رحيل :الشاعرة وعد جرجس
#صباحكم_نورٌ_وجمال🌞🌹
(عذراً لطول الغياب أحبّتي )..
قصيدة من ذاكرة اليراع مهداة إلى نساءٍ تهشّمت أرواحهنَّ بمخالبِ مجتمعٍ شرقيٍّ مضطربٍ نرجسيِّ الذكورةِ في سجن التضحيةِ والمظاهر الخدّاعة وتحمل المسؤوليّةِ الكاملةِ للترابط الأسريِّ الشكليّ حتى ولو كان الثمن ذاتها وذواتِ أطفالها انهضي وحطّمي مايُستطاعُ من القيود فإن كنتِ أنثى فلك الذَّكر وإن كنتِ امرأةً فلكِ الرَّجلُ أو فلا يكُنْ !
رَحيل..
رحلتُ الآنَ يا ذكَراً
وهبتُ لهُ ثماراً من
فراديسي ولمْ أبخلْ
فكافاني بنكثِ العهدِ
والوعدِ الذي علّاهُ
عن قصدٍ
أنا ماهَدَّني الخذلانُ
لمْ أرضخْ ولم أقبلْ
تجرّعتُ الأسى سُمَّاً
بأقداحٍ من الحنظلْ
مسحتُ دموعَ أحزانكْ
رأفتُ برغمِ أخطائكْ
كأمٍّ فيكَ لم تحمَلْ
وقلتُ ظروفهُ خانتْ
فكوني نهرَ إيمانٍ
وإخلاصٍ بلا حدٍّ
بقلبٍ نبضهُ نادىْ
فلا من غيرهِ تسألْ
أتهجرنِيْ ؟ تبدِّلُني
بربْعِ أنوثةٍ سِفلَهْ ؟
وفيَّ عواطفُ الأنثى
كبُركانٍ بقلبِ جَبَلْ
أنا وللهِ لم أقبلْ
ولكنّيْ قصدْتُ تحدِّيَ
الأفعَىْ
وفُزْتُ لأنّنِيْ الأنبَلْ
وعدتَ إليَّ ترجونيْ
ودمعكَ فاضَ غطّانيْ
رجعتَ تريدني وحدِيْ
وتنكرُ كلّ ماعشنَاهُ
تهذي كيْ تبرِّرَ ليْ :
غباءً نزوةً قذرهْ
وأنّي عشقكَ الأجملْ !
أنا مازلتُ واثقةً
بأنِّي عشقكَ الأجملْ
وأنِّي حبُّكَ الأكملْ
وأدركُ ليس من أنثى
على وجهِ الخليقةِ
حاولتْ قهراً مجاراتي
ولم تنذَلْ
أنا أنثى بماءِ الوردِ
من طينٍ ومن صخرٍ
ومن نارٍ ومن ثلجٍ
ومن عودٍ ومن صندلْ
بغير الحبِّ والتَّقوى
ونورِ الله لَمْ تجبلْ
أتذكر حينما ناديتَ يا
يا فَرَسيْ ويامُلكِيْ
سَخِرتُ لأنَّنيْ حرّهْ
أنا امرأةٌ ومُلكي
عرشُ بلقيسٍ
ولستَ جوارياً تسبىْ
ولمْ تُنسبْ
أنا امرأةٌ أصونُ العهدَ
لا أرضىْ مذلَّتَهُ
ونبضُ الوعدِ في الأنفاسِ
لم ينضبْ
مضىَ عامٌ
ومذُ حمقاؤه ندهَتْ
ومُذْ أفعالهُ فَضَحَتْ
لكمْ تاهتْ حقائبها
وكمْ قد فاتها سفرٌ
لأنَّ الخائنَ السِّكِّيرَ
خائنها مشى زمنٌ
ولم يسألْ
مضىْ عامٌ منَ الحربِ
التي ربحتْ بها أنثاكَ
لم ترحلْ
مضى عامٌ من المأساةِ
تكفيني اعتذارات
ونكران بحجمِ الكونِ
لَمْ يُقبَلْ
مضى عامٌ ربحتُ
أمامَ عاهرةٍ
أعاهرتين أم أكثر ؟!..
خسرتُ أمام مرآتيْ
لأنَّ بطعنةٍ روحي
بدَتْ أذللْ
فدعني الآن يا زوجيْ
أسيرُ كفَىْ
وأنتَ تقبِّلُ التُّرْبَ
التي مرَّتْ بها قدمِيْ
لأنِّي حرةٌ آبَىْ
البقاءَ وسُلِّمَتْ روحي
بطَعنةِ خائنٍ قبَّلْ
أنا امرأةٌ أتيتكَ مثلما مطرٍ
وراحَ لهاثكَ الظمآنُ
ينهَلُنيْ ولم تُنهِلْ
وأمَّا الآنَ كالطّوفانِ
غطَّىْ الكونَ مُت غرقاً
فمن دنياكَ راحلةٌ
ومن ذكرايَ لم تُنشلْ
١٢/٠١/٢٠٢٢
#وعد_جرجس #رحيل #قصائد_تفعيلة
تعليقات
إرسال تعليق