عقيلة كربلاء : بقلم الشاعر مهند صقور
" عقيلَةُ كربلاء "
لِأن الجُرحَ هُو لُغةُ الأحرارِ الشّرفاءِ الثّائرين الأبلغ ...., ولِأنّ الجُرحَ هو الشّاهِدُ العَدلُ على رُزنامةِ التّاريخ .., كانَ مِنَ البدهيّ أن يكونَ هو / الجُرحُ / همزةَ الوصلِ بينَ " العذراءِ والحوراء " .., بينَ " المسيحِ والحُسين" وبينَ كلّ أحرارِ الوجود السّائرينَ على نهجِ " هيهاتِ منّا الذّلّة " .., لِتظلّ الهُويّةُ نبعَ كلّ قطرةِ دمٍ سُفِكتْ غدراً وظُلماً وكُفراً .., ولِأنّ ذلكَ كذلك كانَ الشّعرُ في أحدِ تجلياتهِ عملية انتقامٍ مِنَ التّاريخ .., وتعريةً لزورِ وزيفِ مَنْ كتبوهُ .., ولِذا كنتُ أنا وكانتْ هذهِ القصيدة
...........
مَا بينَ " مريم والحُسينِ" حكايةٌ
===================== فيها لـ" زينبَ والمسيحِ" صليبُ
خطّ الإلهُ فصولها بجراحهِ
==================== فالرّملُ : مِنبرُ والنّخيلُ : خطيبُ.!
والنّزفُ لم يبرحْ يُهامِسُ جُرحَهُ
====================== واللهُ : يسألُ تارةً ., ويُجيبُ .؟!
=========== / إيهٍ مُدلّلة الكرّار /
تيهي بِنزفكِ فوقَ الجُرحِ وانتَصبي
==================== يا " زينبَ الطّفّ " يا المعصومةَ النّسبِ
إثنانِ كُنّا وكانَ الوحيُ ثالثنا
====================== والجُرحُ يَرفلُ في مِعراجِهِ العَجَبِ
" ألستُ ربّاً " أتاني الصّوتُ فارتعدت
====================== مِنّي الفرائصُ مِنْ هولٍ ومِنْ رَهَبِ
" بلى وحقّكَ " راح القلبُ يكتبها
======================== شِعراً تحدّرَ مِنْ آهاتِ مُكتَئبِ.!
يَا " رَاهِبَ الدّيرِ" هلْ رأسُ " الحُسينِ" شكت
======================== مِنْ نزفِ قافِلةٍ في فَدفَدٍ يَببِ .؟
أم أنّهُ الحقّ إمّا جاءَ مُلتبِساً
======================== كيما يُعلّلَ سرّ البَعثِ في العَربِ
هذا " الوصيّ " أراهُ اليومَ مُعتلياً
======================= متنَ المنابرِ يلوي النورَ عن كثبِ
=========== ***
يا روعةَ العِشقِ حينَ النّزف يكتبهُ
===================== وحيٌ يضمّد في الهيجاءِ جُرحَ " نبي"
ألفٌ مِنَ التّيهِ لم تبرحْ طلائعُها
==================== تغتالُ صبحَ يقينٍ ., مُدنفٍ ., تَعِبِ .؟!
ألفٌ تقمّصها وحشُ الشّتاتِ ولم
======================= يزلْ يُطاردنا جهراً بلا سببِ .؟!
بحرٌ مِنَ الرّملِ فوقَ الماءِ أبصرُهُ
======================= يمتدّ ., يزحفُ طوفاناً مِنَ الكُثُبِ
وحيثُ " زينبُ " لم تترك أعنّتهُ
======================== فالشّوطُ لمّا يزلْ في كفّها الحَدِبِ
أنا ابنكِ البِكرُ يَا أمّاهُ يَبعثني
========================= أتونُ جرحكِ بُركاناً مِنَ اللهبِ
مُرّي بِكفّكِ فوقَ العينِ أبصرهُ
===================== نزفَ " الحُسينَ " يُوثّق للمدى : نسبي
هيهات يُنكرهُ هيهات يجحدهُ
====================== هيـهات يوفقهُ : " شِمرٌ " مِنَ الرّيبِ
هُنا " الطّفوفُ " هُنا مِعراجُ قافلةٍ
======================= أسرى بِها اللهُ فوقَ الدّهرِ والحُقبِ
=========== ***
إيهٍ " مُدلّلةَ الكَرّارِ" قُصّي لنا
======================= ما زوّرَ الدّهرُ مِنْ تاريخكِ الذّهبي
هاتِ انثريها حكاياتِ الأُولى خلدوا
================== مِنْ " نرجسِ" الوردِ أو مِنْ " خولةِ" الحَسبِ
عَنْ " قِربةٍ " كُسِرتْ في كَفّ حامِلها
==================== عنِ " الفراتِ " وعَنْ " عبّاسِنا " اللجِبِ
عنْ " قاسمٍ " عنْ " عليّ" طفلِ غربتنا
==================== وَعَنْ " مُسلّمَ " ., عَنْ مُغتالِهِ القحِبِ .!
عنِ الخيامِ وقد شبّ الجحيمُ بِها
======================= مِمّا جناهُ : عدو اللهِ والكتبِ .؟!!
وعنْ " سُكينة " عنْ آلامِ غربتها
======================== عنْ رحلةٍ حبلتْ بالويلِ والكُرَبِ
هاتِ انثريها وقصّيها لذي خلَدٍ
========================= آمالُهُ اختنقتْ مِنْ هولِ مُرتَقَبِ
=========== ***
يَا " زينبَ الرّوحِ" ذكرى " الطّفّ " تؤلمني
===================== و" كربلاءُ " تُقيتُ الجمرَ في العصبِ
هُناكٌ أسئلةٌ في القلبِ كامنةٌ
======================= هُناكَ أسئلةٌ : تأتجُ مِنْ غضبِ .؟!
تركتها للغدِ الآتي عساهُ بها
======================= يُعيدُ فلسفةَ الآلامِ ., والنّوبِ .؟!!
أنا المُعتّقُ في إبريقِ خمرتها
======================= نخباً يفسّرُ : سرّ الشّهدِ والحَبَبِ .!
نخباً تناهبهُ الأحرارُ فانتفضوا
======================== كالوقتِ يهزأُ بالفرسانِ بالقُضُبِ
=========== ***
يَا " زينبَ " الصّبرِ لولا الصّبرُ مَا انتفضتْ
======================= هذي القوافي ولم تنبضْ بسرّ أبي
ولا تفجّرَ مِنْ خُلجانِ مُقلتِها
======================= دمعٌ لِأُمّي ولم ترعفْ بها خُطبي
لَكِنّهُ " النّهجُ " حيثُ " المُرتضى" أتلقتْ
======================== آياتُهُ الغُرّ فوقَ الشّعرِ , والأدبِ
" نَهجُ البَلاغةِ " سِفرُ العابرينَ إلى
======================== جنّاتِ عدنٍ مراقي السّادةِ النّجُبِ
" نَهجُ البَلاغةِ " قرآني ال بلغتُ بهِ
====================== رُغمَ الصّعابِ زرابي الفوزِ والأربِ
وسوفَ يبقى وإنْ طالَ الزمانُ بنا
==================== " توراةَ " باصرتي " إنجيليَ " الخَصِبِ
=========== ***
يَا نخلةً فوقَ رملِ " الطّفّ " شَامِخةً
====================== كانتْ لـ"مريمَ " : دِرياقاً مِنَ العَطَبِ
آوتْ إليكِ بليلٍ جُنّ سامِرهُ
======================== ولامستْ جذعكِ المذخورَ لِلنّوبِ
وهامستكِ بسرٍّ بِتّ أعرِفهُ
======================= وغِبتُ فيهِ بهِ عَنْ عالمِ الكذبِ .؟!
كذا المخاضُ خِضمٌّ هادرٌ عرمٌ
======================= يُوحي إليكِ أيَا " عذراءُ " فارتقبي
صوتٌ مِنَ اللهِ جلّ اللهُ مُعتَصمَاً
========================= ألّا تخافي وبالرّحمنِ فاحتسبي
" هُزّي إليكِ" حُسينٌ : سرّ آياتِها
======================== هزّي إليكِ فسرُّ اللهُ في الرّطبِ
إنْ كذّبوكِ ف" عيسى " اليومَ مُعجزةٌ
======================== أو صدّقوكِ فروحُ اللهِ : لم يَغبِ
" ميمانِ " بينهما هذا الوجودُ سجا
======================== وراحَ يغرفُ مِنْ سلسالِها العَذِبِ
و" اليَاءُ والرّاءُ " مسرى كلّ نابضةٍ
==================== يَا " مَريمَ " الرّطبِ يا المكنوزةِ السّحبِ
شَرِبتُ نخبَكِ عرّتني قداستُهُ
==================== مِنْ خَمرةِ اللهِ ., لا مِنْ خَمرةِ العِنَبِ .؟!
شِعر المُحتسِب
مُهنّد ع صقّور
سوريا .. جبلة
تعليقات
إرسال تعليق