PNGHunt-com-2

لفحة حنين :الشاعر السوري هاني زريفة

لَفْحَةُ حَنينٍ
شعر: هاني زريفة
ما عُدتُ أذكرُ كَمْ أفنيتُ مِنْ حِقَبِ
وكَمْ حملتُ الهوى في عُبِّ مُغْتَرِبِ

هَوىً يُؤجِّجُ في الأضلاعِ عاصفةً
ويقذِفُ الشِّعرَ مِنْ نَزفٍ ومِنْ لَهَبِ

أنا المُهاجِرُ في أَهْواءِ غانيةٍ
غابتْ حواسي عنِ الدُّنْيا ولَمْ تَغِبِ

شَطَّتْ رِحالاً وفي الأحداقِ هَوْدَجُها
كالكُحلِ بينَ سَوادِ العَيْنِ والهُدُبِ

لَكَمْ قطعتُ قِفاراً لَستُ أعرفُها
وكَمْ نَذَرتُ لها أحداقَ مُرْتَقِبِ

وكَمْ صُلِيْتُ لَهيبَ الشَّمْسِ هاجِرَةً
وكَمْ تَوَسَّدْتُ زَندَ اللَّيلِ مِنْ تَعَبِ

وكَمْ عَصَرتُ ظِلالَ الغَيمِ مِنْ ظَمَأٍ
وكَمْ قَطَفْتُ عناقيداً مِنَ الشُّهُبِ

بَلى استَحَبَّتْ جُنوني لَستُ أَنكُرُها
لكنْ كَعِشْقِ فؤادِ النَّارِ للحَطَبِ

وعاشَتِ الحُبَّ في لَهْوٍ وفي صَخَبٍ
كالطِّفْلِ يُدمي جَناحَ الطَّيْرِ باللَّعِبِ

وكَبَّلتْني بأغلالٍ مُجَلْجِةٍ
وأمْطَرَتْني رُعودَ اللَّوْمِ والعَتَبِ

قالَتْ: غِناءً! فَأَدمتْ جَفنَ قافِيتي
ما أَشْسَعَ البَوْنَ بينَ النَّوْحِ والطَّرَبِ

وما جَنيتُهُ طولَ الهَجْرِ مِنْ أَمَلٍ
كَوَمْضَةِ المَوْتِ في أحداقِ مُكْتَئِبِ

طالَ انتظاري وأرخى اللَّيْلُ وَحشَتَهُ
وجارَ دَهْري فلمْ يَرحَلْ ولمْ يَطِبِ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي