حنظلة :الشاعر عقيل حاتم الساعدي
حنظلة
ما زالَ يذبحُ كلَّ يومٍ حنظلَهْ
وكأنَّهُ في الحربِ مثل الـسُّنبُلَهْ
عجَزَت بني صهيونَ عن إخضاعهِ
بطلٌ تَحَدَّى بالشَّهادةِ مَقتَلَه
يَسعَى إلى عالي السَّماءِ كطائرٍ
يَمضِي ويَترُكُ في الشِّفاهِ الأسئلَه
قد غادر الدنيا بوجهٍ باسمٍ
عبقُ الشَّهادةِ بالكرامةِ غسَّلَه
مُتَبَسِّمًا والوجهُ نورٌ ساطعٌ
وتزيدهُ حسنًا حروفُ البسملَه
أمسى لعين الثائرين منارةً
واللهُ من عليائه قد فضَّلَه
غنَّت بكفيه البنادقُ بَعدِ ما
ألقى المساحي ثم ألقى مِنجَلَه
ما جفَّ نهرٌ أحمرٌ في أرضِهِ
ولسان حال الكون يَتلو الحوقلَه
أمٌّ تُزَغرِدُ للشَّهيدِ بعُرسِهِ
والطِّفلُ صاغَ مِن الحجارةِ قنبُلَه
لم يخشَ جيشا بالسلاح مدججا
يمشي إليه مسارعا بالهرولَه
ما زالَ يَنظُرُ للسَّماءِ ليَرتَوِي
سُحُبًا دنَت بالأمنياتِ مُحَمَّلَه
جُرحٌ يكرِّرُ كَربَلاءَ بنزفِهِ
فالطِّفلُ غزّة والعروبهُ حرمَلَه
قد جاء يدعو للصَّلاةِ وسهمُهُ
نحرَ الطَّهارةَ فوق ظهر المقصلَه
تَعسًا لمَن باعوا الجِنانَ بدرهمٍ
يا ويلَ مَن جعَلَ الخيانة مَنزِلَه!
وكأنَّ قرآنَ المطبّعِ أعجمٌ
وبهِ قوانينُ الجهادِ مُعَطَّلَه
النصُّ يهدي مثلَ نجمٍ في الدجى
قد ضيعوا رغمَ الضياءِ دلائلَه
يا ويلَ مَن عَمِيَت عيونُ فؤادِهِ
حتَّى وإن حفِظَ الكتابَ ورتَّلَه!
أمراءُ ذلٍّ والكراسي سجنهم
ترَكوا الكرامةَ في العروشِ مُكَبَّله
باعوا البلادَ ولم يُراعوا ذمَّةً
صلَبوا الشَّهيدَ أمامَ عينِ الأرملَه
قالوا: المَحَبَّةُ والسَّلامُ شعارُنا
وتَبعثرت عبر السنين المسألَه
أتَضِلُّ في ليلِ الضَّبابِ بصيرتي
وقوافلُ الأبطال نعم البَوصَلَه !
لو ينهشُ الأفاكُ من آمالِنا
لن يُخلِفَ الرَّحمنُ وعدًا أَنزَلَه
فاقطَعْ لسانًا للطغاةِ مَطِيَّةً
برسالةٍ قدسيةٍ مستعجله
واضرِبْ بسِجِّيلٍ على آذانِهم
واقرَأْ على سمعِ الجبانِ الزَّلزلَه
عقيل حاتم الساعدي
تعليقات
إرسال تعليق