَ الإِنارَةِ
وأنا..
أَلْتقطُ أسرارَ الزُّجاجِ
مِِنْ خَلفِ سِتارٍ
تقُصّها
على مَسامِعِ العتبَةِ
شفاهٌ مُتلعثمَةٌ
عن فراغِ صارخٍ
بِنَكهَةِ العَرْعَرِ
منْ صَدرِ الغُرفَة ؛
عن ضَآلةِ المِشجَبْ
غيابِ قميصٍ بمَقاسٍ خَشِنْ ،
عنْ برْدِ الجُدرانِ ورَعشةِ البابِ
وإغْماضاتِ المِرآة ،
عن غُربةِ الوَسائدِ
وغَفْوةِ المُوسيقى
عنْ عُلبةِ أَلْوانٍ تنتظرُ بَصمَةَ امْرأة ..
؛
امرأةٌ..
تَقيسُ الوقتَ بِفصلٍ واحدْ
تُعاقرُ الصَّمتَ المُقدَّسْ
تَحمِلُ الأمسَ في وجهِها
ونصفَ سُباتٍ ، نِصفَ يَقظة
نِصفَ نسيانٍ، ونِصفَ ذكرَى
....... وكاملَ الدّفءْ ....... ؛
تُهندِمُ الرّصيفَ على شكلِ رَجُلٍ يُشبِهُها
امْرأةٌ نَسيَتِ الكلامَ
كقيثارةٍ تبحثُ عنْ صَوتِها
لا تَجرؤُ على تَحويلِ التّحيَّةِ
تكْتفي بإرسالِ عَينيْها
وبيدِها فَردَةُ حِذاءْ ،
امْرأةٌ
علّقتْ قلبَها بالرّصيفِ الأَقْربْ
الرّصيفُ يُجاورُ النّافذَة
ثالثُهما العَمودْ ..
؛
عندما ستصلُ الإنارةُ إلى ما وراءَ الزُّجاجْ.!
أَخشى على المَرأةِ مِن كَهربَةِ المَسافَة ...
الوَقتُ الذي تتألّمُ فيه امرأةٌ
يَنبتُ صُبّارٌ في الشّارعْ...
غايةُ الأمرِ
يا نَافذةَ الحِكايَة ،
لا مَناصَّ منَ اقترافِ الضَّحِكْ
أَخبِري سَيّدَةَ السِّتارِ
في أَوْجِ البُكاءْ ..
ماذا لَوْ سرَحتِ الحُلمَ مِنْ أحاديثِ الأَبْراجْ؟
ماذا لَوْ أَفْرغتِ حَقائبكِ مِن خَسائرِ اللَّيلِ
وشَحنْتِ أُمنيتَكِ في حقيقةٍ تَليقُ
لِتَبقَيْ على قَيدِ العِناقِ بما يَكفي ؟
الانْتظارُ أَيضاً قِطعةٌ مِنْ حياةٍ
تماماً كأنْ تنْتظرِي الغدَ الواعِدَ
وتَمْلئِي السَّاعاتِ بِكْ ..
أنتِ بِحاجةٍ لِرجُلٍ طَِويلِ اليَاقةِ
يَرسمُ في يَديكِ نَجمةً بَحريَّة ،
قالَ لي كَبيرُ المَحارْ :
" وَشوَشةُ البَحرِ تَفُكُّ سُوءَ الطَّالِعْ "
كَيفَ سَتَبقيْنَ مَكتوفَةَ الأمَلِ
وأنتِ على بُعْدِ قَفزَة ؟
؛
قدْ يَقتربُ الرّصيفُ مِنْ دَرْفَةِ البابْ
قَد َيَستَعيدُ قَلبُكِ الخَفَقانَ بِصَيْحةِ نَبضْ
هكذا يَصخَبُ شارعُ الحُبّْ ،
أَليْسَ كَذلكْ؟
أُجْزِمُ أنّهُ
يُومئُ بِــ ..أجَلْ.. "العزيزُ يُوسُف " ²
؛
؛
؛
؛
فقطْ
لا تَنسَيْ فَردَةَ الحِذاءِ الثّانيَة ...
،،،
نبيلة الوزّاني / المغرب
10 / 07 / 2022
......
1- أوليفر ساكْس :
طبيب ومفكّر وكاتب بريطانيّ عاش في الولايات المتّحدة وهو قائل المقولة التّالية :
( لا أشعر بالوحدة أبدا عندما أكون مستمتعا بوقتي )
2 - يوسف السّباعي :
أديب مصريّ ورجل ثقافة وسياسة له أعمال كثيرة أدبية مختلفة
منها قصّة ( شارع الحبّ )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي