اللغة : بقلم الأستاذ مهند صقور

 الّلغةُ ...

....................: الصّبغةُ / الهُويّة

.......

عِندَما تُطعَنُ اللغةِ .., وتُسبى عُنوةً .., وتُنتَهكُ حُرمتُها .., وتُغتَصبُ جهرةً ., يَحقّ لِلحرفِ أنْ يسألَ مَنْ أنا .؟ ويحقّ للكلمةِ أنْ تصرخَ مِمّنْ أنا .؟ ويحقّ لِلشّاعرِ أنْ ينتفِضَ .., أنْ يَقولَ .., أنْ يثأرَ لِأُمّهِ .., فهوَ ابنُها ولَمّا يَزَلْ

=========== " واشَاعِراه "

لُغةٌ : في البِدءِ كَانتْ ..

.. ربّةٌ لِلمَاءِ .., لِلرّيحِ ..,

...... لِلخصبِ .., لِلحُبّ ..,

...... لِكُلّ مَا ذرأتْ مُذْ قيلَ : كُنْ ..,

...... لَكِنّها سُبيَتْ وشُقّ خِمارُها ..,

......... والذّنبُ كُلّ الذّنبِ ..,

........... أنّها : حُرّةٌ بِكرٌ حَصَانٌ ..,

............. لَمْ يُدنّسُ طُهرَها ..,

....... هُجنانُ عُربٍ .., أرّقتهم نَغمةٌ

........... إعرابُها .....:

.................... واشَاعِراهْ .؟!

=========== ***

لُغَةٌ : وأيّ حِسَانِها لَمْ تُغتَصَبْ ..

... عَلَنَاً .؟!

والسّوقُ مَفتوحٌ لِأبناءِ الحَرامِ ..

.. حِبرٌ بِلا جَدوى .!!

.... حَرفٌ بِلا مَأوى .!!

والشّعرُ : يُوءَدُ كُلّ يومٍ بَوحُهُ ..,

.. وَنشيجُ قَافِيَةٍ مُمزّقةِ الرّداءِ على مَضارِبِ ..,

... " أُمّةٍ أَمَةٍ " دُفِنَ المَجازُ بِدمعِها ..

..... و" كِنايَةٌ " مَمطعونةٌ لَمّا تزَلْ تَغلي ..,

........ تُعيدُ نِداءَها :

........ واشَاعِراه .؟!!

=========== ***

لُغَةٌ : وَ " مربدُها " :....

...... النّشَازُ أو الرّغاءْ .!!

والشّوطُ : مُذْ عافَ " المُهلهِلُ " كأسَهُ ...

...... وتَمرّدَتْ خيلُ " ابنِ سَلمى" عُنوةً ..

.. وانتَابتِ الغوغَاءُ " دَارَةَ جلجلٍ " ..

... وتَنكّرتْ فيها الحِسانُ لِـ" حندُجٍ " ..

... والشّوطُ : ....

..... شوطُ الخَاميلينَ / الأدعياءْ

..... والعجزُ : يصرخُ مِنْ رَوابي ..

...... صَدرهِ ..

............. واشَاعِراهْ .؟!

=========== ***

واشَاعِراهُ : ...

.... حِكايةُ الحَرفِ المُسَافِرِ فوقَ ...

...... صَحرَاءِ البَياضْ .!!

أُقصوصَةُ القَيّافِ .., رَملُ يقينِهِ ..,

.. والشّاعِرُ / العَرّافُ ...

.............. كَانَ ولَم يَزلْ ..,

.. مُتَأبّطَاً قَوسَ المَعاني الشّارِدَاتِ ..

.... سِهَامُها .., مُتبصّرَاً بِـ" الكَفّ " ..,

..... علّ غزالَة فرّتْ مِنَ الفُصحى ..,

..... تلوحُ هُنيهَةً ..,

..... فيُذيقها كأسَ الدّماء !!

والجُعبةُ الحَمقَاءُ فارِغةُ الرّؤى ..

.... لا معجمٌ إلّا ويندبُ حرفَهُ ..,

... ويُعيدُها مبحوحَةً مكلومَةً ..

...... مشدوهَةً واشَاعِراه .؟!!

=========== ***

أمس التقيتُ بِها

مَهزومَةً ., مطعونَةً .., مَنفيّةً

لَا ريش يسترُ عريَهَا

لا قِرطَ ., لا خلخالَ يُظهِرُ حُسنَها ..,

لا كُحلَ إلّا : النّزف يسبقُ دمعها

لَا حليَ إلّا : بعض مَا نسجَ الهُراء ...

.... هيَ بَعضُ إرثٍ ...

.. بَاتَ نَهباً لِلأُلى : مزقوا السّتورَ ..,

.. وعربدوا صَلَفَاً بحاناتِ الرّياء ..,

... هِي نَهبُ أوباشٍ أباحوا رَوضَها ..,

..... لِلمُفلِسينَ ., الواهِمينَ .., الأدَعياء ..,

.......... هَلْ مِنْ مُعينٍ ..,

.............. لَا وألف لَا ..!!

.... ويظلّ يَلفحُنا الصّدى ..,

......... نفسُ الصّدى :

.................. واشَاعِراه .؟!!

=========== ***

هيَ صِبغةٌ لِهُويّةٍ ...

.......... " عمرو بنُ كلثومٍ " أدارَ كؤوسَها يَومَاً ..,

..... فدوّى صوتُها مِنْ فوقِ أعتابِ السّماءِ ..

.... " إذا بَلغَ الفطامُ لَنا " ..,

......... والشّاعِرُ النّوّاسُ ....,

............. رَاودَ بَدرَها

.... وسجا على أنغامِهَا مُترنّحاً ..

... في حَانةِ النّسبِ الأصيلِ يُسقي صرفها ..

......... لِلمُؤمنينَ بِطهرِها ..,

.......... لِلواثقينَ بِنَهجِها .., لِلْقَاطِبينَ جِراحَهَا ..,

............ لِلحارِسينَ كُرومها ..,

............... مِنْ صَولةِ الذّؤبانِ ..,

...... مِنْ هَرجِ نُخّاسِ القوافي ..,

.............. المَارِقينَ الأغبياءْ .؟!!

...... والرّيحُ :

.......حتى الرّيحُ تَعزفُ شجوَهَا ...

.......... لَحناً لِأجراسٍ تُراوِدُها مآذِنُ مَنْ مضوا

......... والصّلبُ لَمّا تَزلْ

........... عذراؤهُ كُرمى نَخيلِ " الضّادِ "..

.............. تَصرخُ في المَدى :

....................... واشَاعِرَاهْ ؟!!

مُهنّد ع صقّور

جبلة - السّخّابة