عاد المحرم : بقلم الشاعر حسين ديوان الجبوري
عاد المحرم
________________________
شعر...
حسين ديوان الجبوري
بغداد...الاول من محرم الحرام
لعام ١٤٤٢ هجرية المصادف
الجمعة 21.8.202..آب
________________________
عاد المحرّمُ جمرةً تتوقّدُ
وله حرارةُ عاشقٍ لا تبرَدُ
تبكي القلوبُ جوىً لتظهر لوعة
في كلّ عامٍ حزنُها يتجدّدُ
يا سائلي لِمْ كلّ هذا يا تُرى
جرحُ الحسينِ مدى الزمانِ مُخلّدُ
لم تغمضِ الأجفانُ من عبراتِها
حتى رأينا دمعَها يتولّدُ
هذا الحسينُ بألفِ ألفِ مُجاهدٍ
يمضي على دينٍ بناهُ مُحَمّدُ
يومٌ له الافلاكُ ضجّ ضجيجُها
كشعاعِ شمسٍ يتقيهِ الأرمَدُ
هذي العيون تقرّحتْ لِفِراقهِ
وبكتْ دماً من حُزنِها لا ترقدُ
هذا حسينٌ في العراءِ مُضرّجٌ
وعلى هجيرِ رمالِها يتوسّدُ
ما ماتَ مَن يسعى لينصرَ دينه
فالموتُ للشهداءِ جرحٌ يسجدُ
في كلّ عامٍ للمحرمِ وقفةٌ
فيها جموعُ الزائرين تردّدُ
أكرمْ بها مِنْ قبّةٍ ومنارةٍ
أضحتْ بنورٍ للتقى تتجسّدُ
هذا ضريحُك يا حسينُ قداسةٌ
فيهِ ملائكةُ السّما تتعبّدُ
وقفَ الزمانُ على جراحِك نادباً
وغدا عدوُّكَ في جهنّمَ يرقدُ
يا سيدي لم تعهدِ الدنيا دماً
هزمَ العِدا دفناً ويومُكَ يشهدُ
ثغبتْ دماؤكَ كالغديرِ بربوةٍ
فغدا مِداداً حرفُهُ لا ينفَدُ
تبّتْ يدا شِمْرٍ وتبَّ جثاؤهُ
لمّا علا صدراً وراحَ يُعربدُ
لهفي على شيبٍ تُخضّبهُ الدما
وعلى فؤادٍ ظامئٍ يتوقّدُ
يا سيدي مازالَ صوتُكَ هادراً
ملأَ الوجودَ صدىً بهِ يتردّدُ
يا شعْرُ قُمْ لٱبنِ النبيِّ موالياً
أوَ ليس في جناتها هو سيّدَ
تعليقات
إرسال تعليق