PNGHunt-com-2

للضوء المتبقي من النهار : الكاتب عماد أبو زيد

مجلة المصور -مصر-هذا الاسبوع...🙋🙋🙋🙋شكرا جزيلا للصديق العزيز الكاتب الكبير ا. أشرف التعلبي.مجلة المصور - Almussawar Magazine
.. في عدد هذا الأسبوع تحاورنا مع الناقد الدكتور Hussein Hammouda ، بعد تكريمه من ملتقى الشارقة الثقافي، واندهشت عندما سمعت منه: "أنا في لجة البحر" فإذا كان هو في لجة البحر أين نحن إذن؟.. وفي الحقيقة هو يستحق التكريم بعد مسيرته الإبداعية الطويلة، واعتقد أن هذا التكريم جاء متأخرا جدا، وينطبق هذا الحال على مبدعنا الكبير الروائي سيد الوكيل والمترجمة الكبيرة سحر توفيق والدكتور محمد حسن عبد الله، أستاذ النقد الأدبي.. يستحقون جميعا التكريم والاحتفاء.. ومن هنا نشكر القائمين على ملتقى الشارقة الثقافي على حسن الاختيار والتدقيق بإدارة الشاعر الكبير  حسين القباحي .. وهو حوار متميز للزميلة العزيزة Amira Zaki .
وفي رحيق الكتب.. نشرنا تقرير بعنوان "رؤى فرج مجاهد.. في السرد التونسي المعاصر"، وهو عرض لكتاب الناقد فرج مجاهد عبد الوهاب ورحلته السردية في ربوع الوطن العربي من خلال كتابه الذي يكشف فيه عن إبداع عدد من نجوم السرد التونسي.
وفي المقابل نشرنا أيضا تقرير عن كتاب زميلنا الكاتب الصحفي المبدع محمود الدسوقى  بعنوان" وثائق مأذون الدرب الأحمر.. حكايات من القاهرة الخديوية"، من خلال تناوله لدفتر خليفة الطحاوى المأذون بحارة أصلان بالدرب الأحمر بالقاهرة والذي يعود تاريخه لنهايات القرن التاسع عشر.
وفي واحة الشعر.. سعدنا بنشر قصيدة بديعة للشاعر الكبير أشرف قاسم  بعنوان "من ليالي القرية العذراء" وهي قطعة فنية رسمها بأنامله الذهبية، فأخرج لنا صور شعرية رائعة.
وفي القصة القصيرة نشرنا قصة للقاص المتميز Emad Abozed ، بعنوان" للضوء المتبقي من النهار"، وهي قصة مشهدية بديعة تستحق القراءة... وفي الختام: محبة صادقة وقراءة ممتعة.. علي وعد ببذل أقصى جهد.                             أشرف التعلبي.                                                           .                                                                                                                                                                                  للضوء المتبقي من النهار..قصة /عماد ابو زيد.                            -----------------------------------------------------------

   التفتُ حواليَّ ، لم يكن ثمة قمر في السماء ، كانت الشمس لا تزال تلملم ضفائرها عازمة ً على الرحيل . تعالتْ ضحكات البنتين ، فطنتُ إلى أنهما تغازلاني :
-  ما قمر إلا أنتِ .
بمحاذاة الترعة التي تقطع الأراضي أمشي ، أفتح باب منزلنا القديم، أدلف إلى الحجرة التي كنتُ أذاكر فيها . كنبتين ، ترابيزة ، دولاب لا يزيد عن كونه ضلفة خشبية تفتح على تجويف داخل الحائط ـ الحوائط عريضة و  عالية من الطوب اللبن ، تغطيها لوحات سريالية صنعَتها بقايا جير أزرق ـ أما الجدار المقابل للدولاب فيتوسطه برواز نحاسي ، تكثر بهِ زخارف غائرة ، كانت تشف من تحت زجاجته  صورة محبوبتي ذات يوم . أطلقتُ شُرَّاعة الحجرة للضوء المتبقي من النهار ، وللهواء، مُنفضـًا عنها الكآبة والغبار ، مُلقيـًا بجسدي المرهق على الكنبة، فور استحمامي في حوض مياه الطلمبة ، التي دقها جدي في نهاية وسط الدار .
** ** **
      تتسلل عصفورة من الشباك، تحط على سلك المصباح ، الذي يتدلى من عرق خشب ضخم يتوسط السقف، فيتأرجح بها، بينما العش المنزوي في  ركن السقف لم تقربه . لم أسألها عن سبب عزوفها عنهُ ، أخشى أن تقول:
-  ليس عشي أو ...
     أذكر أن عصفورة كانت تنطلق منهُ وقتما كنتُ صبيًا ، تحلق بجناحيها في حديقة رأسي ، تملؤها غناءً بزقزقتها ، وتدعوني للغناء في كل مكان .
      قُبالة البرواز طارتْ ثمَ عادتْ إلى مكانها ، دون أن تكلف خاطرها عَناءً، وتنظر إليَّ مثل عصفورة الصبا ؛ فأبسط كفيَّ لها بحبات القمح .
** ** **
     أُخرجُ دفتر أشعاري من حقيبتي ، وأتطلع إلى صورة محبوبتي في حافظتي، وإذ بي أقبلها ؛ فأجدها ماثلة أمامي، تطبع قُبلة ً على جبيني ، تهمس :
-  لم لا تعتق روحي من كل أشعارك ؟
   وظللنا نتسامر ، حينها زقزقت العصفورة ، وعلى وسادتي وقفتْ ، تنصتُ إلينا، دون أن تسألني عن الصورة التي برحت البرواز .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي