يا طير ماذا تخالني/ الشاعرة هيام معوض
يا طيرُ ماذا تخالُني...؟!
أ تخالُني يا طيرُ لا أُدركُ المدى..؟!
والشعر يُعانقُني..
ويُمطرُني..
ويسحبُني..
أ تُقاصصُ بنات قلبي في حاناتِ الفكر...؟!
حين خَرَجتْ سُفوراً من وجعِ الدروب..
حين تَقاذَفتْ بلُهاثِها على زُجاجِ الوقتْ..
وتسجَّى جسَدُ القصيدِ بالندوبِ...
يا طيرُ كُنْ هادئاً...
فعلى توقيتِ ساعةِ الحُلُمِ يَستفيقون
ينتشرون في دهاليزِ الثواني...
يَجلدون القلوبَ الغليظةَ.....
........ خيطٌ من الشّمس يُبعثرُهم
يُلملمُ هرواتِهم...
يُعيدُ لهُ أناه
يا طيرُ كُنْ ماءً سلسبيلاً
كُنْ بلسماً.....
فالحنين يقصيهنَّ على
رصيفِ الكلمةِ..
لتُمارسَ النسيانَ بنأي التّواري.....
و تُغذي ضحكتِها من حبلها السّري ..
..... في عيون الصدى
أتخاُلني....
أتخاُلني يا طيرُ لا أُدرك المدى...
و تلك المسافةُ الفاصلةُ عني والأشياءُ... أنتْ..
لحني المموسقُ برفِّ الهدبِ.. أنتْ...
فمن يُصوّرُ الشّمسَ لا يهابُ
الاحتراقَ...
ومن يرسُمُ المطرَ لا يهتمُ
للبَللِ.....
كعتق نبيذٍ.... يُسكرُ مُحتسيه
ويسبي القلوب في كرى العينين
يا طير كن حكيماً....
فالعجوزُ أغبرهُ الافتراضُ
وملَّ سنينَ تصوّفِه
وتوسّعَ الأفق برؤىً وظلال
فبات كلّما قاصصهنّ بجلاليبِ الرغبة
ازدحمَ القاعُ....
.... وتدحرجَ التفاحُ.... عند قدميه
أيا طيرُ..؟!..
أما كنتَ حُلُماً حلو الشمائل؟!
فحين أرادَ الله التجلّي
رفَّ الشعرُ في سرّ الخمائل
و جنّد الأرواحَ إليه
ورآى ذلك......
...... حُسناً
أفلا تسترقُ السمع يا طيرُ؟! ....
أصواتُ نايٍ ليست بعيدةْ
اقترب ....
من هنا....
في الداخل
أسرابٌ تشدو....
....... في صدري سعيدةْ....
#هيام
تعليقات
إرسال تعليق