نص /خاطر متواتر/ للشاعر غازي الموسوي ورؤيتين بقلم الأديب عبدالكريم حسن والناقد محمد الدمشقي
(قرائتين في نص الشاعر أ.غازي أحمد ابو طبيخ ،خاطر متواتر، بقلم الأديب عبدالكريم حسن والناقد محمد الدمشقي، أمير الياسمين
(1)
قراءة الاديب عبدالكريم حسن مع التقدير:
*
تماهي الحزن، والقلق، الموت
في الفاجعه العظمى
مع الفواجع المحدثه المربكه
انجب هذا الدفق المتالق فنيا
البالغ الجودة والاتقان
من محترف ، سبر اللغه ،سبراعماق
المعنى النبيل، بل سبر الانسان
في حله وترحاله
في سجنه وشجنه وسعادته
في ايمانه وقلقه وشطحاته
احسنت ايها الربان الذي
سيرتنا مع سفينك في بحر
لاافق له ولكنه الحياة الهادره
دمت كبيرا تعجز الكلمات
ان تصل اليك ..اجدت في وصل حاضرنا بماضينا، بل ماضي الانسان بحاضره.. وقاك الله
من فتور الهمه، وتراخي الابداع
وانعم عليك بنعمة الصحة وعلو الهمه و انوار معرفته
...
غازي احمد ابوطبيخ عندما تبهرني القصيده افقد صوابي انبهارا..فشعرك يستدعي التامل واعادة القراءه والتحليل والتركيب كالفن التشكيلي الحديث يرغمنا ان نبصر ابعد من الظاهر وان نتقن فن فك الرموز ولذا يكون لقصيدتك هذه الابعاد التي تغرينا بتكرار القراءه واطالة التامل واعمال الفكر، فالشعر السافر الدلالات الواضح القسمات لا يستهويني ، وكم اود ان اكتب شعرا مكتنزا مرمزا يستنطق العقل مع تاجيج المشاعر ولكن ماكل مايتمنى المرء يدركه ويلقاه...عذرا للاطاله
بقلم الأستاذ عبدالكريم حسن..
٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥٥
٥٥٥٥٥
(2)
قراءة الاديب أ. محمد الدمشقي الفاضل،مع خالص المودة وعالي التقدير:
*****
حقيقة نحن مع نص رمزي مفتوح التاويل فيه تقنيات نثرية هائلة
نحن مع لحظة توتر ... لحظة تغيير مفاجئة .. تنذر بعاصفة او كارثة ما
و لم يصرح شاعرنا بماهية تلك اللحظة بهدف توسيع زمكانيتها لتشمل واقعنا المتوتر القلق الذي يسير من عاصفة الى اخرى فجأة و دون سابق انذار و بعد ايام رتيبة اعتاد عليها الناس بحلوها و مرها لكنهم لم يتوقعوا ان تتالى و تتواتر المصائب و الكوارث كما يجري اليوم
الركب كان يسير بحزن و غصة ... اي اننا كنا نتعايش مع الحياة و نسير في طريقنا الصعب و الريح حولنا و نحن متعبون لكن فجاة تأتي تلك اللحظة المتوترة ( الربكة ) و ما اجمل توصيفها و تشبيهها و تمثيلها حركيا بتلك الحمامة القلقة التي تحوم حول فراخها بقلق و هلع و خوف و ترقب
هي تلك اللحظة التي تسبق العاصفة لتاتي ريح الموت التي شبهها شاعرنا بحمامة الاضرحة ... و هو تشبيه مخيف فعلا لانه يوحي بهذا الموت الذي يحاصرنا عبر الكوارث والاوبئة و غيرها من تلك الرياح الهوجاء التي تعصف بنا
و كم اعجبتني تلك اللفتة الجانبية
( و بعض المجاز من دم و لحم
اكثر حياة من الواقع الهزيل )
نعم لان الشاعر عبر المجاز يعبر عن المسكوت عنه و يكتب عن اهاته كلها فتغدو من دم و لحم اكثر من هذا الصمت الفاحش الهزيل الذي نعيشه
( الغمام يغلق الافق
و يمنع الترحال
الى ما وراء الكلمات )
الغمام هو هذا المجهول و هذه الالام و الهموم المحيطة بنا و التي تسد افق الاماني و الامان و كم اعجبني اختيار مفردة ( الكلمات ) فالكلام هو مشاعر و افكار تبدو احيانا عاجزة امام ما يجري فلا تجد افقا يسع معانيها و ما ترمي اليه ... و هذا حالنا عندما تكون الهموم اكبر من كلامنا و قصائدنا و نكون على قلق و خوف من تلك الريح العشوائية فلا نعرف الى اي جهة تحملنا و الى اي غرق توصلنا ... مستقبل مجهول محفوف بالقلق و المخاوف
القطيع رمزية للشعوب المسيرة التي لا تحمل فكرا و لا تصورا للواقع و لا استشرافا للمستقبل و لا تنبها للخطر
المدن الغريقة ... مدننا التي تعاني من الكورونا و الحروب و الغلاء و البلاء و الوباء
نواقيس الفجيعة ... كل المؤشرات التي تنذرنا و لا نتعظ و لا ننتبه
هي حركة متماوجة تائهة بلا اتجاه و لا مصير بكل هذه المكونات الاجتماعية و النفسية و التصورات الخارجية و الداخلية و التداعيات الشعورية التي يضج بها النص في حراك رمزي تعمد فيه شاعرنا ضخ بعض الفوضى فيه ليعبر تماما عن الحالة السيكولوجية المتماوجة التي يسير وفقها النص من منبعه الى مصبه
و هنا يحاول الشاعر ان يجد الحلول و كذا يحاول الانسان ان يوقف هذا المد من المخاوف ان يوقف عجلة الزمن المتسارعة نحو الهاوية و يا له من توصيف عبقري للحالة النفسية التي تحيط بنا فكلنا نتمنى لو نوقف الزمن هنا لان كل يوم اسوا من سابقه ... حتى ليتمنى احدنا لو لم يكن ضمن هذه القافلة التي تمخر عباب المجهول
حمل ثقيل
حزن حرور
وقت اطول من رقبة الصبار
توصيفات تصاعدية متواترة منسجمة مع البناء الدرامي و السياق الشعوري العام
الصبار رمز للصبر و الصبر يحتاج رقبة طويلة كي يستشرف الامل من بين كثبان الدخان
خبر الالغاء
الغاء الوجود ربما اهون من ان تاتي الفاجعة من حيث لا ندري غدرا من الخلف
و بعدها يتوجه الانسان الى الله سبحانه و يستجير به و يستغفره و تكثر تساؤلاته الى متى يا رب ؟ و متى الفرج ؟ و لماذا يحصل كل هذا و انت عودتنا على لطفك و رحمتك
فعلا لم نعد قادرين على استيعاب تلك المحن و باتت فوق طاقتنا و احتمالنا و لم نفهم بعد المراد و لم ندرك بعد المصير و الهدف و الحلول
لسنا الكليم لنسال مباشرة
و لسنا بحالة جيدة من الورع الداخلي كي نصبر اكثر
شعرت ببكاء شاعرنا هنا و هو يتضرع باسئلته التي لا اجابات لها و يستغفر شكوكه بالمصير و مخاوفه و ضياعه و تمزقه ... و ضعف صبره و يقينه امام هول المصاب و قد بلغت الارواح التراقي
نص مؤثر عميق ذو ابعاد نفسية عميقة و نظرة تاملية راقية
محبتي
الناقد محمد الدمشقي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
النص:
*
خاطر متواتر:
غازي الموسوي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانَ الرّكبُ
"يمشي الهُوَينى"،
((وقد بلغتِ القلوبُ الحناجرَ))،
والريحُ…
تزأرُ بينَ حوافرِ الزمانِ
الحقُّ أقول :
إنّي لم أرَها
تحكي قلبيَ رِبْكةً
كما تفعلُ الآنَ
في أروقةِ الماضي
كانتْ تئنُّ وتحنُّ
مثلَ حمامةٍ
تحوم حولَ فِراخِها دفيفًا
في حومانةِ هلعٍ شديدٍ !!..
ولم تكُ عادتها أبدا !!
ما أغربَ
أن تكونَ الريحُ
مثلَ حمامةِ الاضرحةِ
أعني كلَّ الأضرحةِ
ويالهُ من تشبيهٍ باعثٍ على القلقِ
لايقنعُ المعتاشينَ على بلَحِ الإفتراقِ
ولكنّهُ يخامرُ روحي
ويُلملِمُ جروحي
يحكي بالنيابة عنّي
وبعض المجاز
من دمٍ ولحمٍ
أكثر حياةً من الواقعِ الهزيل !! ..
ألغمامُ يغلقُ الأفقَ
ويمنع الترحال
إلى ماوراء الكلمات..
بينا كنّا جميعًا
على قلقٍ !!
(على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتي…
-تُحَرِّكني-جنوباً أمْ شمالا)!!..
أنا…
والقطيعَ
والمدنَ الغريقةَ
ونواقيسَ الفاجعةِ
حاولتُ دفعَ الزمانِ
إلى الوراءِ
أنْ أوقفَهُ
عن الحركةِ
أمنعُ وقوعَ الكارثةِ
أعودُ الى عوالمِ الذرِّ!!
أنقضُ وجودي كلّّهُ
فالحملُ ثقيلٌ
والحزنُ حَرورٌ
والوقتُ أطولُ
من رقبةِ الصبّار !!..
خبرُ الإلغاءِ
أهونُ على قلبي
من ذبْحِ العالمِ
من القَفَا !!!..
يا إلهي……
يامن عرَّفتني
على عِللِ المُحدَثاتِ
وأدخلتني مِرارًا
الى فردوسِِ حبورِكَ
إعذر (جراءتي)…
هذا الحَمزةُ يحضرُ ومضاً شفيعاً حميماً..
فاعذرْ شطحاتي
واغفرْ جحودي
يامولاي
إنّي أحتاج وعيًا جديدًا
قادراً على الإستيعابِ !!..
فلستُ الكليمَ
وماصادفني العبدُ الصالحُ
وقد أكلَتِ الأسئلةُ مهجتي:
-أينَ الضرورةُ فيما جرى ويجري؟!.
وماعادّ النهرُ الباكي مجديًا
يامنْ تعلمُ
ماتوسوسُ به أنفسُ الغرباءِ
هذا قلبُ العاشقِ مثقوبٌ
ياسيدَ الإلهامِ
وهذا النزيفُ
يوقدُ الماءَ الممنوعَ
((وقد بلغتِ الارواحُ التراقي)) !!
…
تعليقات
إرسال تعليق