ضحك الأسود : الكاتب المصري إبراهيم ياسين
ضَحكَ الأسود
نص نثري : الكاتب/ إبراهيم ياسين
ضحك الأسود ،
حين رأى جسدك الملائكي يتعرى في نهر العشق ،
بكى ،
حين لامس دفء مساماتك ،
استحال مليون قوس قزح ،
بين عتمة الفيروز وزهرة نتئت في صخور القمر ،
قام الأسود من ألوانك ، كما قام المسيح !!
دار كالموناليزا في عيون الحاضرين ،
غجرية إسبانية أنتِ !!
تشق الجزر والمضيق ،
تعزو قلب عربي عاشق ،
أيها المتربع على عرش الآداب والأكوان والألوان !!
أراك اليوم عبداً ،
تصلى لإلهة القمر صلاة راهبة في قلب عاشق مسحور ،
ما شأنك والعربي !!!
رحل رامبو وبودليير ،
كل المجانين ذابوا في عدمك ،
يا إلهة القمر !!
ضوء صخورك ، كاذب !!!
يرقد المحيط تحت عينيك كطفل على صدر حواء ،
تهدر أمواجه في جسده ،
تَكسِرُه ، كسرة خبز في فم عصفور جائع !!
تائه قلبه ،
بين الثلج والنار ، الشمال والجنوب ، الشرق والغرب !!
بين الأشعار والروايات ، الناي والكمان !!
تلك الباردة كبلاط القصور ،
دورة البن وضواحيها ،
في ظلها ، ضبابه براكين !!
دود القز في جسده ينسج لها وشاحاً ،
الحياة تُمزق شرانق بيضاء ،
كرمى للأسود !!
خرج المصلون ،
بعد ما سألوا الإله الجنة وعمراً مديداً !!!
لم يطلبوا نجاة عاشق يقتله القز !!
في الباص على الطريق ...
رأى الفجر يولد طفلاً ،
يشب صباحاً مشمساً ،
في طريقه نحو الأسود !!
كان هذا آخر ما رآه العربي !!!
تعليقات
إرسال تعليق