غيمة مشاكسة : الشاعر مظفر جبار الواسطي / العراق
(غيمةٌ مشاكسة)
ذكيةٌ ولّماحةٌ
هذه الغيمةُ المشاكسةُ
كلُّ ماتفعلُه ،
أنها تُجيدُ الهروبَ
كلّما طالبتُها بالمطرِ !!
قلتُ لها ذاتَ صباح
: هل لي ببعضِ غيثِكِ
أغسلُ بهِ وجهَ فراتٍ شاحبٍ
قد كادَ من عطشٍ
أن تصبحَ ضفتاه مقابرَ
لسنابلٍ أنهكَها الصيهود ..
أجابتني بغُنجٍ
وهي تلوي خُصرَها الممتلئَ
بأهازيجِ الرُّعودِ
وأماني الفلاحينَ
إصبر قليلاً !!
فلعلَّ هذه الزوابعَ المجنونةَ
تمرُّ على خير ..
فكّرتُ إن أنزعَ أهدابَ عُيوني
أصنعُ منها حبلاً
لعلي إن قيدتُها
وشددتُها لصدري
تراختْ وأذعنتْ
او لعلَّها إن شممت
رائحةَ الأرضِ العالقةَ بيْ
تذكرت موّالَ فلاحٍ
يُغازلُ سنابلَ قمحه الرشيقة
لهفةُ وخوف عاشقٍ
يُظللُ بمعطفهِ رأسَ حبيبتهِ
خوفاً على جدائلِها
من أن يُبللها المطر ..
حاولتُ مشاكستَها
فصرتُ قاطعَ طريقٍ وقِحاً !!
فتحتُ ذراعيَّ
قطعتُ طريقَ السماءِ
لنصفين
وكأنني أقمتُ حاجزاً
بكؤوسٍ من نبيذِ نظراتي
صرتُ أنصِبُ شراكَ كلماتي
لعلّي أُُعرقلَ مرورَها
او أقنُعها بمصاحبتي
صرتُ أدعو اللهَ
أن يضربَ خاصرتَها بالطلقِ
قبلَّ أن تغويها الريحُ بالرحيل
فلعلَّ ألم المخاضِ
يُفاجئُها !!
فتولِدُ في حقلي
بناتاً
بعددِ الذرِّ
من قطراتٍ جذلى بالشَّغف
تُطفئُ
لظى
عطشي
مظفر جبار الواسطي
العراق
تعليقات
إرسال تعليق