من سجال الياسمين :أمير الياسمين محمد الدمشقي
أنا لا أبتغي شعري سجالا
ولا زهواً أريدُ ولا اختيالا
ونبضي عاشقٌ والحبُّ نهجي
ومنه تفيضُ أشعاري جمالا
ولكني إذا واجهتُ فحلاً
من الشعراءِ أرتجلُ ارتجالا
يراعي حين يلمعُ مثلَ سيفٍ
يبارزُ كلَّ من رامَ النزالا
ولا يخشى الوغى... إذ شبَّ فيها
وصالَ بساحها صلباً وجالا
وما هابَ الشدائدَ بل أتاها
وصارعَ في معاركها رجالا
.....
وهبتُ الياسمينَ أريجَ روحي
ومنه زرعتُ في قلبي خصالا
فأينعَ حبُّه زهراً نديَّاً
وباتَ لكلِّ مكرمةٍ مثالا
وما طأطأتُ رأسَ الشعرِ يوماً
ولا سايرتُ أمواجاً ضحالا
وما جاملتُ مغروراً لئيماً
ولم أكسبْ من الأشواقِ مالا
وما رمتُ افتخاراً من ظهورٍ
وما ألقيتُ للإطراءِ بالا
ولم ألهثْ وراءَ سرابِ نظمٍ
فكلُّ قصائدي تأتي انثيالا
......
كتبتُ عن الحنينِ وما يليه
وعن شوقٍ تمدَّدَ واستطالا
وعن فجرٍ طواهُ الليلُ حتى
غدتْ أزهارُ نظرته ظلالا
وعن شجنٍ توارى خلفَ صمتٍ
وعن دمعٍ على الوجناتِ سالا
وعن قمرٍ أغازله فيبدو
قريباً حين أسأله اكتمالا
ولكنْ يغمضُ الأنوار عنِّي
ويحجبُ نورَ بسمته دلالا
.....
نقشتُ مشاعري بمدادِ روحي
وراقصتُ الحقيقةَ والخيالا
وعتَّقتُ الحروفَ بأمنياتي
وبالأحلامِ عبَّأتُ السِّلالا
ففاحَ عبيرها حدَّ التجلِّي
وفاضَ رحيقها عذباً زلالا
عبرتُ بعطرِ أشواقي بحارا
صعدتُ بهمَّةِ الحب الجبالا
فأشرقَ في ظلامِ اليأسِ حرفي
وبالإحساسِ جاوزتُ المحالا
تدمشقتِ القصيدةُ في فؤادي
فصبَّتْ شهدها خمراً حلالا
ومن بردى نهلتُ الحبَّ صرفاً
فألبسني خلودَ الشعرِ شالا
محمد الدمشقي
من سجال الياسمين الموزون
تعليقات
إرسال تعليق