مجذوب الوصب : الأديب عبدالله علي شبلي
مجذوب الوصَب
لا أريد أن أقاد أو أهاج أو أحرض
هكذا قالت له ساعة الغسق
دعني أتلاشى في عينيك في هيام
هلام لاَزورد أغدو وبلور سحاب
أعب كأس هواكَ مترعة
تتلمظ شفتاي من نبيذ رضابك
فلا أكتفي
منك وحدك الهيام
وفيك وحدك الحلول
فلاَ أسيانَ بعد اليوم يريق دمع الصبوات
ولا ميلوزينَ تظهر بعد الآن أبداً
منذرة بهلاك وشيك فوق برج لوزينيان
الموت اشتهاء الروح بعد فناء الجسد
وأنا أعشق بالروح لأفنى فيك " مولاي "
أ في جُبتك المرقعة يتلبس حِذق أهل الوجد
أم تحت قدميك المشققتين يدرج أهل السلوك
ما أحوجني إلى أن أُهَدهَد بنشيدك
فتَتّقد روحي وتَخْمد لوعتي
هكذا قال لها
لا رقيب ولا حسيب يسعى بنميم بيننا
وحده النسيم يُجللنا
لن تبتئس إلا واصباً
فتهجرك هزّة الطرب
هكذا علمني الحب
فالمحب لا يُماشي أحداً إلا قلبه
مؤمن بما يُمليه عليه
بكرة وأصيلا
وحده ولا شيء غيره
يركب جوادَ العناء والعناد
فلا يُبالي
ولا يُداهن
فما يتبقى له بعد جَذبه الدامي
غيرقديح مرقٍ يكنّس بكسرة يابسة
عبدالله علي شبلي
تعليقات
إرسال تعليق