هذا ماكتبه الأستاذ الشيخ جمال ال مخيف عن روح الشعرلدى الشيخ الشاعر ستار الزهيري
[ ما أعذب هذه الكلمات وأصدقها
وشدة إمعانها في المحتوى في إطار قراءة متقنة لتجربتي الشعرية من قبل الشاعر الكبير
الأستاذ الحاج الشيخ جمال ال مخيف الموقر ]
شكرا لكم شيخنا الأجل ….
*************************************
لطالما يقفزُ تساؤلٌ مهمٌ ماهيَ الجدوى منْ كتابةِ الشعرِ إذا كانَ الكلامُ مكرراً وهوَ مجردُ بناءٍ خالٍ من الحياةِ لايستفزُ سامعيهِ وهذا التساؤل هو ارتباط عقائدي وليس نمطي مع ثيمة الشعر وهي فطرة خص الله بها نوع من البشر اختلفوا عن سواهم بما حملوه من فكرٍ يحتملُ نبوءة تسترُ عورات الريح المهاجر الى مدنِ الخيالِ
ولعل نبوءة الشيخ الشاعر ستار الزهيري تستوقف المهاجرين والأنصار لهذه النبوءة وحتى الذين يقفون على الحياد وإن كنت ممن تأسلمَ على يدي منصة هذا الشاعر مبكرا فوجدت أن السفر في عوالم هذا الحلم الشعري على أجنحة نوارس الخيال تارة وعلى أجنحة طائر الحقيقة تارة أخرى
هذا الشاعر المثقف لغة لأنه خرج من عباءة البيان الديني الغني بالمعرفة والأصول وهو ابنٌ لبيئةٍ ولادة تنجب الشعراء كما تفيض حقولها ببيادر العنبر
هذا الشاعر اختط لنفسه نهجا متميزا لايشبهه أحد فهو مزيج متجانس من الدهشة المحببة والثقافة الممتعة توشح جلباب السهل الممتنع بعمق شعري وظف به الشاعر الدراسة والموروث والشرف الرفيع في ديباجة الحب والنّقاء على شفاه الياسمين المعذب شوقا على خدود الحسناوات من القصائد التي أجادة بها هذا الكهل الفتي بشعره الحداثواي والذي امتاز بالرصانة والأناقة
وأجمل ما في جدوى هذا الشاعر المهم أن شعره يحبس الأنفاس عشقا ولهفة وانتماءً لأنه سلسبيل من العذوبة والخصوبة العراقية التي تمتد إلى سومر وبابل الممزوجة بدماء الشهداء والذين تكربلت بهم شواطيء الحزن وأزمنة المواويل فأن ظُلِمَ الزهيري إعلاميا حاله حال الكثير من أبناء جيله الذين أطاح بهم الزمن الخطأ جسدا ولم يُطح بهم روحا لأنهم متون الأدب والوارثون للمجد المقدس
إذ استطاع أن يلفت إليه الأسماع والأنظار شاهقا بين نخيل الشعر
لعل الإطالة عن الشاعر الرائع هي سيف ذات حد واحد فهي إطالة ممتعة لا ملل بها وهذا ما تيسر معي من التواضع أمام أيقونة شعره التي تضيء الأماكن سحراً حلالا
ولذا أقول :
{ وأصدقُ الصّمتِ مايُغني عن اللّغةِ }
تعليقات
إرسال تعليق