جزائر :الشاعر عقيل الساعدي
جزائر
جَمالٌ كالبدور به استضاؤوا
وتكسوهُ الكرامةُ والبهاءُ
بانوارٍ على الآفاق ماستْ
وكم يحلو لعاشقها الغناء
لها الأمجادُ راكعةٌ تنادي
فمِن أبنائِها سطَعَ الإباءُ
ستَبقَى في جَبينِ الكونِ فخرًا
وتَحملهُ الضَّمائرُ والسَّماءُ
بها الأحرارُ نادَوا في تفانٍ:
مِن الشُّهَداءِ يَكفيها الولاءُ
ملاحمُ عِزَّةٍ رُسِمَت بفخرٍ
بها الأجيالُ واتاها الثَّناءُ
ويَروِي عنهمُ التَّاريخُ قولًا:
شموخٌ لا يُطالُ وكبرياءُ
عيونٌ لم تَهَبْ في الحربِ نارًا
ولم يُطفِئْ عزيمتَها انحناءُ
أسودٌ في لظى البأساءِ أَهدَوا
دماءً للثَّرى فيها الكِساءُ
يَسيرُ الشَّعبُ للهيجاءِ طوعًا
ولا يَسرِي بخُطوتِهِ الشَّقاءُ
فلم يَتَخَلَّ عن حربٍ رجالٌ
وما ركَنَت لمحتلٍّ نساءُ
لأشبالِ الأميرِ زئيرُ بأسٍ
ويَسمو في جبينِهمُ الوفاءُ
أميرٌ لا يَخافُ الموتَ طُرًّا
ولم يُذعِنْ متى عمَّ البلاءُ
كليثٍ عن عرينٍ ذادَ دومًا
ولم يُفزِعْهُ مِن ذئبٍ عُواء
يَسيرُ إلى الحتوفِ ولا يُبالِي
ورغمَ الجُرحِ ما سقَطَ اللِّواءُ
يَقولُ: إلى قتالِ الظُّلمِ هيَّا
فعندَ اللهِ يَلقانا الجزاءُ
إلى المولى سنَكدَحُ في تفانٍ
وما لسواه قد رُفِعَ الدُّعاءُ
نلبّي دونَ خوفٍ مِن عدوٍّ
وربُّ العرشِ يفعلُ ما يشاءُ
رجالٌ أسرجتْ ركبَ المنايا
وغايتُها الكرامةُ واللِّقاءُ
عقيل الساعدي
تعليقات
إرسال تعليق