وظيفة الشعر : بقلم الأستاذ علي سالم صخي
- وظيفة الشعر
الشاعر الذي يكتب نصا لا يحيا فيه بكله لا يمكن أن نطلق عليه اسم شاعر ولا المكتوب نص ،
اذن وظيفة الشعر الأولى هي الانسان ومن لا يشتغل على الانسان ليس بشاعر وهذا يعود بنا الى موضوع المصداقية ، مصداقية التجربة والخوض في الهم :
- هم انساني تحاول من خلاله الامتداد في الآخر وتقصي الحقائق والسعي في تفكيكها .
- هم معرفي تحاول من خلاله المشي بالتوازي مع الحركة الشعرية وتطورها .
وقبل كل ذلك الاشتغال على نفسك إبتداءا من قتل الأنا وليس انتهاءا أزالة كل الشوائب التي تحاول النيل من انسانيتك .
مهمة الشعر فرك الصدأ عن الحياة من أجل توضيح الرؤية ، انه يضيء الممرات والأنفاق وخلف الطرق لتستشكف أنت ما يحبو عليها من ماهية .
الشاعر يكتب ، الكتابة حفر ، الحفر كشف في المستور ، يأتي القارئ ليفكك ما يحمله تراب الكتابة اذا ما كان القارئ مهيأ أصلا لاستقبال تحفيز المحمولات .
الشعر : يبحث في بنية الحياة ، يحاول استنطاق موجوداتها للتحرش بذهن القارئ وتحويله من مرحلة الخمول الى مرحلة الاستنفار والحركة لذلك هو - أي الشعر - كدح ومسؤولية وما كان ولن يكون ترف فكري .
- ولكن ما يبقى يؤسسه الشعراء - هذا ما قاله الشاعر الألماني هيلدرلن .
ما الذي منحه هيلدرلن للشعر والشاعر أي رقي وتفرد في أن ما يبقى يقع على كاهل الشعر والشعراء وكم هي المسؤولية كبيرة اتجاه ذلك وأي صفاء ونكران للذات ولمعان في القلب والروح والعقل ليتمكن من حمل هذا الكدح العظيم اتجاه الانسانية ،
لكن السؤال ما الذي يبقى ؟
بكل تأكيد ما يبقى هو الجوهر والحقائق التي يحملها الشعراء على ظهور لغتهم من أجل التصدي للزيف وقشوره .
ما تقدم أعلاه كان وظيفة الشعر ،
لكن ما هي وظيفة الشاعر ؟
اعتقد ان وظيفة الشاعر هي المشي والمشي دون توقف .
أن يمشي في انسانيته ، يقرأها يصغي لهسيسها قبل صراخها ، الشاعر يشاهد ، يموت ويحيا ، يبكي بصدق ، ينتشر في خرم ابرة ، يوزع روحه في الجهات ،
بعد ذلك فليكتب .
أما وظيفة الشاعر والشعر : هي بث الحياة عبر صور تحمل أفكار تسقي روح القارئ بالمعرفة والجمال .
...
2020 - صيف
علي سالم صخي
العراق .
تعليقات
إرسال تعليق