PNGHunt-com-2

طوفان نوح : الشاعرة مي عساف

"طوفانُ بوح"

- لي في ذمّةِ البوح
بعضُ أسرارٍ
ضاقَ صدرُ
الكتمان بها....

لي في ذمّة الغيوم
وعودُ مطر..
عجزت أوتادُ الصبر في
حقول الانتظار
عن احتمال تأخيرها..
*******
تعالوا ..!!
تعالوا.. !!
رفاقَ الحلم والمحابر
تعالوا أخبركم
"على سبيل البوح"
كيف يحوّلني الحرفُ عمداً
إلى نصف آلهة..
***
تعالوا أحدّثكم
عن حبرٍ يراقصُ
بين أصابعي
حريرَ الحروف
يستدرجُ على ضفاف الحكايا
نوارسَ البحر
ينادي فجراً
أسرابَ الفراشات
ويهمسُ شوقاً
لعصافير النوافذ
وليلاً يستضيءُ
بكلِّ أسرار النجوم..
*******
تعالوا أخبركم
كيف يسكبني
الحبرُ عطراً
تحت ظلِّ تنهيدة..
وكيف يناغشني سرّاً
في أروقة القوافي
تحت جسور الكنايات..
يحصنُني
بآياتٍ بيّنات
بين تميمةٍ وتعويذة..
*******
للمطر..
أكتبُ قصيدتي ..
فتبتلُّ خواطرُ الحروف
في حقول الظمأ ..
تنتعشُ
سنابلُ الأحلام
تحت
قصورِ الغيم
تتهشّمُ
آخرُ قلاعِ
الخوف واليأس
في مدن
الوهم السّقيمة
*******
تعالوا أحدّثكم
عن ضحكةِ
الغيث الكريم حين يأتي
بصورة إلهٍ يرتدي
عباءةَ المطر
يتأبّطُ كلَّ
مفاتيحِ الرحمة
ليغفرَ ذنوبَ الحروف
ويعفو "استثنائياً"
عن كلِّ
جرائمِ الحبرِ التي ارتكبها
قلمي
ذات جنون
فوق جدران القصائد ..
في سراديبِ المجاز..
يهديني وحياً
يفكُّكُ ألغامَ الصمت
بفضائل
{علّمه البيان}
برعاية
{سنقرؤكَ
فلا تنسى}

يفكُّ خصلاتِ المستحيل المُسدلة
على جبين
الحكايا
في أقبية
روايةٍ مازالت
بين أناملي
تشهدُ ولادةً متعسّرة
تبحثُ عن
حبرِ النهايات
العالقة في
مشيمة الخلاص

يعانقُ في حقولي تنهيدةَ
نهرٍ أمين
اعتاد أن يُخزّنَ
بحرصٍ كلَّ
أسرارِ
الحنين العتيقة
منذ أن تبادلَ
آدم وحواء
أوّلَ قصةِ غيابٍ
في فجر العقاب..
في ليلِ المسافات..
في دروبٍ
مكتظة
بجثثِ الصمت
وحكاياه الدفينة
*******
هناك..
في بحور الشعر
حيث لا فُلكَ يُصنعُ إلا وحياً بعين الله
ولا أشرعة ثابتة أمام رياحِ الأوزان
و أمواج القوافي
وحيتان البلاغة..
يهديني
قاربَ نجاة
لأكونَ الناجية الوحيدة من
طوفانِ بوحٍ..
من جرائم حبرٍ استنزفتني
حتى
آخر قطرةٍ
من دم القصيدة..
وحتى آخر وعدٍ معقودٍ في ذمّة
حبرٍ يرسم
تارةً نهايات فرح وفي أكثر المرّات
يخطُّ بكفِّ القدر
مواجعَ النهايات الحزينة ..
*******
Mai Assaf

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي