ليلة موت الألف الثاني /ألى أصدقائي الأقل حزنا /: الشاعر مجيد الموسوي رحمه الله
قصيدة لوالدي المرحوم الاديب والشاعر مجيد الموسوي نشرت على جريدة طريق الشعب
وافر الشكر والتقدير للقائمين عليها خصوصا أستاذنا الأكرم الاستاذ حسب الله يحيى
فراس الموسوي
""''""""""""""""""""""""""""""""""""""""
ليلة موت الألف الثاني
مجيد الموسوي
( إلى أصدقائي الأقل حزنا )
الهزيع الأول
هكذا تغتسل اللحظة في البحر
و ينمو غسق آخر…
كيف انفتح الليل لنا الآن
و قادتنا الخطى الخرساء :
لا ارض قطعناها وحيدين
و لا شعر كتبناه
و لا حب خدعنا ..
هكذا تغتسل اللحظة في موجتها الأولى
وينمو غسق آخر في حاشية الليل …
أفق يا نوح قد باغتنا الموج
و لما يكتمل فلكك !
من أسلمنا الليلة للتيه
و من أعطى لهذا الخشب الرملي لون الماء
من أسبل للريح شراعا و مجاذيف .
و اغماضة نجم ، و تراتيل ..
أفق يا نوح قد باغتنا الموج
و لما يكتمل فلكك
و الليل يسيل
كلما أدركنا فجر طويناه إلى آخر
نستقصيه يا نوح _ دنا فجر هزيل
رحل الأهل
ولم يبق على الرمل سوانا الآن يا نوح
و لم تكتمل الرحلة ، والفلك انخطاف و ذهول !
إنها اللحظة إذ تنفلت الريح إلى الهاوية الأخرى
و لا شيء سوى ظلك ينداح على الرمل ،
و يمتد إلى حاشية الرمل قليلا
و يزول ………..!
الهزيع الثاني :
هكذا أيقظنا النجم
فالقينا ثياب الطين عن أجسادنا الهشة بيضاء
فهل يسترنا الموج ، و هل نلمح في ايماضة
نجما – فقدناه – من الدهشة و الشعر
و هل يمنحنا الرمل جذورا
مرة أخرى :
و هذي اللحظة الألف تشق البحر
و الريح التي تنفخ في أشرعة لم تكتمل بعد
و نحن المستريبون بما تصنع يا نوح …
فما أبعدنا الآن عن الحلم
و ما أبعد آرارات ….!
و الموج جبال تحمل الفلك و تلقيه إلى المجهول
كيف انفتح الليل لنا الآن – ولا ارض قطعناها
و لا شعر كتبناه ، و لا حب خدعنا -
إنها الهاوية الأخرى و قد باغتنا الموج
و لم يكتمل الفلك … فهل تملك يا نوح
سوى أن تتبع الريح ، وصوتا غامضا من آخر الكون
و نجما – قد فقدناه – من الدهشة و الشعر …
……….
الهزيع الأخير :
هكذا فاجأنا البحر
و صارت شهوة اللحظة جمرا في ضلوعك
و مضى الفلك إلى المجهول .. لا شيء سوى صدرك
مكشوفا إلى الظلمة و الريح …
فهل تبلغ آرارات يا نوح ..!
و هذا التيه يدنيك إلى هاوية المجهول
و الموج الخرافي يغطيك و يرغو في قلوعك
إنها اللحظة ما بين زمانين :
انهيار الرمل
و الموج الذي باغتنا الليلة يا نوح
و لم يكتمل الفلك – فهل تحتمل الموت
و لا تخجل إذ تختلج الروح
و لا تساءل – أين الأرض
أو تصرخ : يا ارض ابلعي ماءك .. يا ارض !
و لا صوت سوى الموج الذي يهدر
و الجرح الذي ينزف من صدرك مكشوفا
فهل تبلغ آرارات يا نوح
و هذا الموج يلقيك إلى الهاوية الأخرى وحيدا :
غير هذا القلق الشوكي في الروح
و هذا الالق الغامض في عينيك
و اللحظة ما بين زمانين :
انهيار الرمل
و الموج الخرافيّ …
فهل تبلغ آرارات يا نوح
و هل تبصر آرارات ….
………..
………..!
تعليقات
إرسال تعليق