من صفحة آفاق نقدية /ذكرى حوار نقدي بين الناقد كريم القاسم والأستاذة وفاء كمال
من صفحة آفاق نقدية وذكرى حوار نقدي بين الأديب الناقدكريم كريم القاسم والأديبة وفاء كمال
حوارفي اطار النقد
...............
أهلا ست وفاء ...
لم أكن عملاقاً ذات يوم ، بل مازلتُ أحبو بين سطور الادب الرصين ، ومازلتُ تلميذا صبوراً دؤوباً يبحث عن الحقيقة .
شكراً لهذا الشعور النبيل .
هذا الشعور المسؤول قد عَصفَ بنا ذات يوم ، بل ومنذ الصغر ونحن نعيش هذا التأمل والاحساس فيما ننتج من كلمات وسطور .
لابد للمتصدي لعملية التأليف أن يضع نصب عينيه هدفين مهمين هما :
الاول : حُب التأليف الخاضع للضوابط .
الثاني : التفاعل مع روح النقد .
هذان الهدفان يتنافسان نحو تحرّير الابداع من قيوده ، لينطلق نسراً جسورا ، مُحَلِقاً في الاعالي .
وكم من مرة تَعَرضْنا الى الضغوط النقدية من قبل اساتذتنا والتي لايتحملها حتى الصخر ، وكل ذلك من اجل أن يؤسسوا لنا في كل يوم لَبِنة جديدة ، أو ركناً متيناً في بنائنا الادبي ، ولا اتذكر يوماً ما ، سمعتُ مديحا ً ، إلاّ بعد التي واللتيا ، كل ذلك ليزيدوا ثقتنا بالنفس ، وليقدحوا فينا الهمَّة والنشاط .
وعَـلّمونا بديهية علّـقْـناها كالقلادة في اعناقنا ، ألا وهي :
( ان الكاتب مفتون بما يكتب فلا تَعجَبْ بنفسك ) وهذه البديهيه ، هي المُزلزلة للكيان الادبي . وكنا كصغار الطير نبحث عن لقمة ، عساها أن تُـقوِّمُ كياننا الادبي ،حتى رضعنا الادب صافيا نقيا ، فاختار كل واحد مِنّا مذهباً ادبياً ، وبصمة إبداعية ، وما زلتُ انا وايّ استاذ آخر، نشير ونستشير كي نُبعد الخطأ عما نعرضه ُمن بضاعة ادبيه ، فهي تصبح بعد العرض مُلكاً عاماً لا مُلكاً خاصاً .
إن الفيس او الصحيفة الورقية عبارة عن سوق عرض واستعراض .فإن كانت البضاعه الادبية المعروضة متينة مُزَيّنة بالابداع ، وتحمل بصمة المهارة في الصنعه ، اتاها المتذوقون من الناس ، وتقبّلها العارفون بحقها ، وإن كانتْ كقطعةِ الحلوى الرخيصة الثمن ، ظاهرها حلو وباطنها هباء ، تكاثف عليها الذباب والدبابير .
وشتّان ما بين الصنعتين ... وكذلك الادب .
احترامي وتحياتي ... العزيزة ست وفاء .
الناقد كريم القاسم..
.............
الأستاذ الناقد كريم قاسم
أن أخضع للضوابط فهذا أمر عسير . لأنني لاأعرفها أصلاً.وأعتقد أن الشاعر الجيد يستطيع أن يوازن عناصر قصيدته . أنا شخصياً لاأعرف بأي ميزان أفعل ذلك ..صدقني ليس ماأقوله مزحة ..
هذا لايعني أنني أصنف نفسي مع الجيدين أو حتى مع الشعراء.
لكنني أدرك جيداً أن كل نتاج أدبي حتى ولو كان إرتجالياًلابد أن يستند إلى مبادئ نقدية ظاهرة أو ربما خفية في ذات الأديب الباطنة .مما يجعله يعيد ويعدل ويحذف وكأنه يمارس نقداً ذاتياً عل نصوصه . فيتد اخل الخلق الأدبي هنا مع النقد .
وأنا شخصياً ( ياما على نار النقد قالولي ولقيتها من الجنة ) وأتفاعل مع روح النقد والنقاد حتى لو لم يتحملها الصخر فإنني أتحملها على كتفي حتى ولو كانت كصخرة سيزيف . لأنني أؤمن أن النقد البناء يستند بالدرجة الأولى إلى مفاهيم جمالية متكاملة يستطيع من خلالها أن يميز بين الغث والثمين ..
مع بالغ امتناني وشكري لنقل هذا الموضوع الى حديقة نقاد مبدعين ..تحياتي العطرة
...........
الاديبة
وفاء كمال
تعليقات
إرسال تعليق