PNGHunt-com-2

على سفوح القبس : الشاعرة السورية فائزة القادري

على سفوح القبس .

يأتي على الأرض، لمحَ العينِ ينسفُها
في قلبه مقتُه والكفُّ نعرفها

ذنبٌ من التّيهِ في الأزمان يغرسُه
كلّ الظّلال له والشّمس تكشفُها

ذنبٌ من النَّار تهوى الرّيحُ جذوتَه
تفنى الوعودُ الّتي يعطي ويخلفها

من ذا يخبّئه من إثمدٍ نهمٍ؟
في أعينٍ حنقَت، من ذا سيوقفها؟

رميُ اليماماتِ إن سدّدنَ مهلكةٌ
فليتّقِ الثّأرَ، إن أدناه موقفُها

ملأى دفاترُه واسّاقطت صورٌ؟
هل هزّها خبرٌ أم قُدّ معطفُها؟

عطشى دفاترُه لم يروِ أسطرَها
شِعرُ الدِّماء ولا مَن مات ينزفُها

غرقى دفاتره؛ في متنها حُلُمٌ
نهران؛ دونهما الأنفاسَ يخطفُها

خطَّ الغزاةُ نحيباً مسرفاً ومضوا
في غزّة الحزنِ حزنٌ بات يألفها

في غزّة الحبِّ والزّيتونِ مأثرةٌ
في ذمِّة القهر ما يلقاه يوسفُها

الدُّور واجمةٌ هَدّوا سرائرَها
ماشدَّتِ الهيبةَ الفرعاءَ أسقفُها

بين الرُّكام حديثٌ ضَلَّ مقصده
ضحكاته اختنقت والموت يرشفُها

كان الدُّخان رسوماً لاتعي هدفاً
مثل الّ " لماذا" قلوبُ الفقد تهرفها

من رجفةٍ سكنت أو ضَاع ساعدُها
من خطوةٍ هربت والبترُ يحذفُها

من عودةِ اليأسِ، من أضلاع جثَّته
خلّوا الدّروب هنا، شوقٌ سيرصفُها

من مسّه الشّوق والأوصال غائبةٌ
هل غير أغنيةٍ تبكيه أحرفُها؟:
" يَمّا مويل الهوى، يَمّا مويليّه
ليل المجازر طوّل والرّوح مطفيّه"

خلف المشارف أنباءٌ مؤكّدةٌ
إنّا وتشرينُ في الطّوفانِ أشرفُها

في موسم الحزن غيماتٌ مسوّمةٌ
في البغتةِ اختبأت؛  تشرين يذرفها

سنّوا الإبادة والأسوار مغلقةٌ
كانت عصا الجمع في الإحصاء تلقفُها

في الوعد بأسٌ شديدٌ، عزٌّةٌ رجعتْ
لليأس، للجرح، للأرواح؛  تسعفها

لفُّوا الشَّهادة بالكوفيِّة،
استمعوا لله
من قبسٍ أعلاهُ مصحفُها.

#فائزة_القادري
سوريّة ٢٠٢٣م
شاركتُ بهذا النّصّ في مسابقة مؤسّسة البابطين، ديوان شهداء العزّة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي