إلى سارقة : بقلم الشاعرمحمدنزار حسن
..
..
"إلى سارقة"
سرقتني من ذبولِ اليوم و الأمسِ
حتّى كأني
عبرتُ الرحْمَ للرُّمسِ
..
ولّادتي أخبرت أمّي بخاتمتي
فأجهضتني
ولكنْ جئتُ من نفسي
..
قابلتُ وجهي على وجهي
مصادفةً
و رحت أسقي عيونَ الماء بالغرسِ
..
فلا عطشتُ
ولا ذابت على جسدي
_كما يقالُ_
خمورُ الثّغر بالكأسِ
..
ربّيتُ حلْماً
و قلت اكبرْ
لأقطفهُ
لكنْ قُطفتُ
و كانَ الأمرُ بالعكسِ
..
ستونَ عاماً مضى
من ساعتي
و بقتْ
عقارب الوقت
تحصي العمْرَ بالهمسِ
..
فسنّة الكون أن نرضى بعقربه
مثل ارتضاءِ
جيوشِ العرْبِ بالقدسِ
..
أنا أضعتُ على متنِ الهوى
سفناً
حتّى رماني
ضياع البحرِ بالشمسِ
..
فالعزُّ يرفُضني
و الذّلّ أرفضه
وذا ضمور معاني السّرِّ بالحدسِ
..
هل تكذبينَ على شعري
مكابرةً ؟
الشّعر يعرف ما في ظُلمةِ النّفسِ
..
الشعرُ يعرفُ طعم الموت
مبتسماً
كالأذنِ تركعُ
للأوتار باللّمسِ
..
لي خافقٌ راعهُ اليوم الذي انبثقت
منه المنابرُ
فاستلقى على الأمسِ
..
لي وجدُ أُمنيةٍ
ضاعت بمقصدها
حتّى أضاعت سراجَ الدّربِ
بالطّمسِ
..
ما ذنبُ طفلِ إذا ربّيته بيدي
فضاجع الحبَّ بين الجرح و اليأسِ
..........
28/2/2018
محمد نزار حسن
تعليقات
إرسال تعليق